النكتة الكاشفة أو القاتلة

الأحد، 26 مارس 2017 01:53 م
النكتة الكاشفة أو القاتلة
د. نجاح أحمد عبداللطيف

وقد جاء الارتباك من حرص القصاص على وضع نهاية مفتوحة على مختلف الاحتمالات لقصته، التى تتحدث عن شاب فقير حديث الزواج يترك قريته وزوجته الجميلة ويذهب إلى المدينة، مضت به الأيام راضيا خالى البال حتى ألقى أحد الرفاق نكتة قلبت كيانه.
 
تقول النكتة التى ألقاها الرفيق «»عاد رجل إلى بيته فى منتصف إحدى الليالى، وعندما طرق الباب، فتحت له زوجته وقد ظهر عليها الارتباك الشديد، تعجب الزوج من ارتباك زوجته غير المبرر، وفجأة رأى جوالًا بجوار الباب، فسأل زوجته عن الجوال ومحتواه، فزاد ارتباكها ولم ترد بكلمة بل راحت ترتجف، فركل الزوج الجوال بقدمه وعاد يسأل: ماذا بالجوال ؟
 
فجاءه صوت من داخل الجوال يرد قائلًا: «أنا أرز»
 
النكتة لم تضحك بطل القصة، لقد أفزعته فقرر أن ينزل إلى القرية يبحث عن «الجوال»، يدخل القرية ليلا وتفتح له امرأته الباب فى جو غامض مثير، لا يجد الرجل جوال الأرز فتهدأ نفسه ويبقى مع زوجته عدة ليال حتى إذا ما جاءت الليلة الأخيرة ألقى عليها نكتة «جوال الأرز» فإذا بها تنفجر فى البكاء وتنتهى القصة.
 
لى صديقة صينية تجيد العامية المصرية بطريقة تجعلنى أشك فى كونها صينية، قرأت عليها القصة وسألتها: ترى، لماذا بكت المرأة؟
 
فكرت صديقتى قليلا ثم قالت: لأنه شك فيها.
 
 قلت لها: ألا يمكن أن تكون قد خانته حقا؟
 
صمتت قليلا ثم انطلقت تدلل على صحة رأيها بجدية شديدة، فلما فرغت حسبت أن الأمر قد انتهى، ولكن صديقتى أخذت الأمر على عاتقها فراحت تسأل أهلها فى الصين عن رؤيتهم لختام القصة، وكانت حريصة على أن تنقل لى تطابق رؤيتهم مع رؤيتها، وهى أن الزوجة قد بكت لأنها لمحت تلميحًا بالشك فى نكتة زوجها.
 
لم ينته الأمر أيضا إذ هاتفتنى مجددا وقالت لى كيف لنا أن نعرف سبب بكائها؟ 
 
قلت لها: المعنى فى بطن الشاعر. يعنى إيه؟ يعني «ييسى زاى شيرين دا دوزيلى» سألتنى: ترى لو استطعنا أن نتواصل مع القصاص بالإيميل وسألناه فهل يجيبنا؟
 
يا إلهي! إنها نهاية مفتوحة أخرى.
 
*    مدرس بكلية الألسن جامعة عين شمس

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق