بعد غياب 21 عامًا عن مصر.. 100 فعالية في الأقصر عاصمة الثقافة العربية

الجمعة، 17 مارس 2017 03:20 م
بعد غياب 21 عامًا عن مصر.. 100 فعالية في الأقصر عاصمة الثقافة العربية
الأقصر - أرشيفية
كتب بلال رمضان

عادت إلى مصر شعلة الثقافة العربية، بعد مرور 21 عامًا من الغياب عن مصر، وقد تسلم الشعلة الكاتب الصحفي، حلمي النمنم، وزير الثقافة، من نظيرة التونسي، في مدينة صفاقس لينقلها إلى مدينة الشمس، أرض طيبة، التي أضاءت بحضارتها العالم منذ بزوغ فجر التاريخ إيذاناً بانطلاق فعاليات الاحتفالات باختيار محافظة الأقصر عاصمة للثقافة العربية لعام 2017، والتي تستمر لمدة اثني عشر شهرًا، تقام خلالها العديد من الأنشطة الهادفة إلى النهوض بالثقافة العربية، وإبراز تنوعها الفكري والإبداعي، تأكيدا لدورها في خدمة التنمية والتنوير وذلك في حضور محمد بدر محافظ الأقصر.
 
وتسعى وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة – بحسب البيان الذي أصدرته اليوم - خلال هذا العام إلى تفعيل المبادرات الثقافية والفنية الخلاقة وتنمية الإبداع من خلال المشاركة المجتمعية في الحياة الثقافيّة، بجانب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواصلة حوار الثقافات وتلاقي الحضارات بين الشعوب بهدف نشر المفاهيم والقيم السامية، التي تحث على التآخي والتسامح بين البشر، لذلك اختيرت مجموعة من المواقع الهامة في المدينة لتحتضن الفعاليات، التي تبدأ الاثنين المقبل 20 مارس.
 
حيث تقرر إقامة حفلات فنية خلال شهر مارس في ساحة معابد الكرنك، الذي سجل التاريخ على جدرانه نقوشًا شاهدة على عظمة وعراقة الحضارة المصرية لأقدم شعوب الأرض وتحييها فرق ومطربي الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، بمشاركة نخبة من نجوم الطرب في مصر والوطن العربي منهم: مدحت صالح، محمد الحلو «مصر»، محمد الجبالي «تونس»، كريمة الصقلي «المغرب»، بالإضافة إلى معارض للحرف التراثية في منطقة البازارات المغلقة منذ أكثر من خمس سنوات مع مجموعة من العروض الفلكلورية والفنون الشعبية بالشوارع والساحات المفتوحة بين جموع المواطنين وزوار المدينة لفرقة رضا بجانب فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.
 
وفي شهر أبريل يقام احتفالية عيد الربيع، والتي يحييها أمير الغناء العربي الفنان هاني شاكر مع المطربة الشابة ريهام عبد الحكيم، والمهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية وندوات عن تاريخ الأقصر وواقع الثقافة بها.
 
كما يقام معرضًا وثائقيًا وآخر للفنون التشكيلية وتواصل هيئة قصور الثقافة دورها التنويري من خلال مجموعة عروض مسرحية للطفل لفرق تجسد إبداعات فناني الجنوب بقصري ثقافة الأقصر وبهاء طاهر وبيت ثقافة الطارف، منها مسرحية هفتان وريان «أسيوط»، أراجوز الكسلان «قنا»، بنت السيرك «أسوان»، بالإضافة إلى مهرجان للتحطيب وحفل لاوركسترا بيت العود العربي.
 
كما يحتفي المجلس الأعلى للثقافة في أمسيات شهرية بعنوان رواد العواصم بشخصيات ثقافية بارزة من العواصم العربية منها الإمارات، السعودية، المغرب، العراق، سوريا، السودان، فلسطين، لبنان، عمان، الكويت والجزائر.
 
وخلال شهر مايو تقام بعض فعاليات الدورة الخامسة عشر لمهرجان المسرح العربي، والتي تحمل عنوان «هوية عربية.. إبداع بلا قيود»، وذلك بتقديم العرض المسرحي «خريف»، الفائز بجائزة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بالإضافة إلى ندوة مسرحية يتحدث فيها نخبة من كبار المسرحيين العرب.
 
وتناقش ندوة محورها التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين العربية والإفريقية، وينظم المركز القومي للسينما أسبوعًا للأفلام التسجيلية عن مدينة الأقصر، وتقام ندوة بعنوان «الأقصر في عيون الرحالة»، وتستضيف ساحة أبو الحجاج مهرجان الألعاب الشعبية، بمشاركة باحثين من أطلس الفلكلور، وعرضين أحداهما لفرقة أسوان للفنون لشعبية والآخر لفرقة القوصية للإنشاد الديني.
 
ومع شهر يونيو خلال شهر رمضان تنظم مسابقة أثار الأقصر للشباب، وحفل لفرقة المولوية المصرية، بقيادة المنشد عامر التوني، وابتهالات وتواشيح دينية للشيخ محمود التهامي، وعروضًا فنية لفرقة رضا، والفرقة القومية للفنون الشعبية، والفرقة القومية للموسيقى والآلات الشعبية، وفرقة أنغام الشباب، وفرقة أسيوط للموسيقى العربية، وفرقة الوادي الجديد للفنون الشعبية، بالإضافة إلى ورشة للفنون التراثية والمرأة بالأقصر، وندوة بعنوان «إرهاصات لعلم النفس في الثقافة المصرية القديمة والحديثة».
 
وفى شهر يوليو يتأكد أن القدس لا تزال تنبض بالحياة في قلب الثقافة المصرية والعربية من خلال إقامة أسبوع للأفلام التسجيلية، وندوة عن كتاب سياحة أثرية من الأقصر إلى أسوان وعروض لفرقتي سوهاج والأقصر للفنون الشعبية.
 
وتستضيف عاصمة الثقافة العربية في أشهر أغسطس معرضًا لأعمال الملتقى الدولي للخط العربي، وتقام ندوة تناقش الأقصر في عيون الصحافة والإعلام بالإضافة إلى عروض فنية لفرقة الأقصر للآلات الشعبية وقنا للإنشاد الديني.
 
وخلال شهر سبتمبر، تقدم حفلات لفرق الموسيقى العربية، وبعض الفرق الشابة، التي تقدم تجارب فنية متفردة ومعرضين للكتاب والصور، وتنتقل بعض فعاليات مهرجان سماع الدولي للإنشاد الديني والموسيقى الروحية إلى ساحة معبد الأقصر، ليقدم رسالة سلام للعالم من الحضارة المصرية القديمة، وتقام عروض لفرق قصور الثقافة لأغاني الشباب وفرقة قنا للفنون الشعبية.
 
وتتواصل الفعاليات في شهر أكتوبر بإقامة الدورة الـ21 للمهرجان القومي للسينما المصرية، وملتقى القاهرة الدولي السادس للمأثورات الشعبية، والمؤتمر الدولي للتراث الثقافي، بالإضافة إلى حفلات لفرق الموسيقى العربية، وأسيوط للفنون الشعبية، والنيل للآلات الشعبية، كما يتم الاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف مقبرة سيتي الأول.
 
وفي شهر نوفمبر، تحتفل الأقصر بعيدها القومي، الذي يتواكب مع الاحتفال بمرور 95 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و113 عامًا على اكتشاف مقبرة نفرتاري، حيث تقدم عروض لفرقة التنورة التراثية، وفرقة الحرية للفنون الشعبية، وعرض غناء مصري لفريق مركز الإبداع الفني.
 
وتتوالى الاحتفالات خلال شهر ديسمبر بملتقى الأقصر الدولي للتصوير، الذي يشارك فيه عدد كبير من فناني الدول العربية، ويحتفل بمرور 42 عامًا على افتتاح متحف الأقصر، وتقام عروض للفنون الشعبية ولفرقة توشكى التلقائية.
 
ومع مطلع 2018 وخلال شهري يناير وفبراير، تقام حفلات موسيقية وندوات عن شخصيات بارزة من الأقصر ومعارض للخرائط والفنون التشكيلية وورش عمل للفنون التقليدية والحرف التراثية.
 
وتختتم الفعاليات في شهر مارس باحتفالات فنية ضخمة تتضمن جميع أشكال الفنون بالإضافة إلى مراسم تسليم الشعلة إلى مدينة البصرة بالعراق.
 
يذكر أن مبادرة عاصمة الثقافة العربية، جاءت على غرار عاصمة الثقافة الأوروبية، وفي الدورة الحادية عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة في الوطن العربي المنعقد في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال شهر نوفمبر 1988، تم إقرار مشروع العقد العربي للتنمية الثقافية، الذي قدمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وتبنى المؤتمر اختيار العواصم الثقافية العربية ودعم ترشيحها لدى منظمة «اليونسكو»، وبدأت التجربة بإعلان القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996 تلها تونس ومن بعدها عدة دول حتى اختيرت مدينة البصرة في العراق للعام 2018، ومدينة بورتسودان في السودان للعام 2019، ومدينة بيت لحم في الأراضي الفلسطينية للعام 2020، ومدينة أربد في الأردن للعام 2021، ومدينة الكويت في الكويت للعام 2022.
 
وتنظم كل مدينة تحظى بهذا اللقب بتنظيم العديد من الأنشطة الرامية إلى النهوض بالعمل الثقافي العربي المشترك مثل المعارض وورش العمل والأسابيع الثقافية والعروض السينمائية والمسرحية وغيرها من الأنشطة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق