النظام الخاص ودولة الإخوان المسلمين «4-4»

الإثنين، 27 مارس 2017 03:00 م
 النظام الخاص ودولة الإخوان المسلمين «4-4»
كمال الهلباوي يكتب

وهذا هو الفشل والانحراف بل د.كمال الهلباوى الاجرام والانحراف عن الطريق المستقيم. وهو من أخطر أسباب معاناة الدعوة بسبب داخلى لا علاقة له بالمظلوميات الخارجية وبعضها مزعوم.
 
انظر ماذا يقول الشيخ القرضاوى.
 
نقلت الكاتبة الآتى: كما يقول الشيخ عضو « يوسف القرضاوى » الدكتور ابن » تنظيم الإخوان سابقا بمذكراته « القرية والكُتاب، ملامح سيرة ومسيرة
الجزء الأول إصدار « دار الشروق » عن قابلنا نحن الشباب والطلاب » : ٢٠٠٢ م اغتيال النقراشى بارتياح واستبشار، .!..« فقد شفى غليلنا ورد اعتبارنا
وزاد القرضاوى بأن ذكر الأبيات « عبدالمجيد حسن » التى كتبها فى مدح قاتل النقراشى والتى جاء فيها: عبدالمجيد تحية وسلاما أبشر فإنك للشباب إمام
سممت كلبا جاء كلب بعده ولكل كلب عندنا سَمَّام..!!.
 
أقول هنا ؛ هذه النصوص والسابقة منها، تعكس بوضوح اختلافات الفهم والاجتهاد فى محيط النظام الخاص، وبعض إخوان الدعوة العامة، بل
وتوضح جليا الانحرافات التى علم بها الامام البنا أو لم يعلم بها، وهذا فى حد ذاته من الخطورة والانحراف عن
الوسطية والفهم الوسطى بمكان.
 
كما قلت سابقا وكما كتبت.
 
وقد كتبت الباحثة سوزان فصلاً جديدا عن الإخوان المسلمين فى قصر الرئاسة، وأنا أقول أما عن الإخوان فى قصر الرئاسة، بعد وصولهم إليه بدعم
شعبى كبير، فقد ارتكبوا من الأخطاء القاتلة، ما دفع الشعب إلى الثورة عليهم فى ٣٠ يونيو نتيجة عدد كبير وخطير من الأخطاء والانحرافات عن مأمول الشعب. ومن أهم هذه الأخطاء الآتية:
 
تقريب أهل الثقة، وإهمال أهل الخبرات والتجارب الكبيرة من غير الإسلاميين، ضعف أو عدم الوفاء بالوعود والعهود مثل الاعلان عنعدم الترشح لرئاسة الجمهورية ثم مخالفة ذلك العهد، ومحاولات التبرير الفاشلة، الدخول فى صراع مع بعض أو معظم أهم مؤسسات الدولة ومنها القوات المسلحة، والأمن، والقضاء، والاعلام وغير ذلك، تعميق الانقسام والاستقطاب السياسى والدينى فى المجتمع، الاعلان الدستورى الفرعونى المعيب لتحصين القرارات
الرئاسية حتى السابقة على الاعلان منها، الاستجابة المتأخرة أو غير المكتمله لمطالب الشعب بشأن تغيير الحكومة أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، الخطاب المشين إلى بيريز الذى وصفه بالصديق العزيز، ضعف الرؤية والشفافية وضعف مصارحة الشعب، مؤتمر نصرة سوريا الذى دعا إلى الجهاد فى بلد عربى مجاور، بدلا من السعى فى الصلح واحترام حيادية مصر ومكانتها وقيادتها للأمة وإبتعادها عن الصراع، إهمال الحوار الوطنى الحقيقى والتركيز على الحوار
مع المحبين والمنتفعين، هذا فضلا عن الاستعلاء الشعورى وليس الايمانى، الذى غمر بعض القيادات بمجرد وصول الإخوان للسلطة، فأفسد علاقتهم بمعظم القوى الوطنية، التى كانوا يتقربون منها أو ينسقون معها سابقا.
 
شَّوه الإخوان فى قصر الرئاسة صورة الدعوة وتاريخها، وصورة الحكم الإسلامى، ومفهوم إدارة الدولة أو ما نسميه الحكم الرشيد. وقد تسبب ذلك
وقد أدى إلى كوارث للإخوان أنفسهم لعلهم يستبصرون، وكوارث للوطن نفسه، وتشجيع لأهل العنف والارهاب لم يحدث فى تاريخ الجماعة من قبل.
أما ما حدث فى رابعة والنهضة وما يسمى تحالف دعم الشرعية، فكان وحده كارثة كافية لإنهيار أمة.
 
هل تعى الصفوف المخدوعة حتى الآن ذلك؟ وأخلص هنا إلى بعض النتائج المهمة:
 
١.نقص الأدب والعلم وسوء التربية أو ضعفها، مما يؤدى إلى الاستعلاء فى بعض الحالات، وتصور البعض انهم ملائكة، وغيرهم من البشر ليسوا
كذلك. بل الحكم على الآخرين حتى بالقتل والتنفيذ دون استئناف ولا نقض.
 
٢.أى باحث يكتب فى هذا الموضوع، فإنه يكتب فى حدود المعروف والمشهور فقط، ولذلك لا يستطيع أن يغطى سواء الدعوة أو النظام » تاريخ الإخوان
بشكل كامل لأن التفاصيل « الخاص كثيرة، والمعروف أو المعلن منها قليل.
 
إلا من اعتلى سلم الدعوة حتى آخره وكان منصفا، وتميز بالورع والخوف على مستقبل الدعوة والوطن والأمة.
 
٣.كان إخوان الدعوة، أقوى عودا على مدى تاريخ الإخوان المسلمين، حتى تقدم إخوان النظام، وتمكنوا من زمام الدعوة كلها، إدارة وتنظيما
وتخطيطا وإرشادا وتمويلا، ولما تبين فشلهم فى إدارة الدولة، لجأ بعضهم إلى العنف الظاهر والمبطن أو المؤجل، ظنا منهم أن هذا هو طريق تحقيق الشرعية كما شاهدنا فى رابعة والنهضة وغيرهما.
 
٤. معظم قيادات النظام الخاص قديما كانوا فى غاية الوطنية وتميزوا بالورع الشديد وفى مقدمتهم عبدالرحمن السندى الذى ظلت علاقته بالرئيس عبدالناصر متينة حتى الفاة رحمهما الله تعالى. وهذا على سبيل المثال لا الحصر- ولكن بعضهم أساء فى الحكم على الآخرين بدون أدنى مؤهلات الفتوى. قد يكون بعضهم قد إمتلك مقومات الافتاء فيما بعد، ولكنه عندما قال أو فعل فى الاربعينيات كان جاهلا بالأحكام وغارقا فى الأحلام.
 
٥. الفهم والبيئة ومفهوم الوطنية، وكراهية المحتل ومن يتعاون معهم، كانت هذه من خصائص تلك الفترة، وليس أدل على ذلك من أن الرئيس السادات
نفسه، كان قد إتهم فى محاولة قتل أمين عثمان لعلاقته بالإنجليز المحتلين لبلادنا. وكانت هناك مجموعات تشتعل رغبة فى الجهاد ضد المحتل الإنجليزى. ولذلك رأينا أصحاب القمصان الزرقاء والخضراء وغيرها، ليس فقد عند الإسلاميين بل عند غيرهم، لأن الوطنية وحب الوطن أمر مذكور فى الفطرة والوجدان، والدين يضيف إلى الوطنية وطنية أخرى، فإن لم نجد ذلك، فالتدين مغشوش وعلى أصحابه مراجعة أنفسهم.
 
هذا ما كتبته بصفتى البحثية، ومعرفتى الدقيقة بالإخوان المسلمين وتاريخهم ورجالهم، ليس فى مصر وحدها بل فى العالم كله، وليس بأى صفة أخرى. هذا ما كتبته عن كتاب الباحثة سوزان حرفى الذى تناولت فيه النظام الخاص، ولكل مقام مقال، وقد أثارت عندى من الشجون والأسى والحزن ما ينقل أو يُخرج العاقل عن شعوره. والحديث فى هذا الشأن لا ينتهى. وبالله التوفيق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة