شهيد الزبالة

الأحد، 26 مارس 2017 01:43 م
شهيد الزبالة
أطفال الشوارع
د.بسمة البحرى يكتب:

صف لى شعورك إذا علمت أن أحدهم قد مات جوعاً 
 
أعلم أنه أمر تلوكه الألسنة كثيرا كتعبير مجازى عن أزمتنا الاقتصادية أو كدلالة على أننا بلد فقير يعانى أغلب سكانه من الفقر، لكن أنا أتساءل: هل حدث أن رأيت إنسانًا بعينه مات جوعا؟
 
منذ يومين وفى جلسة جمعتنى ببعض معارفى منهم سيدة خيرة شديدة الطيبة كانت تخبرنا عن حملة إطعام تعد لها خلال هذا الشهر وهى تحكى بلوعة عن رجل يقطن بالقرب من إحدى صديقاتها قرصه الجوع ليلا فهبط إلى الشارع بحثا عن أى طعام، فلم يجد أمامه غير صندوق القمامة، ففتشه وأكل ما وقع تحت يده من فضلات الأطعمة، وبعد الأكل صرخ طالبا إسعافه، وعندما جاءت سيارة الإسعاف فارق الحياة فور وصوله إلى المستشفى الذى فشل أطباؤه فى إنقاذه من تسمم غذائى. 
 
سمعت القصة الشائعة فى مدينتى الساحلية فاعترتنى مشاعر هى خليط من الحزن والقهر والعار والخذلان والندامة والهزيمة. 
 
كيف وصل الحال بالرجل إلى الأكل من القمامة؟
 
وما الذى منعه من اللجوء إلى جيرانه والاستعانة بهم لإطعامه؟ 
 
أهو حياؤه وعفة نفسه أم يأسه من مساعدتهم؟ 
 
والسؤال الأهم ما هو الحل؟
 
هل الحل فى حملات إطعام يقوم بها أفراد كرماء لديهم رغبة فى الإحسان وكسب الثواب؟
 
وهل حقا وصل بنا الانهيار إلى أن يموت الناس جوعا بحق وليس مجازا؟
 
وكيف سيحاسبنا الله؟
 
اللهم لطفك وليس عدلك.
 
*   صيدلانية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق