«مكفولون ولكن معذبون».. الحكومة تداوي جراح أطفال دور الرعاية "المسحولين" ببروتوكول تعاون مع 4 مراكز نفسية.. غادة والي: أصلحنا 70 دار أيتام العام الماضي.. والاستثمار في البشر أولوية

أطفال لم يشأ الرب أن ينعموا بنعمة العيش برفقة أب أو أم، بعضهم فارق والداه الحياة وتركه وحيدا والبعض الآخر تجرد أهله من مشاعر الأبوة وتركوه فى الشارع تلاعبت به الأيام ووجد نفسه داخل إحدى دور الرعاية، لكن القدر السيئ لازمه لدرجة أن مسؤولي الدار تجردوا من مشاعر الإنسانية وعذبوه وسحلوه.

آخر وقائع الانتهاكات كانت بدار إنقاذ الطفولة ودار إشراقة المملوكة لزوجة الدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، ففى دار إنقاذ الطفولة بمنطقة عين شمس، عانى الأطفال من سوء البنية التحتية، وتم عزل مجلس إدارة الدار، وتعيين مفوض عليها وإبلاغ النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية، خاصة أن مجلس الإدارة والمشرفين ظلوا منقطعين عن متابعة ورعاية الأطفال، وتم عزل الأطفال بالدار عن الشباب الذى تجاوز أعمارهم 20 عاما فأكثر.

أما فى دار «إشراقة» المملوكة لزوجة الدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، قررت النيابة حبس مديرها 4 أيام وتعيين مفوض ومديرة للدار من جمعية الأورمان لديهم خبرة للتعامل مع الأطفال ومؤسسات الرعاية، بعد اكتشاف تعذيب الأطفال، كما تمت الاستعانة أيضا بالطب الشرعى ووزارة الصحة للكشف على الأطفال، وتعيين أخصائيين اجتماعيين ونفسيين لرعاية الأطفال بالدار وتعيين مجلس إدارة جديد للدار.

وقد أكدت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة تنفذ الإجراءات العقابية العاجلة تجاه المسؤولين عن أي دار رعاية يتم الكشف عن وجود مخالفات بها، موضحة أن الوزارة تدخلت الوزارة خلال العام الماضي لإصلاح 70 دارًا لرعاية الأيتام.

وأوضحت أن الوزارة وقعت اليوم بروتوكول تعاون مع أربعة جهات متخصصة فى تقديم خدمات العلاج والطب النفسى وهم مركز الطب النفسى بمستشفيات جامعة عين شمس ومستشفى الطب النفسى بمستشفيات جامعة القاهرة بقصر العينى ومستشفى أبو العزايم للطب النفسى بالمقطم والمؤسسة العامة للتكافل الاجتماعى، بهدف استعانة الوزارة بالجهات ذات الخبرة فى رفع مستوى الرعاية النفسية للأطفال وحل مشكلة العجز فى الإخصائيين النفسيين المقيمين المؤهلين، لعلاج الاضطرابات السلوكية داخل دور الرعاية الاجتماعية.

من ناحية أخرى أعلنت الوزارة أنها تنفذ حاليا خطة للاهتمام بعلاج الأمراض النفسية والعصبية وعلاج الاضطرابات السلوكية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية داخل المؤسسات الإيوائية حتى 18 سنة بمحافظات القاهرة.

وأوضحت أنه بموجب البروتوكول، تقدم الجهات الموقعة خدمات صحية للأطفال من خلال فحص وتقييم وعلاج الحالات التى ستقوم الوزارة بتحويلها، بالإضافة إلى توفير قوافل طبية تتولى عمل تقييمات نفسية لدور الرعاية التابعة جغرافيا لها مرة كل أسبوع والتدخل فى حالة وجود حالات تتطلب ذلك وفى المقابل، وتسدد وزارة التضامن الاجتماعى تكاليف تلك التدخلات والعلاج، كما تقوم المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعى بفتح حساب خاص لتغطية نفقات البرنامج العلاجى للأطفال.

وأكدت غادة والي على أهمية الاستثمار فى البشر باعتباره من أهم أولويات الوزارة فى الفترة القادمة، خاصة تجاه الأطفال فى دور الرعاية، لافتة إلى أن الوزارة تنفذ أنشطة اجتماعية وثقافية وفنية وتعليمية ورياضية وترفيهية لأطفال دور الرعاية، بعد تدريب وتأهيل القائمين على الرعاية للمساهمة فى رفع كفاءة وجودة الخدمات فى الدور، إلى جانب عقد ورش عمل حول المهارات الشخصية للأطفال وكيفية التعامل فى حالة وجود انتهاك للوصول إلى فريق التدخل السريع بالوزارة لعمل التدخلات اللازمة لحماية الأطفال.