وزير الصحة.. الهروب من الفشل والفساد إلى الهجوم على مجانية عبدالناصر

الإثنين، 20 مارس 2017 04:00 م
وزير الصحة.. الهروب من الفشل والفساد إلى الهجوم على مجانية عبدالناصر

هل يستحق وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، عناء الرد ومشقة العتاب واللوم والتوبيخ وتعب تعليمه وتذكيره؟
 
الوزير الذى كان على قائمة المرشحين للإطاحة به فى التغيير الحكومى الأخير بعد فشله الذريع فى إصلاح المنظومة الصحية فى مصر منذ توليه منصبه فى 19 سبتمبر 2015 وكانت ولايته للوزارة – وما زالت- شاهدة على الأزمات والفشل فى معالجة الاحتكار ونقص الأدوية وأزمة ألبان الأطفال وغلاء الأسعار وتجارة الأعضاء، لم يجد شماعة يعلق عليها فشله الذريع والمدمغ فى إصلاح الصحة، سوى التهجم على الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، واتهامه بأنه السبب فى انهيار المنظومة الصحية بسبب قرارات مجانية التعليم ومجانية العلاج والصحة. 
 
هكذا بكل بجاحة وبعد وفاة عبدالناصر بـ47 عاما لم يجد «أحمد عماد الدين» سببا لفشله إلا مجانية التعليم التى اتخذها عبدالناصر طريقا للعدالة الاجتماعية لإنصاف أبناء الفقراء والطبقة الوسطى، وحملها مسئولية فشل وزارته وفساد العاملين فيها. 
 
كان عليه أن يتوارى خجلا أو يقدم استقالته لو كان يملك الشجاعة عندما نشبت أزمة أدوية الأطفال، التى تسبب فيها بقراراته المتسرعة أو أزمة تجارة الأعضاء فى المستشفيات الخاصة التى لم يعلم عنها شيئا، وكشفت عنها الرقابة الإدارية، أو فساد مستشاريه ووقائع الرشوة والاختلاس التى كشفت عنها الرقابة بـقيمة 6 ملايين جنيه فى 3 شهور.. بعد أن كشفت «الأموال العامة» تورط مدير المطبعة فى اختلاس 2 مليون.. والقبض على مستشار برشوة 4.5 مليون جنيه.
 
هذا هو سجل إنجاز وزير الصحة منذ توليه الوزارة، ولم يضبط متلبسا برؤية أو خطة واضحة لإصلاح حال الصحة المتدهورة والمتدنية وترك المصريين فريسة لاحتكار السوق السوداء فى العلاج والدواء وتجارة الأعضاء.
 
لم يجد سببا فى كل هذا الفشل سوى «مجانية عبدالناصر» التى نشأ وتربى فيها ونهل منها حتى أصبح طبيبا، ولولا المجانية ما أصبح وزيرا للصحة ولكنها تصاريف وغدر الزمن والجحود الذى يبديه أبناء مجانية ناصر فى آخر الزمان.
 
قبل أن يهاجم مجانية التعليم كان الأجدر به أن يوارى سوءاته وعوراته فى أدائه البليد فى الوزارة وكان عليه أن يعرف أن وزراء الصحة فى عهد عبدالناصر لم ينتشر فى مكاتبهم الفساد ويحيط بهم من كل جانب، وهو لا يرتقى إلى مقامهم وأعمالهم وإنجازاتهم منذ قيام ثورة يوليو حتى وفاة عبدالناصر أو حتى قيام حرب أكتوبر 73، فأين هذا الوزير من الدكتور النبوى المهندس أو الدكتور محمد عبدالوهاب شكرى أو الدكتور نور الدين طراف أو محمد محمود نصار أو الدكتور محمود محفوظ، هؤلاء هم وزراء الصحة العظام الذين نهضوا بمنظومة الصحة فى عهد عبدالناصر، وأنشأوا المستشفيات العامة فى المدن والمراكز والوحدات الصحية فى آلاف القرى للفقراء والفلاحين من أبناء هذا الشعب فى إطار تحقيق التنمية الشاملة المرتبطة بالعدالة الاجتماعية.
 
أدعوك يا معالى الوزير إذا كنت من هواة القراءة أن تقرأ سيرة الوزراء الذين سبقوك، ومنهم الوزير العظيم الدكتور محمد النبوى المهندس الذى قام فى نهاية الخمسينيات وفى عهد جمال عبدالناصر، بإنشاء وحدة صحية فى كل قرية بمصر، وقام بالارتقاء بالمنظومة الصحية، وهو صاحب فكرة التطعيم، وإنشاء المستشفيات الخاصة، بالإضافة للمستشفيات الحكومية، كما كان صاحب مشروع تصنيع الدواء فى مصر وغيرها من المجهودات الصحية.
 
