حكاية المصنع الغامض: ينتج ألبان بـ35 مليون جنيه.. ووزارة الصحة لا تعلم عنه شئ رغم مشاركتها فيه

الأربعاء، 29 مارس 2017 06:14 م
حكاية المصنع الغامض: ينتج ألبان بـ35 مليون جنيه.. ووزارة الصحة لا تعلم عنه شئ رغم مشاركتها فيه
الدكتور إبراهيم عزت رئيس مجلس الادارة يوقع عقد مع الجانب الهولندي لإستيراد الألبان
كتب - اية دعبس - هيثم الشرقاوى

«لاكتو مصر» مصنع مصري لإنتاج ألبان الأطفال وتصديرها لعدة دول أوربية، اكتشفته وزارة الصحة بالصدفة عن طريق إحدى الجهات السيادية التي تواصلت مع وزير الصحة الدكتور أحمد عماد راضي في أزمة نقص ألبان الأطفال قبل شهرين، للاستفسار عن المصنع وإنتاجه، وأين يذهب فكانت المفاجأة أن وزير الصحة لم يستطع الرد لآنه لم يكن يعلم أن هناك مصنع ينتج ألبان الأطفال ويصدرها للخارج، رغم أن وزارة الصحة شريك في هذا المصنع بنسبة تصل لـ3 % تقريبا عن طريق شركة أكديما، إلا أن الوزير لم يكن يعلم شئ عنه وعن إنتاجه ولماذا توقف عن إمداد الدولة بالألبان المطلوبة.

 

مصنع لآكتو مصر يملك الحصة الأكبر فيه رجل الأعمال السعودي الشيخ عبد الإله الكعكى، ينتج 35 مليون علبة لبن أطفال، ويصدرها جميعا للخارج رغم استيراد مصر لـ 18 مليون علبة سنويا من الخارج بالعملة الصعبة، بدأ توقف إمداد المصنع للألبان لوزارة الصحة في عام 2004، وقالت مصادر مسئولة بوزارة الصحة أن مافيا صناعة الدواء في مصر كانت السبب الرئيسي في هذا، فهناك من كان يريد احداث مشكلة بين إدارة المصنع ووزارة الصحة وقتها، لكي تتدخل شركات أخرى لاستيراد الألبان وتربح، وهو ما حدث، وانقطعت علاقة المصنع بوزارة الصحة من وقتها، ولم تتبقى سوى علاقة الحسابات المالية فقط التي كانت تدخل سنويا شركة أكديما التي لم تبلغ وزير الصحة بالمصنع وأهمية سوى في الأزمة الخيرة أزمة نقص ألبان الأطفال.

 

وأشارت المصادر إلى أن وزير الصحة رفع الأمر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى الفور قام الرئيس بإسناد الأمر إلى وزارة الإنتاج الحربي التي وقعت عقدا مع مصنع لآكتو مصر للحصول على ألبان الأطفال كبديل لاستيرادها من الخارج مع طلب زيادة حصة الدولة في المصنع، وذلك لسد الفجوة ووقف إهدار العملة الصعبة.

 

من جانبها قالت الدكتور ألفت غراب، رئيس شركة أكديما للصناعات الدوائية إن الشركة تملك حصة في مصنع لأكتو مصر الذي ينتج ألبان الأطفال ويصدرها للخارج، مضيفة في تصريحات لـ«صوت الأمة»، أن هذا المصنع قيمة مصرية غير مستغلة للإنتاج الداخلي وهو ما تحتاجه الدولة في الفترة المقبلة، فالمصنع ينتج 35 مليون علبة لبن أطفال ويصدرها جميعا لعدة دول ومنها ألمانيا وهولندا، وتابعت: سنعتمد بشكل أساسي على المصنع في إنتاج ما تحتاجه الدولة.

 

وعن توقيع اتفاق بين وزارة الانتاج الحربي ومصنع لآكتو مصر قالت: بالفعل تم توقيع إتفاقية تقضي بتوفير احتياجاتنا كاملة من ألبان الأطفال، وستوقف جميع الشركات الاستيراد ابتداء من شهر 9 المقبل الموعد الذى ستنتهي فيه المناقصة التي عقدتها الدولة مع عدة شركات لاستيراد الألبان.

 

وقالت: للأسف حدثت مشكلة في عام 2004 تسببت في وقف امداد الدولة بالألبان، وقررت الشركة المالكة للمصنع في تصدير كل إنتاجها، متابعا: المشكلة حدثت بين وزير الصحة وقتها، وبين إدارة المصنع وتفاقمت وكان هناك أشخاص يريدون وقف امداد الدولة لمصالح شخصية لكي تقوم شركات أخرى بإستيراد الألبان من الخارج.

 

فيما قال الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة إن الوزارة فوجئت بوجود مصنع لآكتو مصر، وأنه ينتج ألبان للأطفال تكفي ضعف احتياجات الدولة التي تقوم باستيراده من الخارج، مضيفا في تصريحات صحفية: اكتشفنا الأمر بالصدفة عندما حدثت أزمة ألبان الأطفال، وما أثير عن وجود نقص، وأبلغتنا إحدى الجهات بأن هناك مصنع ينتج ألبان في مصر ويصدر للخارج.

 

وقال مجاهد: وزير الصحة توصل لاتفاق مع رئيس مجلس إدارة مصنع لاكتو مصر لضخ عبوات ألبان الأطفال للسوق المحلي، وتم توقيع اتفاق بذلك .

 

وأوضح أن الخلافات بين وزارة الصحة والمصنع خلال عام 2004 غير مبررة، رغم أن المصنع مطابقا للمواصفات القياسية الهولندية والمصرية.

 

أما الدكتور إبراهيم عزت، رئيس مجلس إدارة مصنع لاكتو مصر وأحد مؤسسيه فقال إن إدارة المصنع ليس لديها مانع في أن تمد مصر بالانتاج الذي تريده، وأضاف، في تصريحات لـ«صوت الأمة»: كنا نمد الدولة باحتياجاتها في أوقات سابقة، وفي أزمات عدة وقفنا مع دولتنا لسد العجز، مشيرا إلى أن وزارة الصحة شريكة بجزء بسيط في المصنع، ونرحب بزيادة الشراكة بيننا فمصر صاحبة الفضل علينا جميعا.

 

ورفض عزت، الحديث عن الخلاف السابق مع وزير الصحة وقتها الدكتور محمد عوض تاج الدين ، قائلا: الأمر مضى، ونحن نفتح صفحة جديدة الأن مع الدولة من أجل توفير الألبان للأطفال.

 
من ناحيته قال المركز المصري الحق في الدواء، إن تصريحات وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، حول اكتشاف مصنع للألبان ينتج ويصدر للخارج، سيترتب عليه آثارا سلبية تؤثر على فرص واستثمارات صناعة الدواء في مصر .
 
 
وأضاف المركز في بيان، أن المصنع موجود من سنة ٢٠٠٠، حيث صدرت له موافقة الإدارة المركزية للصيدلة، وفي ٢٠٠٢ قام بالإنتاج الفعلي، وفي عام ٢٠٠٥ وبسبب حروب مافيا استيراد الألبان من الخارج حدثت أخطاء فنية، في إحدى التشغيلات، ووضعت الصحة عراقيل كبيرة تهدف لمنع إعادة العمل به، مما أدى إلى تعطل الإنتاج في المصنع الذي عاد للعمل مرة أخرى في ٢٠١٢، وبدء في التصدير.
 
 
وطالب المركز المصرى للحق في الدواء، مجلس النواب باستدعاء وزير الصحة، لخطورة أقواله، وللتحقق في كيفية استيراد المصنع لخاماته من الخارج وموافقة الوزارة، وكيفية الإنتاج التي تتم بشروط وإشراف وزاره الصحة، وكيف يتم تصدير الإنتاج للخارج والتي لا تتم الا بعد موافقة الوزارة، التي تكشف علي تطابق الشروط.
 
 
وتابع: هل وزير الصحة، لم يكن على علم  بكل هذه الإجراءات؟ وهل تفتقد الوزارة لقاعدة بيانات لصناعة الدواء في مصر، رغم أنها حققت مبيعات عام ٢٠١٦ وصلت ٥٠ مليار جنيه، وأن هذه التصريحات ستؤثر على ثقة المصريين في الرقابة على تصنيع الأدوية، ومدى فاعليتها، بعد جهل وزير الصحة بعدم وجود مصنع يعمل في صناعة الألبان.
 
من ناحية أخرى فإن المعلومات المتوفرة عن هذا المصنع هي
 
1-   لاكتو مصر هو شركة مساهمة مصرية تأسست في يناير عام ٢٠٠٠ يرأس مجلس إدارته الدكتور إبراهيم عزت.
 
2-   ويقع على مساحة 31 ألف متر، في المنطقة الصناعية لمدينة العاشر من رمضان،
 
3- بدأ المصنع إنتاجه في سبتمبر ٢٠٠٢.

4- أول مصنع في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا لانتاج حليب لبن الأطفال.

5-  المصنع متخصص في إنتاج أغذية الأطفال الخاصة والمكملات والمكونات الغذائية.

6- - تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع لاكتومصر حوالي ٣٥ مليون علبة من ألبان الأطفال وكذلك ١٥٠٠٠ طن من مبيض القهوة وبودرة كريمة مخفوقة نباتية الدهن.

7- المصنع  يضم معامل مراقبة الجودة مزودة بأجهزة متطورة لتحليل المواد الكيميائية والميكروبيولوجية للمواد الخام والعينات من مراحل الإنتاج المختلفة والمنتج النهائى

الشهادات التي حصل عليها المصنع:

1-   حصلت الشركة على شهادات منها الأيزو ٩٠٠١:٢٠٠٨ لإدارة نظام الجودة

2-   أيزو ٢٢٠٠٠:٢٠٠٥ لإدارة نظام الأغذية من شركة TUV الألمانية 3

3-   أيزو١٤٠٠١:٢٠٠٤ لإدارة نظام البيئة و١٨٠٠١:٢٠٠٧ OHSAS لإدارة نظام السلامة والصحة المهنية

4-   شهادة الحلال و ISO/IEC 17025:2005 لمعمل ضبط الجودة .

5-   تم تكريم صاحب المصنع من رئيس النمسا والمستشارة الألمانية.

 

 

01-ar
 
02-ar (1)
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق