قطر ترشو بريطانيا لعدم إدراج الإخوان جماعة إرهابية

الخميس، 30 مارس 2017 02:14 م
قطر ترشو بريطانيا لعدم إدراج الإخوان جماعة إرهابية
اخوان - ارشيفية
كتب- محمود سعد

في خطوة لاستباق أي تحركات بريطانية لتضييق الخناق على جماعة الإخوان، في المملكة المتحدة بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع قرب البرلمان الأسبوع الماضي، عززت قطر من استثماراتها في لندن حيث أعلنت عن ضخ 6.3 مليار دولار لاستثمار مشاريع اقتصادية خلال السنوات الخمس القادمة، فيما شكك مراقبون ومتابعون من جدوى هذا التحرك القطري لاسيما، وأنه تزامن مع دعوات تشير إلى وجوب حصار الجماعة في أوروبا وأمريكا، ما رآه البعض  خطوة لصد أي محاولات لتصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب في بريطانيا.

وكانت بريطانيا فتحت تحقيقا العام الماضي بخصوص إدراج الإخوان كمنظمة إرهابية، وكانت البداية من تصريحات رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون الذي قال فيها إن بلاده ستكثف المراقبة على الآراء والأنشطة التي يروج لها أعضاء تنظيم الإخوان وشركاؤهم وأنصارهم في الخارج مؤكدا أنه ثبت بعد مراجعة أجرتها الحكومة البريطانية ارتباط الجماعة الوثيق بالتطرف المشوب بالعنف، إلا أن وبعد حادث  ويستمنستر الإرهابي الذي وقع بالقرب من البرلمان البريطاني وراح ضحيته 4 مواطنين بريطانيين زادت المطالبات والدعاوي بفتح ملف علاقة الجماعة بالإرهاب وخاصة ارتباط الأيدلوجية الفكرية بين الإخوان والجماعات المتطرفة المتفرعة عنها.

وزار رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني بريطانيا منذ أيام، وإن كانت الزيارة معلنة مسبقًا في إطار منتدى الأعمال والاستثمار القطري البريطاني إلا أن ما أثار الجدل كثيرًا هو الإعلان عن كم هذه الاستثمارات في تلك الفترة التي تنظم فيها بريطانيا عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي فيما تعرف بـ (البريكست) وهي فترة يقول عنها خبراء اقتصاديون إنها غير مستقرة وتشهد اضطرابات واهتزازات اقتصادية عدة.

وبحسب صحيفة العرب اللندنية طرح سياسيون وخبراء اقتصاديين بريطانيين تساؤلات بشأن جدوى الاستثمارات القطرية ومعناها الحقيقي، حيث صار البريطانيون الموجوعون بتأثير بريكست، أكثر حرصا على طرح الأسئلة الصعبة والتمييز بين الاستثمار الحقيقي وضخ الأموال وركنها في مشاريع عالية الكلفة وغير مفيدة اقتصاديا، حيث أثار إعلان قطر عن خطط لضخ استثمارات جديدة في بريطانيا أسئلة بشأن نجاعة مثل هذه الاستثمارات في تحريك عجلة الاقتصاد البريطاني عشية خروجه من الاتحاد الأوروبي.

من جانبه قال السفير محمد المنيسي مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر بقطر السابق إن قطر تعتبر أكبر مستثمر أجنبي في بريطانيا، حيث ضخت الكثير من الأموال في مشاريع اقتصادية منذ تسعينات القرن الماضي وذلك عبر رئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم، مضيفًا ان الدوحة تستخدم هذا النفوذ الاقتصادي، في الحفاظ على استمرار وجود جماعة الإخوان المسلمون والتي تعد امتداد فكرى وأيدلوجي لها في لندن.

وأكد المنيسي في تصريحات لـ«صوت الأمة» أن بريطانيا تعد الملاذ والمكان الأمن للجماعة بسبب هذه التعاون الاقتصادي الواسع بين قطر وبريطانيا، مضيفًا أن على الرغم من إصدار تقرير بريطاني يدعم ارتباط الجماعة بعمليات العنف وجماعات التطرف، إلا أن الحكومة اللندنية دأبت على التملق من تصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب، لهذه الأسباب السالف ذكرها.

واضاف السفير المصري السابق بقطر أن هذه الاستثمارات تعتبر "رشوة قطرية" لحكومة بريطانيا لإثناء الحكومة عن إجراء أي خطوات تصعيديه ضد جماعة الإخوان، مؤكدًا أن هذه ليست المرة الآولي التي تقوم قطر بهذا الدور مشيرًا إلى ان بعد 30 يونيو تم تكلفة السفير البريطاني السابق لدى المملكة العربية السعودية السير جون جنكينغز بعمل تقرير يكشف دور الإخوان وارتباطها بالإرهاب ولكن بعد ايام قليلة من هذا التكليف زار الأمير القطري تميم بن حمد لندن وهو ما أدى خروج تقرير عائم وغير واضح من دون إصدار قرار بحظر الجماعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة