ملهاش حل تانى

الإثنين، 27 مارس 2017 02:30 م
ملهاش حل تانى
محمد فاروق يكتب:

إذا أردت أن تعطى لأحد مالا يستحق ضع فوقه هالة من الضوء.. هكذا  أصبحت تجرى الأمور فى مصر وبمعرفة شعبها.
 
فى أوائل التسعينيات كنا نشاهد التليفزيون المصرى بدون دش أو وصلة أو مواقع للتواصل الاجتماعى، ولكننا صدقنا ما كنا نراه مع أن مصدره واحد.. حينها كانت تستمر نشرة الأخبار ساعتين فقط تستعرض الأخبار المحلية والعالمية من سياسة واقتصاد وفن وأدب وحتى الترفيهية أيضاً وكان للنشرة المصرية معجبون مثل معجبى البرامج والنجوم، لم نكن حينها نشعر بالملل أو اللوع! 
 
ثم فى عصر التطورات والطفرات وإطلاق النايل سات، أصبح معظمنا يملك فى منزله موسوعة فضائية من جميع أنحاء العالم ودخل علينا الإعلام المدفوع كالسيل فى موسم الجفاف، ولكنه لم يشبع الظمأ بل زاد من قلة الوعى وشجع المحسوبيات وأصحاب من لا مهنة لهم لاختراق العقول الصغيرة التى تشكلت فى العشرين عاماً، واقتنعت أن بلدنا لا يملك الموارد، تفشى بيننا الجشع والتطبيل حتى وقود ثورتنا الذى اشتعل من الحرية والعيش والكرامة كان مدفوعاً أيضاً مثل بعض بهلونات الإعلام، ولكن البهلوان له دور وهو إضفاء جو من البهجة على من يشاهده ولكن جزءا من إعلامنا يجعل المشاهد دائماً فى حيرة من أمره مثل موقع «جوجل» الشهير، تضع سؤالك فيرد عليك بكل الإجابات الصحيحة والخاطئة والمفبركة أحيانا، وأنت عليك اختيار الإجابة التى تناسب هواك.. هذا هو دور الإعلام المغيب، أن يجتاح عقلى وعقلك ملايين من الهواجس والهلاوس، هذا آفاق وهذه مخادعة ويتقاضون الملايين سنوياً، ورغم ذلك يستميلون المواطن الكادح فى التبرع لمواطن آخر كادح، ولكن أموالهم خاصة بهم، لا تخرج للكادحين والمرضى واليتامى ولكن تخرج للسواريه والسيارة الفارهة والعيش الترف.. حتى التليفزيون المصرى فقد مصداقيته وشعبيته وأصبحت النشرة مجرد عناوين وأنت من عليك استكمال التفاصيل.. الـ«فيس بوك» ملاذ للتفاصيل، حلاوة روح اتمنع.. مولانا اتسرب.. الفيشاوى مغضوب عليه.. كلب شبرا الخيمة اتعذب.. لا صاحبه غدر بيه.. لا عض اللى قتلوه.. أسماء محفوظ خلفت ولد.. أكيد ناشط.. لا لسة صغير.. ما هو بُكرة يكبر.. مبارك اتظلم.. اخرص مبارك ضحية الإخوان.. علاء زار الأهرامات.. بيتفسح بفلوسنا.. يا جماعة حرام سيبوه فى حاله.. غرق ناقلة فوسفات.. يا نهار أسود.. هيجلنا سرطان.. بعد الشر هتجيلنا جلطة بس.. الحمدلله اعتداء سيدة على ضابط بمطار القاهرة.. يا راجل دى ياسمين النرش خرجت أصلا.. ولا يمكن قصدك على واحدة تانى.. لأ يمكن بتتكلم على قضية شذوذ طليق فنانة معتزلة.. لا برضه أنا عاوز أعرف حكاية الراقص مع الكلاب وليه يرقص أصلاً يعنى هو كده مبسوط وبيرقص ولا زعلان والكلاب اللى بترقص؟!
 
غريب الشعب ده وأقصد شعب الإنترنت ومواقع السوشيال التى أصبحت الإعلام البديل ومثلها مثل كل البدائل الأخرى سوف يأتى يومها لتنتهى وتعود الكلمة لأهل الكلمة بس ربنا يدينا ويديكو طولة العمر!
حكمة الأسبوع: ضربنى وبكى.. اديتو بالجزمة!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق