معركة جبل «الحلال» ضد أولاد «الحرام» فى سيناء

الأحد، 12 مارس 2017 06:41 م
معركة جبل «الحلال» ضد أولاد «الحرام» فى سيناء

واتخذته أجهزة مخابرات أجنبية مقرا لقيادة زعزعة الاستقرار فى جزء عزيز على الشعب المصرى وفى مصر عموما وتمويل ودعم المخربين من تنظيمات وجماعات إرهابية متعددة بالمال والسلاح والمعلومات لتنفيذ مخططات شيطانية تحاول دول كبرى وإقليمية جعلها أمرا واقعا على أرض سيناء منذ السبعينيات، بل ومنذ هزيمة يونيو ٦٧. وبدت النوايا الصهيونية فى بادئ الأمر لعزل سيناء عن مصر من خلال إغراء أبناء قبائل سيناء ومشايخها الوطنيين لإعلان استقلال سيناء وهو ما رفضته القبائل بكل عزة ووطنية. ولم تجعل العدو المحتل والغاصب يهنأ باحتلاله لسيناء يوما واحدا، وتشكلت المجموعات والتنظيمات الفدائية وأشهرها منظمة سيناء العربية التى كان لها دور بطولى واضح فى مساندة أجهزتنا الأمنية فى جمع المعلومات والقيام بعمليات بطولية خلف خطوط العدو.
 
الأطماع لم تتوقف فى سيناء، حتى بعد اتفاقيات السلام بين السادات وإسرائيل عام ٧٩ وما بدأ يتكشف من محاولات عزل سيناء والتخطيط لها أن تكون وطنا بديلا لفلسطين، وهو ما كشفت عنه الدوائر السياسية الأمريكية بعد استيلاء الإخوان على حكم مصر فى العام ٢٠١٢. فقد ظلت سيناء بعيدة منذ هزيمة يونيو عن سيطرة الدولة المصرية والجيش المصرى حتى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣. كما ذكر الخبراء العسكريون أن هناك مناطق شاسعة فى سيناء غابت لحوالى ٥٠ عاما عن الأمن المصرى، ولذلك فالصدمة كانت وما زالت كبيرة لتنظيمات وجماعات تدعمها أجهزة مخابرات من وجود أفراد الجيش المصرى بأسلحته فى تلك المناطق ووأد كافة المشاريع والمخططات للسيطرة على سيناء وكسر هيبة الدولة المصرية.
 
لذلك فالمعركة شرسة -كما أكد الرئيس السيسى مرات عديدة- وليس بالأمر السهل، فهى معركة وجود حقيقى بين الحق والباطل والحلال والحرام، والانتصار فى معركة جبل الحلال التى قادها أبطالنا «أولاد الحلال» ضد طيور وخفافيش الظلام من «أولاد الحرام» هى معركة فاصلة فى الحرب ضد الإرهاب فى سيناء عموما. ويذهب خبراء الحروب بأنها تشبه معركة اقتحام خط بارليف ونقاطه العسكرية الحصينة فى حرب التحرير فى أكتوبر ٧٣ بتخطيط وإدارة وتنفيذ عسكرى عالى المستوى وبنتائج مبهرة. وما يتردد عن ضبط عناصر استخباراتية وأجهزة تكنولوجية متقدمة وأسلحة وأموال يثبت حجم المعركة التى خاضها وحوش القوات المسلحة لتطهير الجبل فى ضربة أفقدت الإرهاب وأجهزته مركزا رئيسيا فى إدارة عمليات الإرهاب فى سيناء.
 
وسيأتى اليوم الذى نعرف فيه حجم البطولات والتضحيات التى يقوم بها ويقدمها أبناء مصر من القوات المسلحة المصرية الباسلة على أرض سيناء لدحر فلول الإرهاب وما حدث فى جبل الحلال. وليس الوقت مناسبا للكشف عن طبيعة ما حدث ولكن بعض الأحداث التى وقعت فى الأيام التالية للعمليات تشير إلى حجم ماقام به الجيش المصرى وقواته الخاصة فى هذا الجبل. وليس عمليات ترويع أهالينا فى العريش إلا رد فعل يائس على هزيمة الإرهاب فى جبل الحلال الذى سيبوح بأسراره يوما ما وفقا للمصالح الوطنية المصرية.
 
على مدار سنوات طويلة تحول «جبل الحلال» إلى ملجأ للإرهاب بسبب طبيعته الوعرة وكهوفه الكثيرة. فالجبل يقع على بعد ٤٠ كيلومترا جنوب مدينة العريش بطول ٦٠ كيلومترا من الشرق إلى الغرب فى وسط سيناء بارتفاع ١٧٠٠ متر مربع فوق سطح البحر. ومشكلته أنه يقع ضمن المنطقة (ج) المنزوعة السلاح حسب اتفاقيات كامب ديفيد مع إسرائيل، وهى منطقة غنية بالموارد. ولذلك وبعيدا عن سيطرة قواتنا عليه، تحول إلى منطقة استراتيجية تنطلق منها العمليات الإرهابية واتخذه الإرهابيون مخزنا ضخما للأسلحة والذخائر وموقعا لتدريب عناصر الشر. جاءت شهرة جبل الحلال بعد تفجيرات طابا فى أكتوبر ٢٠٠٤، حيث وقعت اشتباكات عنيفة فيه بين الشرطة وعناصر الإرهاب وحاصرته قوات الشرطة عدة أشهر. قبل أن تقع تفجيرات شرم الشيخ فى العام التالى ولجأت العناصر الإرهابية إلى الجبل.
 
كل ذلك قبل أن تستولى عليه وتحاصره قواتنا المسلحة فى العمليات الأخيرة.
 
جبل الحلال هو «بيت الشيطان» الذى تم تطهيره من رجس الإرهاب بأيادى أبطالنا «أولاد الحلال» وهى المعركة الفاصلة ضد الإرهاب فى سيناء.. وسوف تثبت الأيام المقبلة ذلك عندما يعرف الشعب المصرى الحقائق كاملة، وهى حقائق مذهلة لا تقل أهمية وخطورة عن عمليات اقتحام خط بارليف الحصين على طول قناة السويس، وظن العدو الصهيونى أنه عصى على الاقتحام أو الاقتراب منه مثلما ظنوا أن جبل الحلال بعيدا عن أبطال الجيش المصرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق