نماذج نسائية مصرية.. «رقية محسن» نجم ساطع في سماء تكنولوجيا المعلومات بألمانيا
الخميس، 23 مارس 2017 04:34 م
الدكتورة رقية محسن
قصص نجاح المرأة المصرية تجاوزت النطاق المحلي، بل وتخطت الحدود الجغرافية لمحيطها الإقليمي، وصولا إلى العالمية في دول أوروبا الغربية، حيث تشتد روح المنافسة ويحتدم السباق الماراثوني بين الآلاف من المشاركين فيه ممن غادروا الوطن الأم في رحلة هدفها البحث عن الذات وتحقيق الأحلام والطموحات في بلاد الغربة على مختلف الأصعدة والمستويات، سواء أكانت أكاديمية أو مهنية أو حتى مادية.
الدكتورة رقية محسن، من مواليد شهر ديسمبر عام 1979، وابنة الأسكندرية، حاصلة على درجة البكالريوس في تكنولوجياالمعلومات من جامعة سابينزا في روما، والماجستير والدكتوراة في نفس التخصص من جامعة كولونيا في ألمانيا ، والتي تتحدث الفرنسية بحكم تعليهما وثقافتها الفرنسية ولأنها خريجة مدرسة الليسيه ، وأيضا الألمانية لأنها مواطنة ألمانية، واحدة من هذه النماذج الناجحة والمشرفة للمرأة المصرية في الخارج ، فهي فضلا عن كونها تحمل الجنسية الألمانية منذ سنوات طويلة وعلى الرغم من ثقافتها الغربية، إلا أنها لم تنسلخ يوما عن بلدها مصر و محيطها العربي ومتابعة ما يجري فيه من أحداث ومتغيرات تموج بها منطقتنا ، وهو ما ساهم إلى حد كبير في رسم وتحديد ملامح شخصيتها التي تجمع ما بين الثقافة العربية التي اكتسبتها من نشأتها في سنوات عمرها الأولى في الوطن الأم ، والثقافة الغربية التي شكلت المكون الثاني لشخصيتها بفعل وتأثير حياتها الجديدة في الغرب.
.jpeg)
من أبرز السمات التي تميز شخصية الدكتورة رقية محسن تلك البساطة وذلك التواضع الجم علىالرغم من العديد من النجاحات العلمية والانجازات الأكاديمية التي حققتها طوال سنوات الغربة بعيدا عن أرض الوطن الأم، مصر المحروسة كما يحلو لها أن تصفها وهي تتحدث عنها ، فهي تعتز بمصريتها وتفخر بانتمائها إلى تراب هذا الوطن في كل المحافل والمؤتمرات الدولية التي شاركت وتشارك فيها. وبرغم انشغالها الدائم بحياتها الأكاديمية، إلا أنها تولي أيضا كل الاهتمام والرعاية لابنها الوحيد آدم البالغ من العمر عشر سنوات والذي قالت عنه :" أفتخر بأنني بذلت جهدًا كبيرًا في تربية ابني الوحيد، فقد علمته اللغة العربية كما تعلمتها و حفظ القرآن الكريم فضلا عن إجادة أربع لغات، و التحلِّي بخُلق القرآن الكريم."
وعن تجربة الغربة ، تقول الدكتورة رقية:"أفتخر بأنني حافظت قدر المستطاع في غربتي الأوروبية على لغتي الأم، وصقلتها، وأضفت إليها مفردات لم أتعلمها في وطن عزيز غادرته، وأحببتها أكثر، وعشت معها قصة عشق من طرفين: أمنحها اهتمامي، وتمدني بثرائها. أفتخر بأن الكتاب كان رفيقي وصديقي وحبيبي لأكثر من ربع قرن، لا أخونه ولا أغدر به، لا أهمله ولا يتخلىَ عني."
وفي معرض الحديث عن ما حققته من أبحاث وانجازن خلال سنوات الغربة ، قالت "أنجزت مئات الرسائل و الأبحاث وكتبت آلاف المقالات وألفت بضعة كتبٍ وضعت فيها عصارة فكري، ونفذت مشروع تطوير شاشة كمبيوترية للمكفوفين عام 2015، و عدة براءات اختراع محلياً و دولياً."
وحول رؤيتها لآفاق تكنولوجيا المعلومات في مصر، ترى الدكتورة رقية أنه في ضوء البيانات والمؤشرات الصادرة عن العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تعد هذه الآفاق المستقبلية واعدة إلى حد كبير، مشيرة إلى ضرورة تعزيز هذا القطاع الحيوي بما يساعد في زيادة مساهمته في دعم الاقتصاد المصري بشكل عام، ومن ثم، تعظيم الموقف التنافسي لمصر في هذا المجال.كما ترى أن الصناعة السلعية لتكنولوجيا المعلومات واحدة من الصناعات التي تتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية من أجل تحقيق وفورات الحجم وتحقيق هامش ربح ملائم، كما تحتاج، أيضًا، إلى مستوى عال من التطوير والبحث العلمي.