موت منى بكر.. اختفاء علماء مصر فى ظروف غامضة

الأحد، 26 مارس 2017 01:16 م
موت منى بكر.. اختفاء علماء مصر فى ظروف غامضة

هكذا كان قدر العالمة المصرية النابغة الدكتورة منى بكر، مدير مركز النانو تكنولوجى، والأستاذ المساعد بالمعهد القومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة، والتى أسهمت من خلال خبراتها فى تأسيس مدرسة علمية هى الأولى، التى تسهم فيها عالمة مصرية تختص بعلم النانو تكنولوجى فى مصر.
 
فجأة ودون سابق إنذار ترحل عن دنيانا العالمة الجليلة فى أوائل مارس الجارى، بعدما قيل إنها أصيبت بمرض نادر وتأخرت حالتها بشكل ملفت للنظر ما استدعى نقلها إلى مستشفى خاص، ثم إلى قصر العينى الفرنساوى لتتلقى علاجها، وقرر الأطباء المعالجون إجراء عدة عمليات جراحية لإنقاذها من عدوى بكتيرية أصابت أطرافها، وبدأت بعدها تتحسن كثيرا، وفجأة دون مقدمات انهارت قواها أمام هجمة بكتيرية على جسدها النحيل، ولفظت أنفاسها الأخيرة.
 
هذه هى الرواية التى ذكرها الأطباء، رغم حالة الجدل والشكوك حول وفاتها الغامضة وإمكانية تعرضها لعملية اغتيال بيولوجى على أيدى أجهزة مخابرات دولة أجنبية، بسبب أهمية علم النانو تكنولوجى الذى نبغت فيه لتنضم إلى قافلة العلماء المصريين الذين توفوا فى ظروف غامضة وغريبة أيضا، مثل الدكتورة سميرة موسى، والعالم يحيى المشد، والدكتور سعيد بدير.
 
فهل جاءت الوفاة طبيعية فعلا أم هناك أيادٍ خفية خلف الموت..؟
 
بالتأكيد لن نجد إجابة ولن نعثر على متهم، وسيقيد التاريخ الحادث ضد «فيروس مجهول» مثل فيروس شبرا..!
 
وهو الحال نفسه الذى حدث مع علماء مصريين سابقين نبغوا فى مجالات علمية حديثة وتفوقوا على غيرهم من العلماء.. سيناريو غريب ومريب، من سميرة موسى وحتى منى بكر، ولن ينتهى. 
 
رغم نفى شقيق الدكتورة منى وعدد من الأطباء وجود «عملية اغتيال»، إلا أن آراء أخرى لا تستبعد أن تكون أجهزة مخابرات غربية وراء الجريمة، خاصة أن علم النانو تكنولوجى يشهد صراعا بين الولايات المتحدة وألمانيا، المتنافستين على هذا المجال الجديد. خاصة أن الدكتورة منى بكر محمد - وهذا اسمها بالكامل - الصعيدية ابنة أسيوط المولودة عام 71 تفوقت فى هذا المجال وحاصلة على دكتوراه فى الكيمياء الفيزيائية من معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تحت إشراف الدكتور مصطفى السيد، ثم ذهبت بعدها إلى سويسرا ليُشرف على أبحاثها الدكتور ماجد شرقية، عالم النانو تكنولوجى، لمدة خمس سنوات، ونشرت الدكتورة منى أكثر من 56 مقالة علمية فى مجلات دولية، ولها أربع براءات اختراع دولية.كان لديها مدرسة علمية كبيرة تضم أكثر من 43 طالبا للدراسات العليا، وتعمل فى تصنيع وتوصيف المواد النانوية وتطبيقاتها المختلفة فى الخلايا الشمسية، وتنقية المياه وتحلية المياه والتطبيقات الطبية الحيوية. ووفقا للمؤشر الدولى، والذى يصنف جميع العلماء طبقا لتخصصاتهم فإن الرقم «20» الذى حققته الدكتورة منى بكر يضعها ضمن قائمة العلماء المرجعيين فى مجال النانو تكنولوجى، حيث تم الاستشهاد بأبحاثها أكثر من 1800 مرة.
 
مشروعات وإنجازات كثيرة حققتها الدكتورة منى، ثم فجأة تُعلن وفاتها بمرض مجهول.. هذا هو حال العلماء المصريين فقط الذين كُتب عليهم الموت فى ظروف غامضة.
 
عالمة الذرة المصرية سميرة موسى تموت فى حادث سيارة فى كاليفورنيا فى أغسطس 1952 ويقفز سائق السيارة - زميلها الهندى فى الجامعة الذى يقوم بالتحضير للدكتوراه - والذى اختفى إلى الأبد وأوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسما مستعارا، وما زال الملف لم يُغلق. 
 
الدكتور يحيى المشد، عالم الذرة والمتخصص فى هندسة المفاعلات النووية، والمشرف على بناء المفاعل النووى العراقى، اغتاله الموساد الإسرائيلى عن طريق «مومس» فى باريس فى 13 يونيو 80
 
الدكتور سعيد السيد بدير، العالم المصرى المتخصص فى مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوى، توفى فى 14 يوليو 1989 بالإسكندرية فى واقعة يصفها الكثيرون بأنها عملية اغتيال من قِبل الموساد، وكان يعمل فى أبحاث الأقمار الصناعية كأستاذ زائر فى جامعة ليبزيخ فى ألمانيا الغربية وتعاقد معها لإجراء أبحاثه، بدأت مخاوف الأجهزة المخابراتية خاصة الغربية منه تزداد مع أبحاثه الخاصة بالاتصالات والأقمار الصناعية، خاصة بعد كشفه عن أبحاث لكيفية السيطرة على قمر صناعى مُعادٍ لصالح مصر.
 
هل هى مصادفات أن يموت العلماء المصريون، إما فى ظروف غامضة أو فى حوادث مريبة دون أن تُعرف الأسباب؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق