السفير محمد نعمان جلال: الدين عنصر أساسي في الهوية المصرية

السبت، 18 مارس 2017 07:34 م
السفير محمد نعمان جلال: الدين عنصر أساسي في الهوية المصرية
محمد نعمان و محرر صوت الامه
كتب- مصطفى مكي

تقلد الدكتور محمد نعمان جلال عدة مناصب دبلوماسية رفيعة، حيث شغل منصب سفير مصر لدى كل من باكستان والصين، إلى جانب عمله قبل ذلك مندوبا مناوبا لمصر في الأمم المتحدة، ونائبا مساعدا لوزير الخارجية المصري، ومندوبا دائما لمصر لدى الجامعة العربية. كما أنه انتسب إلى عدة هيئات مرموقة، منها، معهد شنغهاي للدراسات الدولية بالصين، المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر، جمعية الصداقة المصرية الباكستانية، وجمعية الصداقة المصرية البحرينية، وغير ذلك. 
يعمل الدكتور محمد نعمان جلال حاليا مستشارا للدراسات الاستراتيجية ومشرفا على برنامج الدراسات الدولية وحوار الحضارات بمركز البحرين للدراسات والبحوث، كما يشغل منصب مدير تحرير لمجلة «دراسات استراتيجية» الفصلية والتي يصدرها مركز البحرين للدراسات والبحوث.
 
وإلى نص الحوار:

ما هي هوية مصر التي أشرت بها في كتابك الاخير؟
تمثل هوية مصر الشغل الشاغل للشعب المصري بمختلف قطاعاته عبر السنين ويزداد الانشغال بقضية هوية مصر في مرحلة الأزمات ومراحل الانتقال.
وتشهد مصر في هذه الفترة من تاريخها الحديث بل من تاريخها عبر السنين مجموعة من التحديات تتعرض لها الهوية المصرية من حيث طبيعتها وأبعادها وعلاقة التجمعات البشرية التي تعيش وعاشت على ترابها وارتوت من نيلها عبر العصور.

هل الهوية التي يتكلم عنها الكتاب في العصور الحالية أم السابقة؟
تغيرت هوية مصر عدة مرات عبر السنين من أيام الفراعنة ثم عصر الإغريق والرومان والبطالمة وقدوم السيد المسيح وانتشار المسيحية في ربوعها ثم قدوم الإسلام وكانت الأديان السماوية الثلاث ارتبطت بمصر، فاليهود عاشوا على ترابها واستظلوا بسمائها وارتوى النبي يوسف وأبويه وإخوته من نيلها ثم النبي موسى وهارون ويوشع وفي القرآن الكريم (اليسع) (اشعيا) كما جاء إليها السيد المسيح عليه السلام وأمه مريم العذراء، وجاء لمصر النبي إبراهيم أبو الأنبياء وزوجته سارة ثم أعطاه ملك مصر سيدة من بنات وادي النيل وهي السيدة هاجر التي أصبحت أم النبي إسماعيل جد العرب العدنانية بما فيهم رسول الله محمد بن عبد الله عليهم جميعًا الصلاة والسلام وجعلنا من أحفادهم الأبرار ولذلك كله جعل الله مصر بلدًا آمنًا ومن دخلها كان آمنًا بإذن الله لأن التسامح والاعتدال والترحيب بالأخوة بل بالغرباء على أرضها من سمات الشعب المصري.

ما هي نظرة الدكتور محمد نعمان جلال للهوية المصرية؟
أنظر للهوية المصرية بأنها هوية مركبة بها تراث مصر الفرعونية وبها تراث الأديان السماوية الثلاثة وبها لغة العروبة ولغة العلم الحديث.
واستوعبت هوية مصر شعوب عديدة جاءت للتعلم أو للغزو وأضافت لها بعض سمات جديدة لهويتها ولكنها لم تستطع أن تسيطر على الهوية المصرية أو تغييرها جذريًا وعندما جاءت الحملة الفرنسية أسلم بعض قادتها كما اعتنق عقيدة الفراعنة بعض غزاة مصر من الفرس وغيرهم.

هل الدين عنصر للهوية؟
نعم، فالدين عنصر أساسي في الهوية المصرية، والتدين أحد سماتها من عصر الفراعنة بل منذ بدء الخليقة وظهور الشعب المصري ولكن التدين شيء وسيطرة المفهوم الديني بطريقة إقصائية للآخر شيء مختلف. وهذه هي عبقرية مصر وعبقرية شخصيتها فالهوية المصرية هي ذات أبعاد إفريقية عربية يهودية مسيحية إسلامية، إنها هوية تقليدية وحديثة في آن واحد. باختصار إنها مركبة وتسعى لاستيعاب الآخر الوافد إليها وتستفيد مما لديه من مزايا ولكنها لا تقصيه ولا تقصي نفسها بعيدًا عنه، ولعل في ترحيب مصر الفرعونية بيوسف النبي وتعيين الحاكم المصري له أمينًا على خزائنها خير دليل على اعتدال وعقلانية الهوية المصرية. 

ماهى أبرز إصداراتك من الكتب؟ وماذا شملت؟ وكم عددهم؟
أصدرت خمسين كتابًا شملت قضايا متنوعة من السياسة والعلاقات الدولية، للأمن القومي والأمن الوطني ومن الفكر إلى حقوق الإنسان ومن الدراسات الآسيوية وخاصة عن الصين واليابان والهند وباكستان إلى دراسات عن الاشتراكية الديمقراطية في الترويج إلى كتاب عن الأمن الخليجي والأمن القومي والعروبة والأمم المتحدة ومنها «الدبلوماسية والاستراتيجية والبروتوكول»، مع مقارنة بالتقاليد الإسلامية إلى «الإسلام والمسلمون في القرن الحادي والعشرين» وغيرها ذلك كثير.

هل الكتب التي أصدرت بها ترجمة خارجية؟
نعم بالطبع، وأصدرت في وقت سابق، عدة مؤلفات عن العلاقات المصرية الصينية، وعن الإسلام والمسلمون التحديات والاستجابات، وعن دبلوماسية الحوار الدولي وغيرها، وترجمت الصين كتابين من مؤلفاتي، كما أصدرت خمسة مؤلفات باللغة الإنجليزية، فيها كتاب بعنوان «هوية مصر Egyptian Identity ».
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق