مفيد شهاب لـ «صوت الأمة»: استفدنا من زوج أخت الملك فاروق في رجوع طابا

السبت، 18 مارس 2017 05:30 م
مفيد شهاب لـ «صوت الأمة»: استفدنا من زوج أخت الملك فاروق في رجوع طابا
الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق
كتب- مصطفى الجمل

وجه الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، وعضو اللجنة القانونية لاسترداد طابا، التهنئة للشعب المصري والقيادة السياسية، بمناسبة حلول ذكرى استرداد طابا، مطالبا كل مصري وعربي أن يفرح بذكرى هذا الإنجاز المهم، الذي مثل آخر محطة في محطات استرداد قطعة من أرضنا الغالية. 
 
وقال شهاب في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»: «كان الانجاز العسكري الذي حققته قواتنا المسلحة، بطرد العدو من الأرض أول محطات استرداد العزيزة على قلوب المصريين طابا، ثم كانت المرحلة الثانية وهي مرحلة التفاوض السياسي، الممثل في اتفاقية السلام التي لولاها ما كان بإمكاننا أن نصل للمرحلة الثالثة، وهي المرحلة القانونية، والتحكيم الدولي الذي انحاز لنا، وحكم بأحقيتنا في استرداد طابا». 
 
وتابع شهاب: الاحتفال ليس حكرا علينا وحدنا، بل على كل عربي أن يفرح ويفتخر بهذا الانجاز، الذي حققناه من خلال الكفاح بالعقل والمستندات والخرائط والوثائق الصحيحة والموثوق فيها، والقدرة على إقناع الآخرين بأنك صاحب حق، ستستعيده مهما كان الأمر، ولكن بالطرق المتاحة، في حقيقة الأمر الخواطر في هذه الذكرى كثيرة، وعلينا أن نسترجع منها فن إدارة الأزمات، عن طريق الخبراء المتخصصين المخلصين لقضيتهم بكل إنكار للذات. 
 
وأضاف: علينا عندما نأتي للاحتفال بهذه الذكرى كل سنة، أن نحكم العقل، ونسأل لماذا انتصرنا في هذه المعركة، وخسرنا غيرها كحرب 1967م، فقط هو  كيف تدير أزمتك بمنهج علمي، وخبرات متخصصة، تعلمنا من هذا الإنجاز أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، فلابد أن تكون مستعد للتضحية، ومصر على سلوك الطرق المتاحة، ففي الأول انتصرنا عسكريا، ثم ضغطنا سياسيا، فأتى الانتصار القانوني. 
 
وعن بدابة الأزمة، قال شهاب: وضعنا 14 علامة حدودية، وحددنا موقعهم، بما يثبت أن الأرض مصرية خالصة، وكان معنا الخرائط والمستندات التي تثبت ذلك، ولكن اسرائيل حاولت المراوغة بسبل عدة، ولكننا كنا بالمرصاد وقدمنا للمحكمة ما يثبت ضعب منطقهم، وصحة  أدلتنا، وهذا لم يكن محتاج وقتها للكلام العاطفي، ولكن بالأسلوب العلمي، والعمل بروح فرق وطني، لديه قدر كبير من إنكار الذات، لا يهمه سوى قضيته، التي كلف بها من قبل الشعب المصري، الذي كان مشغولاً بدرجة كبيرة بتلك القضية. 
 
وتابع شهاب: «دخلنا المعركة، ونحن مؤمنون تمام الإيمان بأنه لا سبيل لنا إلا المكسب، واسترداد الأرض، فوضعنا أمامنا كل سب التفاوض، فالتفاوض مهارة وفن، فلابد أن تكون ملم وعارف بقواعد التفاوض  الصحيحة، كيف يفكر الخصم، وما خططه وردوده ودفوعه، وما هو أسلوب تفكيره، كان علينا أن نعتمد على البيانات الدقيقة، والعرض الموضوعي والأسلوب العلمي، واستدعاء ما  يقوي موقفنا من شهود، وللحق من وقت إعلان أن مصر تضغط على اسرائيل  لقبول التفاوض والتحكيم الدولي، جائتنا مراسلات عديدة من مصريين مقيمين بالخارج، لديهم خرائط ووثائق وشهادات يريدون أن يدلوا بها لتدعيم موقفنا، وجدنا الحس الوطني عالي، وبالفعل استفدنا كثيرا من الخرائط التي أرسلها لنا المصريين بالخارج، كان من ضمن هؤلاء المصريين، وزير الحربية وقت الملك فاروق إسماعيل باشا شيرين، وكان متزوجا من أخت الملك فاروق الامبراطورة فوزية، ورحل مع زوجته وأخيها بعد الثورة».
 
وأكمل: «قابلنا في جنيف وقال لنا إنه مصري، محب لمصر، وإنه وقت هدنة 49 بعد حرب فلسطين، كان مسئولا عن مجموعة من الضباط والعساكر المصريين، وأكد أنه معه صور وخرائط تثبت أن الأرض مصرية، وإنه لديه شهادة مستعد أن يدلي بها، وبالفعل قمنا بضمه للشهود، ولكنه وقت طلبه للشهادة، تعرض لحادث منعه من الوصول للمحكمة، ولكنه أرسل شهادته مكتوبة، أفادتنا كثيرا، وكذلك الفريق كمال حسن علي رئيس وزراء مصر الأسبق، الذي أدار مفاوضات مكثفة مع شارون بشأن الانسحاب، أتى  وأدلى بشهادته، وغيرهم من الأجانب، كالضباط اليوغسلاف الذين كانوا متواجدين ضمن قوات الطواريء على أرض طابا، أتوا وشهدوا بأنهم كانوا يعلمون أنهم متواجدون على أرض مصرية، وعند التسليم، قاموا بتسليمها لمصر». 
 
وأضاف شهاب: «لأن منطقنا كان قويا، هيئة المحكمة المكونة من خمس قضاة، وهم كانوا كبارا في السن، أصغرهم عنده 64 انتقلوا للموقع، ونحن كنا معهم ومعنا فريق الدفاع الإسرائيلي، ليعاينوا الموقع على الطبيعة، والمعاينة ساعدت على إقناع المحكمة بمصرية الأرض، مشيرا إلى أنه سبب من أسباب نجاح الفريق القانوني، هو المتابعة الجيدة لهذا الملف من القيادة السياسية والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك على مدار الست سنوات، مدة التفاوض قبل التحكيم، ومدة التحكيم والاجرائات، كان يتواصل مع وزير الخرجية، وفريق الدفاع، للاطمئنان على موقفنا وسلامته، وكان هذا حافز جيدا لنا على مواصلة المشوار، والقيام بالمرافعة أمام المحكمة الدولية، وإعداد ملف كامل للموضوع بكافة أبعاده القانونية والجغرافية والتاريخية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق