الشهيد شريف محمد عمر .. الخلوق ابن الخلوق (بروفايل)

الجمعة، 24 مارس 2017 05:29 م
الشهيد شريف محمد عمر .. الخلوق ابن الخلوق (بروفايل)
الشهيد شريف محمد عمر
كتب- مصطفى الجمل

الشهيد شريف ابن السكندري الخلوق محمد عمر، المدير الفني لنادي الاتحاد السكندري اﻷسبق، ومدير منتخب مصر العسكري لكرة القدم، وابن شقيقة المحلاوي الأصيل شوقي غريب، ولكنه ابن مصر، المقدم المقاتل الشهيد  شريف محمد عمر.
 
رفض اﻷب التحدث عن ابنه حاول أن يظهر متماسكا وذكر فقط آخر ما قاله وهو يودع ابنه وقرة عينه في الجنازة العسكرية التي شارك فيها اﻵلاف ودعا باكيا: إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا شريف لمحزونون.
 
«ما فيش حاجة بعيدة يا فندم»، بهذه الكلمات رد الشهيد البطل المقاتل على قائده، عندما قال له «المكان ده ميبقاش بعدي عليك يا شريف»،  كانت هذه الكلمات هي آخر كلمات قالها منذ عام بالتمام قبل أن يغادر دنيانا وهو يستأذن في تفتيش مكان شديد الخطورة، وكأنه كان يقول «دا الجنة هناك يا فندم لو سمحت ما تأخرنيش»، كانت قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات في سيناء.. بكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل، دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت تطأ السماء.. دخل وهو بيننا فخرج وهو بين الأنبياء والصديقين والشهداء.. فما أن دخل المنزل إلا وانفجرت عبوة ناسفة، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه حيث لم يكن أحد يجرؤ أن يقترب منه أو من رجاله وهو حي، ثبت الرجال المقاتلون الذين كانوا من حوله حتى لا يمس جسده الطاهر بأذى، ولم تمنع كثافة النيران حول جسده الطاهر أن يستمر البطل المقاتل «محمد الجارحي» في الدفاع عنه ولا حتى اختراق الطلقات لجسده، لم تمنع الطلقات التي كانت تلاحق البطل المقاتل «عمر عابد»، في حصد أرواح التكفيرين الذين ظهروا من خلف المنزل واحد تلو الآخر.. إنهم جيش مصر خير أجناد الأرض.
 
في طريق المداهمة برفح، رأى المقدم الشهيد سيدتين من بعد وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههم فلا شك أنهم ينقلن أخبارهم من هذه المنطقة لكن البطل الشهيد رفض وقال «من امتى جيش مصر بيقتل نساء»، النساء اللاتي أعفى عنهن هن كانوا سبب استشهاده وفقا لاعترافات المقبوض عليهم بعد ذلك وهم من أبلغوا بدخوله المنزل الذي انفجر فور عبور بوابته.
 
بطولة المقدم شريف، ابن العائلة الشهيرة، والده محمد عمر، وخاله شوقي غريب، من نجوم الساحرة المستديرة، أما اﻷم السيدة إيمان غريب، تحدثت بكلمات من القلب: «شريف ابني بطل وشرفنا كلنا، وهو ليس استثناء، بل تأكيد على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه في الخدمة الوطنية، وتربى أسوده على الفداء، وهم في رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفا بكتف مع الصف والجنود، يسابقون نحو الشهادة، ويا لها من شهادة مخضبة بدماء برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق