أحمد عز.. «الطفل المعجزة» فى انتظار البدلة الزرقاء

الأحد، 26 مارس 2017 04:30 م
أحمد عز.. «الطفل المعجزة» فى انتظار البدلة الزرقاء
أحمد عز، رجل الأعمال
كتب : عبدالعزيز السعدنى

الطفل المعجزة.. هو اللقب الذى اختاره منتقدوه بعد تربعه على عرش السلطة والمال فى وقت قصير؛ ليهوى منها إلى ظلمة السجون بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق مبارك منتظرًا البدلة الزرقاء. ويحاكم، الشهر الجارى، بتهمة الاستيلاء على أسهم شركة الدخيلة للحديد والصلب، المتهم فيها مع وزير الصناعة الأسبق إبراهيم محمدين، و5 من مسئولى الشركة، بالتربح بغير حق، والإضرار بالمال العام فى تحقيق مبالغ مالية تقدر بـ687 مليونًا و435 ألف جنيه.

إنه أحمد عز، رجل الأعمال المولود فى عام 1959 لأب مصرى، هو اللواء بالقوات المسلحة عبدالعزيز عز، ولأم من أصل فلسطينى «عفاف حلاوة»، من قطاع غزة، التى نشأت فى أسرة ميسورة الحال. 
 
«عز» كان طفلًا متفوقًا طوال مراحل دراسته، كما كان مهتمًا بنفسه منذ نعومة أظافره. وفى حى السبتية بالقاهرة، استطاع أن يوفق بين دراسته ورغبة والده فى انغماسه فى أعمال منفذ البيع فى هذا الحى الشعبى. 
 
رآه والده خليفة له فى التجارة، فعرفه على أعماله وأشركه فى إدرتها رغم عدم فعله الأمر نفسه مع شقيقه الأكبر أشرف. 
 
فى حملة بالجيش عُرفت حينها بـ «حملة التطهير» خرج والد أحمد عز من الجيش فى عام 1967، ورغم تسريحه من الجيش دون تورطه فى شيء، منحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حصة توزيع حديد وصلت إلى 40 طن حديد شهريًا. 
 
وفى فترة سيطرة القوانين الاشتراكية على مصر، حققت تجارة الحديد مستوى رفاهية غير مسبوق لأسرته، وأثناء دراسته الجامعية، كوّن فرقة موسيقية تقدم الأغانى العربية على الموسيقى الغربية بصحبة أصدقائه، وكان حينها يعزف على «الدرامز»، وهو ما حُرّف فيما بعض من قِبل معارضى النظام قائلين إن أحمد عز كان طبالًا لراقصة شرقية، ولم يستمر فى العزف كثيرًا لطموحه المادى الذى يفوق ذلك، بحسب قوله.
 
تزوج «عز» بعد تخرجه فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، من خديجة ياسين، حب طفولته، وأنجب منها ابنتين «ملك وعفاف»، عملت عفاف فى شركة مالية دولية فى لندن، وعادت بعد أن طالبها والدها بالعودة لمصر لإدارة إحدى شركاته كمقدمة لخلافته، وأسس عز شركة «الجوهرة للسيراميك» لتصبح أحد رواد هذه الصناعة فى مصر والتى باعها بعد خسائر كبيرة.
 
ترأس عز مجموعة شركات عز الصناعية، وتعتبر شركاته أكبر منتج للحديد فى الوطن العربى - وفق آخر تقرير للاتحاد العربى للصلب - تليها شركة سابك السعودية. وتضم مجموعة شركات عز الصناعية، شركة عز الدخيلة للصلب بالإسكندرية، وكانت تعرف قبل أن يشتريها «عز» باسم شركة الإسكندرية الوطنية للحديد والصلب، وشركة عز لصناعة حديد التسليح بمدينة السادات، وعز لمسطحات الصلب بالسويس، ومصنع البركة بالعاشر من رمضان، وشركة عز للتجارة الخارجية، بالإضافة إلى شركة سيراميك الجوهرة.
 
«أحمد أحمد عز» هو اسم نجل أحمد عز الذى أنجبه من سكرتيرته الخاصة عبلة، التى لم يعلن عن زواجه منها إلا بعد سنوات، وفى بداية التسعينيات بدأ أحمد عز يظهر فى دائرة رجال الأعمال المحيطين بجمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق، والذى بدأ يبزغ نجمه آنذاك فى عالم السياسة وإدارة الأعمال. وصاحب صعود أحمد عز بثروته ونفوذه، صعود جمال مبارك السياسى، حيث عُيّن جمال آنذاك أمينًا للجنة السياسات بالحزب الوطنى.
 
ارتبط لقب «مهندس مشروع التوريث» بأحمد عز، وانتزع منه اللقب «حبيب العادلى»، وزير الداخلية الأسبق، لذا أصبحت العلاقة طردية بين تنامى نفوذ عز وزيادة الغضب الشعبى منه، وساهم اعتداده بنفسه فى انعدام شعبيته، فضلا عن اتهام المعارضة له باستغلال نفوذه وعلاقته بنجل الرئيس الأسبق لتحقيق مكاسب كثيرة له، فضلا عن احتكاره للحديد. وفى 2010 اعتبرته حركة «مواطنون ضد الغلاء» العدو الأول للمستهلك، واتهمته بالاستحواذ على60 ٪ من حصة السوق، والتسبب فى رفع سعره بنسبة 70 ٪.
 
وفى 2005 قاد حملة لإعادة انتخاب مبارك لفترة رئاسية خامسة، فضلا عن دوره فى انتخابات مجلس الشعب 2010 التى تم إلغاء الإشراف القضائى عليها بإيعاز منه، وسبقتها تعديلات دستورية وصفتها المعارضة وقتها بـ«خطة توريث الحكم لجمال». 
 
وفى 2007 عقد «عز» قرانه على شاهيناز النجار، عضو مجلس الشعب، لتصبح الزوجة الثالثة على ذمته، وطلب منها استمرار إقامتها فى شقتها بعمارة الفورسيزون على النيل بالجيزة، لحين الإعلان عن الزواج رسميًا عقب انتهاء أعمال المؤتمر العام التاسع للحزب الوطنى.
 
وما بين الغضب الشعبى الذى بلغ ذروته فى 29 يناير 2011، وفقدان «عز» لتوازنه الذى أسفر عن استقالته من الحزب الوطني؛ أملًا فى امتصاص الغضب الشعبى، حيث كان هذا مطلبًا أساسيًا من مطالب المتظاهرين، لكن خطوته لم تنجح فى تهدئة الشارع، بل ازداد الأمر سوءًا، وصدر قرار من النائب العام بتجميد أرصدة «عز» ومنعه من السفر. وفى 18 فبراير وبعد أسبوع من تنحى مبارك أُعتقل أحمد عز.
 
وفى سبتمبر 2011، قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبته ومعه عمرو عسل، رئيس هيئة التنمية الصناعية الأسبق، بالسجن المشدد 10 سنوات وتغريمهما 660 مليون جنيه فى «تراخيص الحديد».
 
تبلغ ثروة «عز» حوالى 50 مليار جنيه، كما أنه يحصل على صافى أرباح سنوية من تجارة الحديد يتجاوز 5.3 مليار جنيه سنويًا، بحسب صحيفة الأسبوع. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق