التجارة في البشر .. من الجنس إلى الأعضاء

الجمعة، 24 مارس 2017 06:00 م
التجارة في البشر .. من الجنس إلى الأعضاء
تجارة الأعضاء - أرشيفية
كتب - إسلام ناجي

لا تزال الأجهزة الأمنية تحاول الحد من ظاهرة الاتجار بالبشر التي يذهب ضحيتها مئات الفقراء، ممن قرروا بيع أنفسهم لسداد ديونهم أو سلبوا إرادة تحديد مصائرهم، واستطاعت الأجهزة ضبط عدد كبير من عصابات الإتجار بالبشر في مختلف المحافظات، تنفيذًا للقانون رقم 64 لسنة 2010، الذي يعاقب كل من ارتكب تلك الجريمة بالسجن وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تتجاوز 500 ألف جنيه، وفي السطور التالية ترصد «صوت الأمة» عدد من وقائع ضبط شبكات الإتجار بالبشر.
 
أشهر تلك الوقائع، القضية المعروفة إعلاميًا بـ«جمعية بلادي» التي وجهت النيابة العامة لرئيستها «آية حجازي» وزوجها محمد حسنين تهمة الاتجار بالبشر وخطف وتعذيب وهتك عرض والاستغلال الجنسي للأطفال، حيث داهمت القوات الأمنية مقر الجمعية غير المرخصة بميدان التحرير في مايو 2014، وعثرت على 20 طفلا، تبين أنهم جميعًا هاربين من ذويهم، وبمناقشتهم قرروا أن الجمعية تجبرهم على الاشتراك في تظاهرات ضد النظام مقابل ايوائهم وإطعامهم والتحصل على مبلغ مالي قيمته 50 جنيه.
 
وفي سبتمبر من العام المنصرم، سقطت أكبر شبكة لتجارة الأعضاء البشرية يتزعمها ضابط شرطة بمصلحة الجوازات بمطار القاهرة، حيث لاحظت مباحث الأموال العامة، دخول سعودي الجنسية ونجله إلى مطار القاهرة وبصحبتهما 3 فتيات إندونيسيات، وبعد مرور عدة أيام، خرج السعوديان بمفردهما دون الفتيات، مما دعى رجال المباحث للتشكك في أمرهما والقبض عليهما، وتبين بعد ذلك أنه يعمل لحساب شبكة عالمية تستغل الإندونيسيات الفقيرات، وأحضر الفتيات لبيع أعضائهن البشرية في مصر.
 
ولم تمر سوى أيام قليلة حتى سقطت شبكة أخرى في أيدي الأجهزة الأمنية بعد مشادة كلامية في محطة مترو السادات بين عضوين في الشبكة من جهة وضحية من جهة أخرى، فبعد أن أتم الأخير الفحوصات اللازمة، وتحصل على 30 ألف جنيه مقابل بيع كليته ووقع إيصال أمانة لتوثيق الإتفاق، قرر العدول عن قراره وحاول إرجاع الأموال والحصول على إيصال الأمانة لكن أعضاء الشبكة رفضوا، وأصروا على إتمام الصفقة.
 
وألقت الأجهزة الأمنية في يناير من العام الجاري، القبض على شبكة دولية للاتجار بالبشر يتزعمها «محمد.ز» هارب من سوريا، حيث يستقطب الفتيات السوريات والمغربيات لممارسة الدعارة مع الأثرياء العرب عن طريق تواجدهن داخل صالات القمار بالفنادق الشهيرة والتركيز على رواد الكازينو المحملين بالمبالغ من السائحين العرب وإغرائهم لممارسة الجنس الحرام داخل شقق سكنية في العجوزة والزمالك مقابل مبالغ تصل لـ500 دولار في الليلة.
 
ولم تختلف عنه «أم هاني»  كثيرًا إلا أن جشعها كان أكبر فلم يكفيها تزعم شبكة لتسهيل دعارة النسوة الساقطات مع الخليجيين في العجوزة مقابل 3 آلاف جنيه في الساعة الواحدة، بل عملت على جذب القاصرات واستغلال ضعفهن وتركهن بيوتهن وحاجتهن للمال وتاجرت بأجسداهن وشرفهن، واحتفظت بصور ومقاطع فيديو جنسية لهن حتى تتمكن من الضغط عليهن إن فكرن في العودة لأسرهن مرة أخرى، حتى نجحت مباحث الآداب، مطلع مارس الجاري، في ضبطها.
 
وتُعد منطقة السيدة زينب هي الأبرز في مجال الإتجار بالبشر، فمنذ عدة أشهر تمكنت الأجهزة من ضبط «المعلمة وفاء»، حيث أسست تجارتها على كهول الفقراء الوافدين من المحافظات للعمل في العاصمة، مستغلة حاجتهم لشراء أعضائهم، مقابل مبالغ مالية تتراوح من 12 إلى 30 ألف جنيه للكلية الواحدة، فبعد استقطابهم إلى منزلها وإقناعم بأفكارها، يتم عمل الكشوف والتحاليل اللازم بمعامل الجيزة، استعدادًا لإجراء العملية بمستشفى أم المصريين بالاتفاق مع الطبيب «عمرو.ع».
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق