بعد انسحابه أثناء كلمة «تميم».. مصر ترد بـ«الغضب الدبلوماسي» على أمير قطر: «الكيل طفح»
الأربعاء، 29 مارس 2017 03:16 م
رغم اعتياد الدبلوماسية المصرية، منذ ثورة 30 يونيو، على معالجة الخلافات مع بعض الدول العربية على السياسات الهادئة، التي لا توجه أي انتقاد للغير، فإن انسحاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال إلقاء أمير قطر، تميم بن حمد، كلمته في القمة العربية الـ28، المنعقدة حاليا في الأردن، يمثل تطورا مثيرا في السياسات المصرية.
وبنظرة سريعة إلى تطور رد الفعل المصري، تجاه الهجوم القطري الدائم على القاهرة، ودعمها الصريح للأعمال التي تهدف إلى تقويض الاستقرار في مصر، وعدد من الدول العربية، وعلى رأسها ليبيا، فإنه سيبدو واضحا أن الرئيس السيسي أراد توجيه رسالة حاسمة إلى قطر، مفادها أن «الكيل طفح».
ويرى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلاقات الدولية، أن الموقف المصري تجاه قطر خلال القمة، لم يكن مفاجئا، وكان متوقعا.
وأضاف لـ«صوت الأمة»: «لم يكن الأمر مفاجئا، إذا نظرنا لما وصل إلى القيادة المصرية من معلومات تؤكد أن الدوحة وراء الكثير من الأزمات التي تعانيها، مصر، لا سيما على الصعيد الأمني، وبخاصة في سيناء»، لافتا إلى أنه كان يتوقع رد الفعل المصري خلال القمة، خاصة بعد حديث الرئيس السيسي أكثر من مرة خلال الفترة الماضية عن ضرورة كشف المسؤولين عن رعاية الإرهاب أمام العالم ومحاسبتهم.
وشدد «بدر الدين» على أن التحرك المصري لإدانة قطر باستخدام «الغضب الدبلوماسي» يعد الخطوة الأولى في سلسلة من الإجراءات المنتظرة؛ لوضع تميم ودولته في المكان اللائق بها كدولة ترعى الإرهاب، مشيرا إلى أن الكثير من الحقائق ستتكشف خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتابع: «انسحاب الرئيس السيسي أثناء كلمة أمير قطر يعادل في تأثيره السياسي والدبلوماسي فكرة طرد السفير»، متوقعا أن يتبع الإجراء الرئاسي المصري، مجموعة أخرى من الإجراءات الدبلوماسية العلنية لفضح السلوك القطري تجاه مصر.
وأشاد «بدر الدين» بالتقارب المصري السعودي، ولقاء الرئيس السيسي مع العاهل السعودي الملك سلمان، وإعلان وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، عن أن خادم الحرمين دعا الرئيس السيسي لزيارة الرياض؛ الأمر الذي يؤكد زوال الخلافات التي طرأت على علاقة البلدين خلال الأيام الماضية.
وأتم بالقول: «يتعين على الدول العربية أن تضع نصب أعينها أنه لا فكاك من الأزمات الراهنة سوى بإيجاد حالة من التوحد وتنقية الأجواء ومواجهة من يخرج عن الصف العربي كما فعلت مصر اليوم في مواجهة قطر».