محمد قتل نجل زوجته بسبب أفلام الكارتون

كُتب له أن يفقد والده قبل أن يشتد عوده، ويعيش يتيمًا مع والدته التي حاولت جاهدة توفير كل سُبل الراحة له، فرفضت الزواج مرة أخرى حفاظًا على مشاعر صغيرها، وخوفًا عليه من قسوة زوج الأم حتى ألح عليها أبويها مُستغلين صغر سنها، وحاجتها لرجل تستند عليه إن مالت بها الدنيا ويتكفل بمصاريف طفلها الصغير، وعرفاها على عامل بسيط توسمت فيه الشهامة، وأوهمها بتعلقه بالطفل وإهتمامه به حتى وافقت على الزواج منه لتمر الأيام وينقلب حاله وتظهر حقيقته الجاحدة المخبئة بين قسمات وجهه الهادئة.

سرعان ما تسربت المشاكل والمشاحنات إلى حياة الزوجين، فحاولت «سناء» التمسك بزواجها وسعت لإرضاء  زوجها الجديد بكافة الطرق، إلا إنه أبى معاونتها أو حتى تسهيل مهمتها، فكان يكيل لها الشتائم دون سبب، ويمن عليها بموافقته على تربية أبنها، ويهددها بإنفصاله عنها أو الزواج عليها، فضاقت بها الأرض، ولجأت لوالديها تشكوه، فنصحاها بالمحافظة على بيتها وإصلاح الأمور مع زوجها، فعملت بنصيحتهما حتى بدأ يتعدى بالضرب على الصغير6 سنوات. 

عاد  الزوج  غاضبًا من عمله، بسبب بعض المشاكل، فوجد الصغير يشاهد أفلام الرسوم المتحركة، فوبخه وأمره بالدخول إلى غرفته، فطلب منه الطفل الإنتظار حتى إنتهاء الفيلم، فأنقض عليه يبرحه ضربًا، وحاولت «سناء» إيقافه إلا إنه لم يستمع إليها، وأمسك بعصاة المكنسة الخشبية، وهشمها فوق جسد الصغير وسط صرخاته وبكائه الحارق قبل أن يربطه في أحد المقاعد ويترك المنزل.

تلقى اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء مجدى القمري، مدير مباحث المديرية، يفيد بتقدم «سناء-ع » 35 عام، ربة منزل، ببلاغ لمركز شرطة تمى الأمديد، بوفاة نجلها محمد الهنداوي نصار، 6 سنوات، واتهمت زوجها «محمد-ج»، 36 عام، عامل، مقيم بذات القرية بالتسبب في وفاته، وعلى الفور انتقل الرائد أحمد فتح الله رئيس مباحث المركز والنقيب محمد حماد معاون المباحث إلى مكان البلاغ.

وبالفحص، عُثر على الطفل متوفي، وبسؤال والدته اعترفت بقيام زوجها بضرب نجلها أمس بقطعة خشبية، ثم ربطه في أحد المقاعد، وخرج وبعد عودته  وجد الطفل متوفيًا، وحاول اتخاذ إجراءات لدفنه لكنه لم يتمكن، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 806 إداري مركز تمي الأمديد، وجارٍ عرضه على النيابة العامة، لمباشرة التحقيقات.