" آآآآآه ياأمااااااه "

الثلاثاء، 21 مارس 2017 07:21 م
" آآآآآه ياأمااااااه "
الحسانين محمد يكتب

تتخاطفنا طاحونة الأيام لتنسينا ألم فراق من يعيشون في أرواحنا بعض الوقت ، وكلما هل مارس نعيش أياما بطعم الحنين ,وتأسرنا ذكريات الطفولة والصبا وعمرا يعيش فينا من الفرح والأنين .
 
 كلما هل مارس أحبس دموعي المتحجرة في شرايين قلبي مع الملايين الذين فقدوا حنان وحب عمرهم كلما سمعوا صوت فايزة أحمد " يارب خليكي ياأمي " .. كنت كلما جرفني الحنين لغسل هموم أيامي في ابتسامتها الصافية وكلماتها التي تدواي كل جراحي بحروفها المنقوعة في البساطة والرضي ، أذهب إليها حيث الجدران التي احتضنت خطواتي الأولي في الحياة وأشهق لها شهقةعادل إمام الشهيرة " آآآآه يامااااه" فتقول " ياه يابني كل ده ليه هيا الدنيا مستاهلة ايه ربنا ينور لك طريقك ويكفيك شر ولاد الحرام " فأقول لها نعمل ايه مع الظلمة والمفتريين يامه " فترد والابتسامة المشبعة بالخوف والأسي والحزن لحالي قائلة " كله بتاع ربنا يابني واللي مكتوب عالجبين لازم تشوفه العين ربنا يكفيك شر ما تطيق شره ويحبب فيك حصي الأراضي " 
 "ياه ياماااه " 
 
لسه صورتك يامه نور في قلبي وضي عيني بتعشقه لسه طيبتك يامه، شفا جروحي وزاد تسامحي .. أتقوي بيه وأفرقه .. لساكي يامه ضحكة ..في عز الوجع .. لساكي راضية حامدة .. وحنانك وسع 
يامه أجيب لمين الشال والجلابية السمره .. لما يهل مارس..
 يامه كنتي النور ..وبعدك.. عمري دامس 
 يامه أغسل فين همومي ؟ 
ومين هايدعي لي .. وينتظر قدومي ؟ 
"كله من عند ربنا يابني "
حكمتك..بتنور طريقي ..
 لما باتوه في يومي 
يامصطبة بيتنا ..كان عصرك بنور 
يالمة الصالة ..وحضن عيال بتكبر
 يادعوة ساعة السفر ومع كل آدان تكبر
كل حاجتك يامة عايشة.. 
بتجري في عروقي وبعدك.. 
الدنيا أصغر..
 
 نعم أؤمن أن لكل شروق غروب..ولكل بداية نهاية.. والحياة قصيرة جدا وإن طالت دهرا خاصة مع من نحب ..
 
 " أمي " ..أحيانا أتمني الحياة الآخرة معك ولا أري أي قيمة للحياة الدنيا ، وكلما مررت أمام شواهد قبور القرية التي تحتضن رفاتك مع كل أحبابي أتذكرالقصيدة الرائعة للراحل صلاح عبد الصبور" ياموتانا " وأشعر وكأن قبور القرية تحاكيني "يا موتانا ..كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة ..ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى عفواً يا موتانا .. أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد ..أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن قد نذكركم مرات عبر العام ..كما نذكر حلماً لم يتمهل في العين ..لكن ضجيج الحاضرة الصخرية ..لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن يا موتانا .. ذكراكم قوت اللقب في أيام عزت فيها الأقوات ..لا تنسونا .. حتى نلقاكم ..لا تنسونا .. حتى نلقاكم. 
 
من كانت له أم فاليتدارك ما بقي من أيامها ويعيش ما استطاع بقربها..لأنه سيأتي اليوم الذي يحلم فيه بلحظة من العمر الذي مضي ولن يعود 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق