فضيحة.. «الآثار» تتكتم على اختفاء 50 مليون جنيه
الأحد، 26 مارس 2017 08:20 م
خالد العنانى وزير الاثار
كتب : رضا عوض
المنهج منذ اللحظة الأولى واضح للجميع، لا مكان لفاسد فى دولتى، لا تتهاونوا ولا تغفلوا، افتحوا كل المغارات المغلقة، لا شافع عندى لمن امتد يده على المال العام، ولا من تهاون فى إهداره، وإن كان بمنزلة فاطمة عند أبيها محمد – صلى الله عليه وسلم -، تمر الأيام والشهور ويؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى كل مناسبة على تلك الرسالة، إلا أن أحداً داخل القطاع الحكومى لم يسمع ولم يعِ، فلم يتوقف الأمر داخل الجهاز الإدارى عند التهاون فى الإهدار، بل وصل إلى العلم به والتكتم عليه.
الواقعة التى حصلنا على تفاصيلها، وفقاً للبلاغ الذى وصل إلى أحد الجهات الرقابية، تكشف اختفاء 50 مليون جنيه من أموال المعونة الأمريكية، والتى كان قد تم تخصيصها كمساهمة فى إنهاء إنشاءات المتحف الكبير، المزمع افتتاحه نهاية العام المقبل.
أوضح البلاغ، الذى تلقته الجهة الرقابية أن المتحف الكبير، كان قد تلقى منحة أمريكية لتطويره، تعدت الـ50 مليون جنيه، إلا أن هذا المبلغ مختفٍ منذ دخوله حتى الآن بين ردهات وزارة الآثار، وهو ما أثبته عدد من المستندات التى حصلنا على صورة منها.
المستند الأول عبارة عن خطاب مرسل من الدكتور الحسين عبدالصبور، المشرف على المتحف المصرى الكبير، للدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار فى ذلك الوقت، أوضح فيه أنه ليست لديه أى معلومات عن مبلغ الـ50 مليون جنيه، الخاص بالمعونة الأمريكية للمتحف الكبير، موضحًا فى خطابه أن مدير عام الشئون الإدارية والمالية، سأل قطاع التمويل عن هذا المبلغ، وأفاد بأنهم لا يعلمون شيء عنه.
أما المستند الثانى، فكان خطاب من مدير عام الحسابات إلى مدير عام الشئون المالية والإدارية والمشرفة على قطاع التمويل، قال فيه « لم يرد إلينا فى كشوف الحسابات الخاصة بقطاع التمويل أية معلومات عن الـ50 مليون جنيه المخصصة للمتحف الكبير».
وفى مخاطبة أخرى من مدير الشئون المالية والإدارية، أوضح فيه أن كل الأموال الخاصة بالتبرعات والمنح الخاصة بالمتحف الكبير، ترد إلى قطاع التمويل وتدخل ضمن حساباتهم، إلا أن مبلغ الـ50 مليون جنيه، لم يرد فى كشوف حسابات البنك الخاصة بالوحدة الحسابية للمتحف الكبير.
أما رئيس قطاع المشروعات لوزير الآثار، أرسل خطابًا حمل رقم 793، أشار فيه إلى أن المبلغ الخاص بالمعونة الأمريكية، يتم الرجوع فيه لقطاعى المتاحف، مقراً بأن المبلغ المذكور وصل بالفعل لوزارة الآثار، وتم ارساله من المركز المصرى الأمريكى للدراسات، وكان الغرض منه تنفيذ مشروعات، وأنشطة خاصة بالآثار، متضمنة دعم المتحف المصرى الكبير، إلا أن أحدًا لم يعرف أين اختفى هذا المبلغ.
جدير بالذكر أن تكلفة المشروع قدرت بنحو 550 مليون دولار، تساهم فيها اليابان بقيمة 300 مليون دولار، كقرض ميسر، ومن المقرر أن يضم المتحف أكثر من مائة ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية.
يذكر أن واجهة المتحف مساحتها 600 متر عرضاً و45 مترًا طولاً، ويتألف المتحف من خمسة أدوار، وبالنسبة لحوائط المبنى فهى صممت شفافة مضاءة ليلاً، لترى من مختلف أنحاء القاهرة.