انطلاق المؤتمر الدولي الأول لمعهد الدراسات العليا للبردي والنقوش وفنون الترميم
الثلاثاء، 28 مارس 2017 02:03 م
انطلقت اليوم، الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الدولي الأول لمعهد الدراسات العليا للبردي والنقوش وفنون الترميم، بجامعة عين شمس، والذي يعقد على مدى 3 أيام بدار الضيافة، بجامعة عين شمس تحت رعاية الدكتور عبد الوهاب عزت، رئيس الجامعة.
ويناقش المؤتمر العديد من الموضوعات المهمة، منها الورقة البحثية المقدمة من الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي، بسيناء ووجه بحري، بوزارة الآثار، ومقرر إعلام المؤتمر، وعنوانها «طرق التجارة في البحر الأحمر وتجارة الكارم عبر العصور الإسلامية»، حيث يستعرض خلالها تاريخ التجارة بالبحر الأحمر منذ عصر مصر القديمة.
وقال «ريحان»: إن قدماء المصريين استخدموا البحر الأحمر على المحور الطولي وتاجروا مع «بلاد بونت»، وهي في رأي الكثير من الباحثين تشمل المناطق الأفريقية والآسيوية المحيطة بباب المندب، موضحًا أنهم حصلوا على البخور والعطور والأخشاب اللازمة للمعابد، وتمثل ذلك في بعثة حتشبسوت لبلاد بونت في الأسرة 18 (1580 - 1322 ق.م) ويرجح أن هذه البعثة وصلت لجزيرة سومطرة.
وأضاف «ريحان» أن البحر الأحمر كان بحرًا خاصًا بالسفن الإسلامية، خصوصًا المصرية التي سيطرت على التجارة به حيث انتقلت التجارة لأوروبا عن طريق مصر كما ذهبت منتجات أوروبا لدول المحيط الهندي عبر مصر، فكانت هي المعبر والموزع.
ولفت «ريحان» إلى أنه كانت هناك خمس مناطق تبادلت منتجاتها فيما بينها أو عن طريق وسطاء تجاريين، وهي: منطقة جنوب شرق آسيا والهند، وأهم صادراتها: التوابل، العطور، الخشب، الحرير، الأحجار الكريمة، البورسلين، الفخار، والساحل العربي وخليجه وصادراتها «الخيول، اللؤلؤ، العنبر، التمور، البخور»، والساحل الأفريقي وصادراته «الذهب، العاج، ريش النعام، الرقيق»، ومصر وصادراتها «الكتان، المنسوجات، السكر، المسابح»، وأوروبا وصادراتها «ملح النشادر، الزرنيخ، الحديد، الأسلحة، الجوخ، الشمع، الفراء، البندق، العنب».
وأشار «ريحان» إلى طرق التجارة عبر مصر، حيث كانت تنقل تجارة الهند المتجمعة في عدن بواسطة العرب والمصريين والهنود إلى ميناء عيذاب ومنها على ظهور الجمال إلى قوص، مبينا أن المسافة بين عيذاب وقوص كانت من 17 إلى 20 يومًا، ومن قوص عبر النيل إلى دمياط ورشيد وطريق عبر ميناء الطور القديمة تنقل بطريق وادي حبران إلى دير سانت كاترين ومنه إلى مصر أو الشام، وهناك طريق من بروفانس في جنوب فرنسا إلى ميناء الفرما بشمال سيناء ثم يحملون تجارتهم على ظهور الدواب إلى القلزم «السويس» ومنه تنقل عبر البحر الأحمر مارة بموانيه المهمة مثل جدة ومنها إلى السند والهند والصين.
وتابع «ريحان» أنه في عام 828هـ / 1424م نقل الهنود مركز تجارتهم من عدن إلى جدة، وقد خضعت جدة لمصر منذ عهد الملك الأشرف برسباي، وكانت تنقل البضائع الثقيلة في البحر الأحمر إلى ميناء الطور والسويس وكانت السويس ميناء لإنشاء السفن أكثر منها ميناء تجاريا.
ونوه «ريحان» بأنه في الوقت الذي أصبح فيه الخليج العربي بحرًا مغلقًا انفردت مصر بقلب العالم ووصلت مصر إلى أوج رخائها بعد انهيار العراق مباشرة، مما يفسر دور مصر المملوكية الذي يعد في الحقيقة عصرًا ذهبيًا من الناحية الاقتصادية والحضارية، كما ازدهرت فيه الفنون والعمارة، كما كان عصرًا بطوليًا من الناحية الحربية.