التفاصيل الكاملة لخطة الإيقاع بـ«حوت» الإسكان فى «كافيه» الدقى

بالضربة القاضية أسقطت هيئة الرقابة الإدارية «حوت» جديدا باتحاد جمعيات الإسكان، هو المهندس حاتم فرغلى، الاستشارى الهندسى للاتحاد التعاونى لجمعيات الإسكان، المكلف من الاتحاد بالإشراف واستلام أعمال المقاولات الخاصة بالمشاريع السكنية. وتم القبض عليه داخل «كافيه» بمنطقة الدقى أثناء تلقيه رشوة قدرها مليون و800 ألف جنيه، منها 300 ألف جنيه أموال سائلة داخل شنطة بنية اللون، علاوة على شيكات بنكية بباقى المبلغ.

 

فوجئ المتهم برجال الرقابة الإدارية تنقض عليه، ليصاب بحالة ذهول أفقدته القدرة على التصرف، وتم اقتياده إلى مقر الرقابة بعد تحريز الأموال وأرقامها. 

 

البداية كانت عندما بدأ المقاول مقدم البلاغ صاحب الشركة الدولية، بالتعامل مع الاتحاد التعاونى لجمعيات الإسكان، وتعاقد الاتحاد مع مكتب خاص لتنفيذ عدد من مشروعات جمعيات الإسكان الثلاث للعاملين بالقرى السياحية بالغردقة، وجمعية العاملين بالملاحة الجوية، وجمعية أعضاء نقابة التطبيقيين، ووصلت قيمة الأعمال التى سيتم تنفيذها أكثر من 750 مليون جنيه. 

وتقدم المقاول وحاول الحصول على الأعمال الثلاثة، إلا أنه فوجئ بالاستشارى يطلب منه 35 مليون جنيه مقابل إنهاء المناقصات الثلاثة له، وتم احتساب المبلغ على أنه نسبة الـ5% من قيمة الأعمال الثلاثة، إلا أن المقاول رفض، فما كان من الاستشارى إلا أن اتفق مع الاتحاد على إلغاء مناقصتين فى محاولة منه لتهديد المقاول وهو ما حدث، إلا أن المقاول أسرع بتقديم بلاغ للرقابة الإدارية. 

وأكد مصدر بالجهاز أن الرقابة اتفقت مع المقاول على إعادة الاتصال بالاستشارى المتهم، وإبلاغه بالموافقة على تقديم مبلغ الرشوة، حيث تم استئذان النيابة العامة لوضع تليفون المتهم تحت المراقبة، وجرت ثلاثة اتصالات بين المقاول والاستشارى تم تسجيلها بالكامل، ومقابلتان فى مكانين مختلفين جرى فيهما الاتفاق على طريقة إرساء المناقصة عليه وطريقة دفع المبلغ، وجرى تسجيل المقابلتين بالصوت والصورة.

 

وتم الاتفاق على أن يحصل المتهم على 35 مليون جنيه رشوة بعدما أقنع المقاول بأن الأعمال التى سينفذها تصل إلى 750 مليون جنيه، وتم الاتفاق على أن يحصل على مقدم الرشوة مليون و300 ألف جنيه، منها 300 ألف جنيه أموال سائلة، والمليون ونصف المليون جنيه المتبقية فى صورة شيكات بنكية باسمه. 

 

وأشار المصدر إلى أنه تم الاتفاق فى آخر لقاء بينهما على اللقاء فى «كافيه» بالدقى، وهو المكان الذى اختاره الاستشارى، وأسرعت الرقابة بتجهيز المكان بالوسائل الفنية لتصوير اللقاء بالصوت والصورة، حيث وصل المتهم فى الميعاد المحدد وكان فى انتظاره المقاول ومعه الأموال المتفق عليها بعد ترقيمها بمعرفة ضباط الجهاز، وما إن وصل المتهم وتلقى الأموال والشيكات حتى انقض عليه ضباط الجهاز وألقوا القبض عليه، وحاول المتهم تمزيق الشيكات إلا أنهم نجحوا فى السيطرة عليه، واقتادوه إلى مقر الجهاز، وهناك تم إطلاعه على التسجيلات الصوتية التى يطلب فيها مبلغ الرشوة، واعترف المتهم فى التحقيقات التى جرت معه بتفاصيل القضية، لتتم إحالته إلى نيابة الدقى التى باشرت التحقيق معه وقررت حبسه على ذمة القضية، كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة.