سرقة رخام مسجد أبو حريب.. والمسؤولون «في غيابة الجب»

الأربعاء، 29 مارس 2017 07:45 م
سرقة رخام مسجد أبو حريب.. والمسؤولون «في غيابة الجب»
سرقة رخام مسجد أبو حريب
كتبت - مرفت رياض

مسلسل سرقات الآثار مولد وصاحبه غايب ويبدو أن المسؤولين بوزارة الآثار يسهلون للصوص سرقاتهم من آثارنا على طبق من فضه والعجيب أن حاميها حراميها فقد تمت سرقة العديد من آثارنا في عدة مناطق أثرية التي تفتقر للحراسة وغياب التفتيش حتى أنه تحدث السرقات والمسئولين «في غيابة الجب»، فقد فوجئ سكان منطقة الدرب الأحمر بسرقة رخامتين من مسجد أبو حريب  بالدرب الأحمر منذ عشرون ومسؤولين الآثار لا يعلمون شيئا عن هذه السرقة ،هذا المسجد الذي كرم بوضع صورته على ورقة البنكنوت فئة الخمسين جنيها، هذا المسجد يعاني حالة غريبة من الإهمال الجسيم، والعجيب أنه يقع خلف مديرية أمن القاهرة، بشارع الدرب الأحمر وقد تعرض هذا المسجد لعدة سرقات في غياب من وزارة الآثار ليس هذا فحسب بل تتعرض هذه المنطقة التي تحتوي على العديد من الآثار الإسلامية للسرقات من قبل حراسها، الذي من المفترض أن يقوموا بحراستها وليس سرقتها.
 
 
واجهنا السعيد حلمي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، بهذه السرقات وفوجئ بالواقعة وسألنا متى حدث هذا ؟!، فأوضحنا له : منذ عشرون يوما فأنكر الواقعة وعندما واجهناه بالصور الموجودة قبل السرقة وبعدها وواجهناه بسرقات سبيل محمد أبو حريب الذي يقع خلف المسجد، فأوضح قائلا: نحن نتابع السرقات، قامت الشرطة برد مشكاوات جامع الرفاعي في يناير الماضي وقامت الشرطة أيضا برد مسروقات مسجد الإمام الشافعي ولا يوجد ما نخفيه ولم يبلغني أحد بسرقات مسجد أبو حريب وأسألوا مسئولة الإشراف صوفيا ثم أنهى الحوار وتعلل بأنه سيذهب ليؤدي صلاة الظهر!.
 
 
لكن أسامة كرار، باحث أسري ومؤسس جبهة الدفاع عن الآثار، أكد سرقة الرخامتين من مسجد أبو حريب في غياب من المسؤولين ودون التحقيق في الواقعة، مشيرا إلى أن هذه المنطقة تتعرض للعديد من السرقات بإعتبارها منطقة آثارإسلامية وأبلغ الأهالي عن هذه السرقات عدة مرات وبرغم ذلك لم يحرك ذلك ساكنا للمسؤولين في الوزارة فكان من المفترض أن تشدد الوزارة من حراسة هذه المناطق وأن يقوم التفتيش الأثري بدوره على أكمل وجه.
 
 
ويضيف أسامة واجهت مسؤولة التفتيش الأثري بهذه المنطقة بالواقعة، وتدعي «صوفيا»، لكنها أنكرت واقعة السرقة، وأنها وذكرت نصا «أنت عرفت منين أنهم أتسرقوا مايمكن أكون نقلتهم في المخزن»، وهو مايمثل تواطؤ مع اللصوص وإنكار الحقيقة لأسباب تثير علامات استفهام تجاه من يحرسون ويفتشون على هذه الآثار لأن الرخامتين تمت سرقتهم بالفعل وسكان المنطقة شهود عيان على ذلك، شاهدوا اللصوص وهم يسرقونها وقاموا بتصوير أحدهم وهو فرد أمن يعمل بوزارة الآثاروإختفى منذ واقعة السرقة، فكيف تقوم مسؤولة التفتيش بنفي الواقعة وهوما يعرضها للمسائلة لأنها تتستر على واقعة السرقة وحتى إن صح حديثها على أنها قامت بنقل الرخامتين داخل المسجد وهو أمر ليس له أسباب منطقية، لأنه عند نقل أثر من مكانه، لابد من موافقة اللجنة الدائمة وإذا تم نقل الأثر بدون موافقة اللجنة الدائمة يسمى تدمير أثر ويعاقب عليه القانون بالحبس من عام لثلاثة أعوام.
 
 
وأوضح كرار، أنه لم تكن هذه هي الواقعة الأولى من حاميها حراميها لسرقة الآثار فقد تم سرقة لوحة الزيوت السابعة بمتحف سقارة والتي تمت سرقتها من قبل مدير المتحف ذاته أيضا قام إثنين من الأمناء بمتحف الحضارة بسرقة مشكاوات و قطع أثرية بمخزن الفسطاط وتم ضبطهما أثناء محاولتهما إيداع مقلدات وتبديل قطع أثرية.
 
 
شاهد عيان يدعى محمد حافظ من منطقة الدرب الأحمرعضو مجلس محلي ورئيس لجنة الشئون الصحية عن دائرة الدرب الأحمر والجمالية والذي أكد واقعة السرقة بالمسجد.
 
 
وروى تفاصيل سرقات الآثار بالمنطقة لـ«صوت الأمة»، حيث قال إنه في تمام الساعة الثانية صباحا شاهد جار له يدعى حسن شكة صاحب مطعم بالمنطقة شاهد اللصوص يسرقون رخام المسجد وأسرع ليبلغني بذلك وعندما شاهدونا في إتجاههم فروا هاربين ولم يستطيعوا سرقة المكان أول مرة فقمنا بالإتصال بقسم الشرطة وقامت شرطة الآثاربأخذ أقوالنا، إلا إنهم  قالوا لنا لو «شفتوا حد إمسكوه».
 
 
واتفقت مع صاحب محل بجوار المسجد يقوم بالسهر لأوقات متأخرة، أنه في حالة مشاهدته لأي شخص يحوم حول المسجد أو الآثار بالمنطقة يقوم بتصويره وبالفعل وجد لص آخريحوم حول المسجد وهو من أفراد الأمن الموجودين بالمسجد والتابعين لوزارة الآثار، ومؤكدا أن هناك شخصين يناموا في المسجد وبعد واقعة السرقة إختفوا من المنطقة وهم  يعملون موظفون بوزارة الآثار ويبيتون لحراسة المسجد ومعهم كارنيهات خاصة بالوزارة ومفتاح المكتب التابع لوزارة الآثار يعني «حاميها حراميها»، وهذان الشخصان وجدناهم في إحدى المرات أثناء ذهابنا لصلاة الفجر خارجين من مكان أثري وملابسهم ممتلئة بالتراب سألناهم ماذا تفعلون الآن فردوا كنا نبحث عن أشياء مفقودة وإذا بنا نعلم في اليوم التالي عن سرقة لوحة أثرية موجودة فوق شباك موجود بسبيل أبو حريب خلف المسجد.
 
 
وأضاف أن هناك العديد من السرقات الأثرية  بالمنطقة وهناك شهود عيان على العديد منها ونستطيع التعرف على اللصوص، فقد سلمت صورة أحد اللصوص  طلعت محرم مسؤول الآثار وصور اللوحات والرخام المسروق قبل السرقة وبعد السرقة، وبعد عدة ساعات تلقيت إتصالا من مكتب وزير الآثار وسألني عما شاهدته ورويت له كل التفاصيل وطلبت منه أن يأتي أحد من الوزارة ويحقق في الموضوع وأوضحت له أن هناك شهود عيان على وقائع سرقات أخرى ومستعدون للشهادة بأقوالنا، وإنتظرنا أن يأتي أحدا ليحقق في الوقائع لكن لاحياة لمن تنادي، وأضاف أننا كشهود دورنا أن نشهد بما حدث وإذا إستطعنا الإمساك بهم لن نتأخربالرغم أن منهم من يحمل سلاحا، والمباحث لها دورها في القبض عليهم وإجبارهم على الإعتراف.
 
 
وتم من قبل سرقة باب المنبر من داخل المسجد وإتهم فيها إمام المسجد لكنه خرج دون أدنى مسؤوليه عليه ومازال اللصوص مستمرون في سرقاتهم للمنطقة والمسؤولون في غيبة.
 
 
وأضاف حافظ: من يمر على المسجد يجد حوائطة كساها الاتساخ من كل جانب وستجدون لافتة مكتوب عليها غرفة الأمن والحراسة موجودة أسفل المسجد بجوار دورات المياه، وترى سجاجيد الصلاة تتوسط المكان وتتوجه قبلتها تجاه دورات المياه، وللأسف سكان المنطقة يشعرون بالأسى على هذه المنطقة الأثرية المهملة والمفتوحة على مصراعيها للصوص «فالمال السايب يعلم السرقة». 
  
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة