من الجيوشي حتى عرفات.. تفاصيل رفع تذكرة المترو

قضي الأمر الذي فيه تستفيان، هكذا كان قرار وزارة النقل الأخير برفع قيمة تذكرة ركوب المترو بنسبة 100%، لترتفع من جنيه واحد إلى جنيهين، بل وتداولت وسائل إعلام نقلا عن الوزير قوله بأنه ضغط من أجل عدم اتخاذ قرار برفعها إلى 3 جنيهات، وفي كل الأحول جاءت التعريفة الجديدة لقيمة سعر التذكرة موحدة، لا تعترف بتقسيم المسافات.

 

وخلال توقيع عقد الشريحة الثانية للخط الثالث لمترو الأنفاق، بحضور د. سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، في ديسمبر 2015 –قبل أن يتم دمج الاستثمار معها في التعديل الأخير- وردا على سؤال "صوت الأمة" حول موانع تقسيم مسافات الرحلة الواحدة بحسب عدد المحطات، وربط هذا التقسيم بأسعار تذاكر محددة لكل مسافة بحسب ما كان معمولا به حتى عام 2005، بدلا من توحيد قيمة التذكرة في حالة زيادتها، قال الدكتور "سعد الجيوشي" وزير النقل السابق، أن الماكينات الحالية تفتقر لإمكانية التحكم في ذلك، لافتا إلى ما كان يتم حينها من تفاوض مع وزارة التعاون الدولي لتمويل الحصول على ماكينات حديثة.

 

 

وبالفعل، من بداية السبت الماضي، بدأت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق في تركيب الماكينات الحديثة، التي أشار إليها "الجيوشي"، وتعاقدت على شرائها الوزارة فيما بعد، حيث سيتم تركيب ٨٥٠ بوابة جديدة تتميز كل ماكينة منها بالعمل بنظام تذكرة الرحلة الواحدة، ونظام الكارت الذكي، وقامت الهيئة القومية للأنفاق بإتمام هذا التعاقد بقيمة ١٦٠ مليون جنيه؛ وهي تتميز بإمكانية تقسيم الرحلة على عدد من المحطات.

 

 

إلا أن عدم إشراك الرأي العام من قبل الوزارة وإدارة مترو الأنفاق، في الإطلاع على الجهود المبذولة في هذا الإطار تسببت في حالة من الارتباك والالتباس لدى المواطنين، بسبب سيل التصريحات في الأيام الأخيرة، حول رفع أو الإعداد لرفع أسعار تذاكر المترو، إذا ما كانت تعريفة موحدة لكافة المسافات أو العودة لتقسيمها كما كانت حتى عام 2005.

 

 الدكتور هشام عرفات وزير النقل لفت إلى أنه منذ عام 2010 وخسائر المترو تتضاعف خاصة وأنه لم يتم تعديل تعريفة تذاكر ركوب مترو الأنفاق من فئة الجنيه، بغض النظر عن عدد المحطات أو تعريفة الاشتراكات لفئات المجتمع منذ عام 2006، وطوال فترة 11 سنة علي الرغم من ارتفاع تكلفة تشغيل وصيانة هذا المرفق الحيوي الهام وارتفاع تكلفة قطع الغيار نتيجة لزيادة أسعار السوق العالمية، مؤكدا أن تعريفة تذكرة المترو أقل بكثير من تعريفة ركوب وسائل النقل الأخرى، والتي تبلغ على سبيل المثال في المسافة من حلوان إلي المرج 4 جنيه لشركات النقل الجماعي و3 جنيه لأتوبيسات هيئة النقل العام بينما تعريفة مترو الأنفاق تبلغ 1 جنيه فقط لهذه المسافة.

 

وبعد هذا التصريح، أكد محمد عز المستشار الإعلامي للوزارة لـ"صوت الأمة" أنه لم يصدر قرار رسمي يخص زيادة أسعار تذاكر المترو، وبعد أقل من ساعة تم تعميم منشور على محطات وصرافي التذاكر بالتسعيرة الموحدة الجديدة للتذكرة.

 

وفي تصريح خاص لـ«صوت الأمة» للتوضيح وإزالة اللبس، قال محمد دمرداش القيادي العمالي بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق أن فائض التذاكر من فئة الجنيه كقيمة موحدة للتسعير، لا يزال معمولا بها حتى استنفاذهم ما بحوزتهم منها.

 

أنه بناء على المنشور الذي تم تعميمه على محطات الشركة وصرافي التذاكر، سيبدأ من الجمعة صرف التذكرة الموحدة بالسعر الجديد بقيمة جنيهان، لافتا إلى أنه بالفعل يتكالب الركاب على شراء التذكرة ذات فئة الجنيه، قبل وقف صرفها بمنافذ المحطات.

 

وأشار إلى أنه يجري الحديث عن العمل بالتذكرة الموحدة ذات فئة الجنيه، لحين الانتهاء من تركيب الماكينات الحديثة التي لديها إمكانية تقسيم مسافات الخطوط للرحلة الواحدة، والتي ينتهي تركيبها أغسطس القادم.

 

وقال  أشرف النشار أن صرف التذاكر بالسعر الجديد، الجمعة مع أول قطار، مع وقف صرف التذاكر التي كان معمولا بها من قبل، وهو ما يفسر 

التكالب من المواطنين على شرائها من وجهة نظر "النشار"، لافتا إلى الماكينات تتعامل على برمجة التذكرة وليس سعرها.