«عميرة»: الثقافة هي خط دفاع عن مقدرات المجتمع المصري

الأربعاء، 15 مارس 2017 01:17 م
«عميرة»: الثقافة هي خط دفاع عن مقدرات المجتمع المصري
عاطف عميرة مدير عام الثقافة بالدقهلية
كتب- محمد على طه

قال عاطف عميرة مدير عام الثقافة بالدقهلية، إن أساس العمل الثقافي هو توصيل الخدمة الثقافية للمستهدفين لتعديل السلوك أو صقل موهبة أو تطوير الفكر، وليس مجرد تقديم أنشطة نمطية أو جمع مجموعة من الشباب للاستماع لمحاضرة دون الاستفادة.
 
وأضاف «عميرة»، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أهم أولوياتي الثقافية هي أن أجد المستهدفين من الخدمة الثقافية المفترض تقديمها لهم، وأن نصل للأماكن التى لا يوجد بها بيوت ثقافة، فهناك بعض المراكز والمدن بها بيوت ثقافة، ولكن حول هذه المدن مجموعة من القرى والعزب والنجوع التي لا يوجد بها بيوت ثقافة، وهذا يسبب لنا مشكلة فى وقت نعانى فيه من الأفكار المتطرفة والإرهاب.
 
وأكد عميرة على أن غياب الثقافة وغياب المثقفين عن آداء دورهم بالشكل الحقيقى فى فترة زمنية أدى ذلك إلى انتشار الفكر المتطرف الذى نعانى منه الآن، فالثقافة لها دور توعوى كبير جدا فى الارتقاء بالذوق العام والحفاظ على التراث وبث الأفكار الايجابية كالديمقراطية والانتماء حتى بث روح الافتخار بالقومية والتاريخ العريق، كل هذا يحدث توازن داخل المجتمع، ومن ثم الحفاظ على المجتمع من الانهيار والسقوط.
 
وأشار أن المثقف لا يجب أن يعيش بمعزل عن المجتمع، فالمثقف له دور كبير جدا بطرح أطروحات  يبصر بها مؤسسات المجتمع والمواطنين ومن ثم وضع الحلول لها.
 
وشرح دور مدرية الثقافة فى مواجهة الإرهاب حيث أن هدف الثقافة فى الأساس هو  تقويم السلوك، ليس بالعنوة، ولكن بالقوة الناعمة، أى بالكلمة، فلا أستطيع أن أغير الفكر إلا بالكلمة، فهناك جماعات متطرفة تقابلها جماعات متطرفة أخرى يتبادلون العنف مع بعضهم البعض، والدولة تمتلك العديد من الأدوات لتعديل هذا السلوك وتقويمه بشكل مستنير، وأنا فى ذهنى إذا كان هناك بعض الجماعات التى تلتقط الأطفال صغار السن للتأثير على سلوكهم ويبدأون فى تغيير فكرهم وعمل غسيل مخ لهم، لكن خطتنا وفكرتنا هى أن نتناول الأطفال صغار السن، ليس لعمل غسيل مخ لهم، ولكن أريد أن أتناولهم بحيث يلتف حولهم مجموعة من المثقفين والشعراء والأدباء والفنانين ورجال الدين المعتدلين فهم يؤثرون فى فكرهم ووجدانهم بشكل إيجابى وهذا هو المطروح فعلا وهذه هى فكرتنا وخطتنا لتطوير الثقافة فى الدقهلية، بحيث يصبح لدينا مجموعة من الشباب يطور فكره بشكل إيجابى.
 
وأكد على أن وزارة الثقافة ليست وحدها قادرة على إحداث هذا الحراك المضاد للتشدد الذى أصبح سمة للمجتمع، ولكن الأمر يحتاج تضافر جهود كل مؤسسات الدولة لمحاربة هذا الفكر المتطرف وعلى رأسها وزارة الثقافة.
 
وأشار عميرة إلى أنه توجد عقبات كثيرة جدا تحول دون تقديم الخدمة الثقافية وأحياناً  تكون من المستهدفين أنفسهم، فأحيانا يكون لدى المتلقى الرغبة لتلقى شئ معين، كما أن الثورة خلفت بعض السلبيات، فهناك أناس ينتقدون لمجرد النقد دون تقديم البديل، وهناك أناس موهومين بأن ما نقوم به ليس للصالح العام، وهذا من سلبيات الثورة التى زادت عن الحد، وهذه الفترة سببت لنا مشاكل كثيرة، وأتذكر قبل يناير كانت الظروف الأمنية والمادية تسمح لنا بالخروج للشوارع ونتعامل مع المواطنين ونقدم لهم خدمات ثقافية، وكنا نعمل بمنتهى الراحة، أما بعد يناير كانت هناك ظروف أمنية واجتماعية واقتصادية تحول دون أن نلتقى بالناس فأصبح يوجد فترة من الركود الثقافى رغما عنا، كان لها آثار فيما بعد التى نعانى منها حاليا، وأعتقد أننا خرجنا منها، ففى رمضان الماضى نجحنا فى تحريك الكثير من القوافل الثقافية التى خرجت للقرى والنجوع وكان لدينا من الميزانية المناسبة للإنفاق على هذه القوافل لتوصيلها لأهالينا فى القرى.
 