ما هو إنجازك يا سيادة الوزير مقارنة بهؤلاء؟! فأنت ما زلت تعيش على  تراث عبدالناصر، رغم خط التخريب والتدمير الممنهج له طوال أكثر من 40 عاما، فهل تم بناء مستشفى حكومى واحد على مستوى مستشفيات عبدالناصر أو وحدة صحية واحدة مثل ما حدث فى الخمسينيات والستينيات. هل تعلم كم مستشفى تم بناؤه لصالح الفقراء، كان الأصل عند المصريين هو العلاج فى مستشفيات الحكومة وليس فى المستشفيات الخاصة التى انتشرت كسلعة وتجارة على حساب صحة المصريين حتى بلغ عددها أكثر من 937 مقابل 632 مستشفى حكومى منذ زمن ناصر.
 
 هل التعليم والعلاج المجانى هما السبب فى تدهور المنظومة الصحية يا سيادة الوزير، أم أنه العجز وغياب الإرادة والرؤية والفشل الإدارى والفساد وتولى ذوى الكفاءة والخبرة المتدنية والفقيرة فى مناصب لا يستحقونها.
 
وكيف تعلمت أنت يا سيادة الوزير الهمام.. ألست خريج مدارس وجامعات مجانية أيضا، فإذا كنت ترى أنها السبب فى الانهيار فعليك الاعتذار فورا عن الشهادات التى حصلت عليها بسبب هذه المجانية.
 
وإذا كنت لا تعلم، فمصر عاشت على تراث عبد الناصر فى النهضة التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية رغم أن هذا التراث تعرض لعملية تخريب فى التعليم بعد أن بدأت فترة التدهور فيه منذ فترة السادات، واستمرت فى عهد مبارك حتى انتهت إلى جعل مصر فى المكانة الأخيرة لدول العالم فى التعليم حسب التقارير العالمية الأخيرة عن جودة التعليم فى مصر، وأصبحنا نجد بشكل حقيقى فى مدارسنا طلابًا لا يجيدون الكتابة والقراءة بعد سنوات من التعليم بالمدارس، إذا كنت لا تعلم فاسأل أبناء المجانية الحقيقيين الذين تعلموا ونبغوا واعترفوا بالفضل لها فى تفوقهم ونبوغهم ولم يكونوا أبدا من الجاحدين مثلك. هذه المجانية هى التى أنجبت لنا علماء من طراز أحمد زويل، محمد النشائى، مجدى يعقوب، مصطفى السيد، يحيى المشد، سعيد بدير، وغيرهم كثيرون رغم كل افتراءات الجهلة والحاقدين على عهد عبدالناصر وسياساته الطموحة، ولتقرأ يا معالى الوزير إذا كنت تريد معرفة فضل المجانية، مذكرات وآراء هؤلاء العلماء الأفذاذ عن الرئيس عبدالناصر وعهده وتعليمه المجاني، اقرأ وأظنك لست بقارئ. أما عن كلامك بأن العلاج المجانى أدى إلى تدهور الخدمة، وكأنك تستكثر على الفقراء والبسطاء فى هذا البلد العلاج المجانى وفقا للدستور، فعليك أن تعرف أن مصر عبدالناصر أنشأت المستشفيات والوحدات الصحية القروية لتوصيل الخدمات الطبية المجانية لأبناء الريف البسطاء. وكان هناك اهتمام كبير بها، وساهمت فى رفع المستوى الصحى لأبناء القرى، بعد أن كان المرض ينهش فى أجسادهم إبان حكم الملكية والاحتلال الإنجليزي، وتم ضمان التأمين الصحى والاجتماعى والمعاشات لكل مواطن مصرى. عليك أن تعرف أن مصر أنشأت صناعة كبرى فى الدواء من خلال عشرات المصانع الكبرى لإنتاج الدواء الذى كان يغطى احتياجاتها بنسبة 80 ٪ لأنها اعتبرت الصحة مسألة أمن قومى واحتلت المرتبة الأولى فى الشرق الأوسط فى إنتاج الدواء وتصديره، بسبب قاعدتها الصناعية الكبرى فى الدواء وغيره.
 
الوضع لا يحتاج إلى مقارنة يا معالى الوزير الهمام، لأنه بالتأكيد ليس فى صالحك وأنت بتصريحاتك غير المسئولة عن مجانية التعليم تسىء إلى مرحلة استثنائية فى تاريخ مصر مازالت حاضرة كفترة تنمية وبناء وعزة وشموخ وكرامة، رغم غياب زعيمها ورغم كل حملات التشويه والتخريب والتدمير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق