بعد تفجير «النقد الدولي» بفرنسا.. ذئاب داعش المنفردة تضرب أوروبا مجددًا

دفعت الهزائم المتكررة لتنظيم داعش الإرهابي في معاقله الرئيسية بسوريا والعراق، إلى الدفع بمقاتليه للعودة إلى بلدانهم مرة أخرى، وتنفيذ عمليات إرهابية خاصة في الدول المشاركة في التحالف الدولي للحرب على داعش، الأمر الذي كشفت عنه تقارير مخابراتية من وقت بدء المعارك الأخيرة.

هجرة العناصر الإرهابية تزامنت مع تعليمات مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لخلايا التنظيم النائمة «الذئاب المنفردة».

الجهاد الفردي 

العناصر التي تم الدفع بها إلى الدول الأوربية ووفقًا لمراكز بحثية، تعمل وفق استراتيجية اعتمدها التنظيم تعرف بـ «الجهاد الفردي» وهو تنفيذ عمليات انتحارية في عمق القارة الأوروبية ودول التحالف العسكري التي تقود الحرب ضده، عن طريق خلاياه التي أعلنت عن مناطق تواجدها على صفحات التليجرام.

العناصر الإرهابية بثت منشورات تحريضية استشهدوا فيها بتسجيلات أبو محمد العدناني – الذي تم تصفيته في أغسطس من العام الماضي: «افتحوا في وجوه أعدائكم باب الجهاد واجعلوا فعلهم عليهم حسرة، وإن أصغر عمل تقومون به في عقر دارهم أفضل وأحبّ إلينا من أكبر عمل عندنا وأنجع لنا وأنكى بهم».

التنظيم الإرهابي نفذ 3 عمليات متزامنة اليوم الخميس، في فرنسا وألمانيا، حيث شهدت العاصمة الفرنسية، انفجار آخر، وأعلنت الشرطة الفرنسية، عن انفجار «طرد بريدي» مُرسل إلى مكتب صندوق النقد الدولي في العاصمة باريس، مشيرة إلى أنه لم يتم التوصل بعد إلى المسئول عن الحادث، حسب ما ذكر عدد من الوكالات.

وأفادت التحقيقات الأولية بانفجار سهم ألعاب نارية - يدوي الصنع - كان يوجد في الطرد، وحسب ما ذكر موقع سكاي نيوز، فإن الشرطة أشارت إلى أنها تلقت مكالمة تهديد أمني، ولكنها لم تتوصل بعد علاقتها بالانفجار.

وفي نفس السياق كانت قد أعلنت مجموعة «تآمر خلايا النار» اليونانية، مساء أمس الأربعاء، مسئوليتها عن إرسالها لطرد بريدي مفخخ إلى وزير المالية الألمانية ولفجانج شوبل، عثرت الشرطة عليه في مبنى الوزارة الواقع في العاصمة برلين، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.

 مدرسة فرنسية

هجم رجل مسلح، صباح اليوم، على مدرسة «توكفيل» في مدينة «جراس» جنوب فرنسا، وأفادت الشرطة بإصابة شخصين على الأقل في عملية إطلاق النار، حسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

وأضافت الإذاعة نقلاً عن قناة «بي أف أم»، أن الرجل كان يحمل أكثر من سلاح وأطلق النار على مدير المدرسة وأصاب شخصين آخرين، مشيرة إلى أن وحدة مكافحة الإرهاب اعتقلت شخصًا واحدًا.

هجوم على بنك ألماني

هاجم مجهول بنكا في مدينة دويسبورغ الألمانية واحتجز رهائن داخل المبنى، وذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية أنه حسب المعلومات الأولية فإن المهاجم يحتجز رهينيتن هما رجل وامرأة يعملان في البنك، مشيرة إلى أن الشرطة تطوق المكان.

وذكر شهود عيان في وقت لاحق أن المهاجم لاذ بالفرار، وأن المحتجزين الاثنين لم يتعرضا لأذى، هذا ولم تتضح بعد أسباب إقدام المسلح على مهاجمة البنك وحجز شخصين.

أماكن تواجد الخلايا

في تقرير سابق للمركز الدولي للتصدي للإرهاب، أفاد بأن ثلث مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي الأوربيين المنتمين لداعش غادروا سوريا، ووفقا لتقديرات المركز فإن العدد الإجمالي للدواعش الأوربيين يتجاوز 4 آلاف شخص.

وهناك امرأة واحدة، من فرنسا وألمانيا، من كل خمسة إرهابيين توجهوا إلى العراق وسوريا، وتبقى دوافع عودة غالبية الإرهابيين إلى بلادهم الأوروبية مجهولة حتى الآن، بحسب المركز الدولي.