وقال عميرة: رغم الزخم الاعلامى الضخم الذى يعرض فى التليفزيون خلال شهر رمضان إلا أن المواطن يتجه إلى ما تقدمه قصور الثقافة من أعمال فنيه، لأن علاقة الوجه للوجه ما زالت هى العلاقة الأكثر تأثير فى المجتمع، فتلقي المواطن للمعلومة من خلال التليفزيون يختلف تماماً عن تلقيه للمعلومة من خلال المسرح.
 
وأضاف: نحن نحاول أن نندمج مع الجماهير، ونحاول أن نخرج من الغرف المغلقة سواء عن طريق القوافل التى حققنا جزء كبير منها ونطمح فى المزيد، وما حققناه هو الخروج للحدائق ومراكز الشباب والمدارس والجامعة فى فترة الدراسة، وخطتنا أن يكون هناك مزيد من هذا، فالمدارس والجامعة من الممكن أن تكون مرتعا للفكر الارهابى، لأن الجامعة يكون فيها مختلف الأيدلوجيات والرؤى السياسية، فنحاول الدخول هناك بحيث نعرض الفكر المعتدل، وهناك أحد أمرين إما أن أثبت الشخص المتذبذب أو أقوم فكر الشخص الذى يحمل أفكارا متطرفة والشخص الغير مطمئن على مقدرات البلاد أنها تسير فى الطريق الصحيح فأطمئنه، وفى الجامعة نكتشف مواهب فننميها، كما نعقد بروتوكولات مع كليات مختلفة كان آخرها كلية التربية الرياضية والتى استقطبنا بعض العناصر منها  للمشاركة فى فرقة الفنون الشعبية التى نحن بصدد تكوينها. 
 
وأكد عميرة على العلاقة القوية بين تطور المجتمع والثقافة، منوها إلى أن الفترة الأخيرة حدث فيها تغير فكرى أدى إلى الحصول على مكتسبات سياسية واجتماعية، والمثقفين فى يوم ما استطاعوا تغيير وزير ثقافة الإخوان وتغيير حكمهم.
 
ونفى عميرة وجود أى قيود على  حرية الإبداع فى الفترة الراهنة، وتابع، إذا كان هناك تقييد لحرية الابداع فهى ليست مباشرة، فنحن شعب متدين بطبعه سواء مسلم أو مسيحى، ومجتمع له عادات وتقاليد تحكمنا، فأعتقد أن هناك مساحة كبيرة جدا من حرية الإبداع وأعتقد أن المبدع يحكم نفسه بنفسه من خلال العادات والتقاليد وتقبل المجتمع له، لأنه لو اصطدم ببعض العادات والتقاليد التى تخدش الحياء أو تناقض الأديان فسيخسر الكثير من شهرته ورضا الناس عنه.
 
وأوضح عميرة أن المسرح أكثر تأثيراً فى المستهدفين بشكل عام بتنوع ما يقدم فى المسرحيات من تمثيل وشعر وموسيقى وغناء، ففى الفترة الماضية قدمنا عدد من الأوبريتات بدأناها فى شهر رمضان بالليلة المحمدية. 
 
مشيراً إلى أن مدرية الثقافة بالدقهلية تعانى من قلة عدد المسارح التابعة لها، فالمسرح الوحيد المجهز فى الدقهلية هو مسرح أم كلثوم، لكن هذا يدفعنا لتعدد الأماكن لعرض المسرحيات وبالتالى تعدد المستفيدين فى نفس الوقت، فحينما نعرض عمل فنى على مسرح الجامعة يكون عدد المستفيدين أكبر كما ونوعا، وبذلك نفتح باب جديد، وفى نفس الوقت استقطب مستهدفين جدد. 
 
وطالب عميرة من الحكومة أن يكون هناك دعم إعلامي أولا لإثبات أن الثقافة هى خط  دفاع عن مقدرات المجتمع المصرى، وأنها جزء من خطة الدفاع عن الأمن القومى، فالثقافة هى القوة الناعمة، وهى الشكل المدنى للحضارة المصرية والمجتمع المصرى، ويجب أن تتبنى كل أجهزة الدولة فكرة أن الثقافة ليست للرفاهية أو للتسلية وإنما هى القوة الناعمة لتقويم الفكر والسلوك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق