«مزاعم» السفير الألماني لغسل سمعة «دويتشه فيله»

الجمعة، 24 مارس 2017 05:18 م
«مزاعم» السفير الألماني لغسل سمعة «دويتشه فيله»
هناء قنديل تكتب:

في الوقت الذي وصف فيه السفير الألماني لدى القاهرة، يوليوس لوي، التقرير المثير الذي نشرته "اليوم السابع"، حول علاقات الوكالة الإخبارية "دويتشه فيله"، بالإعلاميين، والسياسيين المصريين، والدور الذي تلعبه، ضد الدولة المصرية، بأنها "مزاعم"، اعتمد هو على مجموعة من الأقوال المرسلة، المبطنة بتهديدين أو ثلاثة، مع "رشة تناقضات"؛ ليخرج في النهاية دفاعه عن "دويتشه فيلله" متفقدا للحبكة التي يعتادها الدبلوماسيون!!
 
ولعل حرص السفير الألماني، على انتقاد "اليوم السابع"، كان أشد أهمية لديه، من التفنيد الموضوعي، لما نشرته في تقريرها الكاشف عن نشاط الـ"DW" في مصر، وهو ما أوقعه، في فخ الكلام "اللي لا يودي ولا يجيب".
 
السطور الأولى لرد السفير "لوي"، تحمل تناقضا مثيرا، ففي الوقت الذي لم يعد خفيا على أحد في هذا العالم، أن وسائل الإعلام تخضع في سياساتها التحريرية، لتوجهات الممولين؛ باعتبار أن "صاحب المال كلامه يمشي"، نجد سيادة السفير، يؤكد أن "ويتشه فيلله"، وخلافا لكل المؤسسات الصحفية على الأرض، تتلقى تمويلها من الحكومة الاتحادية الألمانية، بينما لا تتدخل الأخيرة في السياسة التحريرية لـ"DW"!!
 
وأرى أن رد السفير الألماني بهذا الشكل، يؤكد صدق ما أوردته "اليوم السابع" من معلومات، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الـ"DW"، بالأجهزة الأمنية الألمانية، باعتبار أن نتاج طبيعي لتبعية الوكالة الإخبارية للحكومة الاتحادية،ماليا،  باعتراف السفير ذاته.
 
ولم يجد "لوي" ما يقوله لذا ألقى الكرة، بين قدمي القارئ المصري، معتبرا أن هذا الأخير سيدرك أن ما نُشر عن الـ"DW"، ليس سوى محاولة للتشويه، وضرب العلاقات بين القاهرة، وبرلين، ومع ذلك لم يكلف نفسه عناء كشف السر، وراء تأكده من أن ما نشر مغرض، ويهدف للتشويه، كما لن نسأله، أيضا، لماذا تفعل "اليوم السابع" ذلك؟ لكن أظن أنه مطالب بأن يكشف لنا لسر الكامن وراء يقينه بأن هذا هو انطباع القارئ المصري!!
 
ونسي "لوي" أيضا، في معرض دفاعه غير الموثق عن الـ"DW"، أن يوضح لنا طبيعة العلاقة بين الهجوم على مجرد وكالة إخبارية، وبين العلاقات المصرية الألمانية، الآخذة في الصعود الإيجابي، وهل يقصد أن الـ"DW" مهمة؛ لدرجة أن "دي قصاد دي"؟! وما سر أهمية هذه الوكالة إذن؟ خاصة أن المساجلات الإعلامية منتشرة، ليل نهار، بين كل وسائل الإعلام في العالم.
 
وأتذكر هنا الهجوم الذي نالته بعض وسائل الإعلام الأمريكية، والبريطانية، التي بدا واضحا ميلها إلى وجهة النظر الإخوانية، خلال الفترة الماضية، ومع ذلك لم يخرج أي من سفيري الدولتين؛ ليحذر من تأثير ذلك على علاقات بلديهما بمصر.
 
ورغم أن رد السفير الألماني على تقرير "اليوم السابع"، حول الـ"DW"، يحمل عنوانا حصيفا فيقول: "مزاعم ضد دويتشه فيلله يسهل كشف خطأها"، فإنه لم يخبرنا عن وثيقة واحدة، ترد على معلومة مما ورد بالتقرير، الذي فيما يبدو أنه أغضب سفير برلين بشدة، دون أن نعرف من الأساس لماذا تولى الرد دفاعا عن "دويتشه فيلله"، ولم يترك تلك المهمة لإدارتها "المستقلة"؟!
 
وفي النهاية يعرج السفير إلى مساحة من المعروف أنها تغضب الشعب الألماني، وهي المتعلقة بما ورد ذكره عن النازي، في التقرير، متجاهلا ربما عن عمد، أن المجئ على ذكر هتلر في التقرير لم يكن سوى مدخل يوضح الفكرة الأساسية، التي تعتمد عليها وسائل الإعلام ذات الأغراض الخفية، والعلاقات السرية، وليس للربط بين النازي، والمانيا الاتحادية التي نعرفها جميعا حاليا.
 
"مزاعم" السفير الألماني للرد على "اليوم السابع"، وغسل سمعة "دويتشه فيلله"، لم تكن موفقة، وكان من الأفضل له، أن يترك هذه المهمة للوكالة ذاتها، ربما أدتها بشكل أكثر احترافية، وإقناعا، وفي الأخير برافو "اليوم السابع".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق