بالصور نرصد المأساة.. عمارات مساكن الأولى بالرعاية فى أكتوبر مقلب قمامة وتغرق فى الصرف الصحى
الأحد، 26 مارس 2017 05:30 م
عقار مهدد بالانهيار
كتبت : منال العيسوى
الأهالى يستغيثون من عدم وجود مخبز أو مستشفى وكابلات الضغط العالى العارية والمبالغ الباهظة للعدادات
مساكن «الأولى بالرعاية» فى مدينة 6 اكتوبر بمحافظة الجيزة، والتى تتبع هيئة المجتمعات العمرانية بوزارة الإسكان، أصبح المسمى الصحيح لها «خرابات وتجمعات قمامة وصرف صحى لا تليق بحياة الآدميين».
«صوت الأمة» تفتح الملف الموجع لحياة سكان الأولى بالرعاية، وكانت البداية بالقرب من مقابر أكتوبر وبالتحديد عند طريق الواحات، عند الكيلو 104، ترشدك لافتة كبيرة بحجم 2 متر وبارتفاع 7 امتار تقريبا عن مساكن الفقراء أو مساكن عثمان كما يسميها قاطنوها نسبة لشركة المقاولات التى أنشأت المنطقة، وعلى مرمى البصر تجد العمارات ذات الستة طوابق تقف شامخة وشاهدة على المساحات المترامية الأطراف من الرمال الصفراء التى كانت مخططة أن تصبح حدائق عامة لأطفال هذه الفئة وبالمزج بين اللون الطوبى والرمال الصفراء ومساحة الشقق ذات الـ42 مترا ووجوه الشيوخ والعجائز والنساء المطلقات والأرامل تتجسد المأساة التى رواها سكان المنطقة.

وقف سامى حسن عفيفى ذو الخمسة وستين عاما يروى قصة حصوله على الشقة رقم 2 بالدور الأرضى فى بلوك 249 من التضامن الاجتماعى، بعد مرض زوجته وأبنائه التسعة وحرمته قلة الحيلة من استكمال مشواره معهم فى ظل الايجارات والمعاش القليل.
«الحاج سامي» مستفيد آخر وقف يتساءل.. أين الرعاية التى شدد عليها الرئيس للمسئولين حين قال إننا الاولى بالرعاية، فالرئيس يتمنى لنا كل الخير لكن من يعملون لتحقيق هذا الخير ينظرون لنا على أننا «هاموش ليس من حقنا الحياة».
«حسن عفيفى» لم يمر على وجوده بمساكن الأولى بالرعاية سوى 7 أشهر، قال إن المنطقة تضم شريحة من المصريين الفقراء هم الأحق فعلا بالرعاية، فقلة الرزق والعجز والمرض هى السمة الرئيسية التى تميز قاطنى المكان وأغلبهم من المعاقين والأرامل والمطلقات والمسنين، ومنكوبى الزلازل التى انهارت منازلهم وأتت بهم الحكومة الى هنا.
محمد سيد درويش «على المعاش» أوضح أن كثيرا من سكان هذه المساكن يؤجرونها للغير من اللاجئين الأفارقة والسودانيين والسوريين، وتركوها ورحلوا لاستحالة العيش بها، لافتا أنه لا توجدأى رعاية أو خدمات لأن جميع المساكن غارقة فى الصرف الصحى، والبلاعات مفتوحة بلا أغطية، ومواسير مياه الشرب «تنشع» وتغرق الحوائط.

رحلة الترجل بين البلوكات صادمة حيث تطارد رائحة مياه الصرف الصحى والقمامة المنتشرة بين البولكات الزائرين وتكشف حجم معاناة أهالى المنطقة، وليس هذا فحسب بل كابلات الضغط العالى للكهرباء عارية وتهدد أطفال وأهالى المنطقة بالموت صعقا لو تعثر قدم أحدهم فيها والغريب أن سكان المنطقة يؤكدون أن هذا الكابل الرئيسى عار منذ عام واشتكوا دون جدوى.

عدد من أهالى المنطقة قالوا إن الكهرباء تنقطع بصفة مستمرة، وكهرباء المدينة تطالبهم بضرورة سداد مبلغ 1160 جنيها مقابل تركيب عدادات كهرباء، قائلين «كيف يتسنى لنا ونحن جميعا نتقاضى معاش الضمان الاجتماعى الذى لا يزيد على 400 جنيه أن ندفع هذا المبلغ كاملا وطالبوا بأن يصدر الوزير قرارا بتقسيط المبلغ عليهم بقيمة 100 جنيه شهريا، حتى لا يصبحوا مخالفين».

أطلت علينا بعض النساء الأرامل من سكان المنطقة وقال عدد منهم إنه لا يوجد فرن للخبز بالمنطقة، وهناك سيارة تأتى كل ثلاثة أيام بخبز لا يصلح غذاء للحيوانات وأنابيب البوتجاز وصل سعرها الى 70 جنيها.