قرية «البصارطة» بدمياط: «كوكتيل إجرام وإرهاب».. والأمن بالمرصاد

الخميس، 30 مارس 2017 06:31 م
قرية «البصارطة» بدمياط: «كوكتيل إجرام وإرهاب».. والأمن بالمرصاد
بلطجية
كتبت- دينا الحسيني

وجه قطاع الأمن الوطني وقطاع الأمن العام، عدة ضربات قوية متتالية لتنظيم الإخوان خلال الأيام القليلة الماضية لقرية البصارطة بدمياط، ردا على العمليات التخريبية التي نفذها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بالقرية عقب سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي وحتى الآن، آخرها اغتيال خفير من قوة مركز شرطة دمياط لكن هذه الضربات لم تكن كافية للقضاء على التنظيم هناك نهائيا وما زال يعاني أهالي القرية البسطاء من فرض سيطرة تلك الجماعات الإرهابية التي تقوم بالانتقام من أبناء القرية لتعاونهم مع أجهزة الأمن.

«صوت الأمة» تفتح ملف الإرهاب بمحافظة دمياط، التي تتخذ مجموعة من العناصر الإرهابية عدد من القرى أوكارا لهم للتمركز وتنفيذ عمليات مسلحة تستهدف ضباط الشرطة وأفراد الأمن وتتصدر تلك القرى، قرية البصارطة، حيث يتنشر فيها عدد من العناصر السورية والتركية، وتمكنت قوات الشرطة من القبض على خلية تدعى «الحراك المسلح» بعد أحداث 30 يونيو وهي خلية إرهابية مكونة من 14 عنصرا تستهدف ضباط الشرطة حيث أصابت معاون مباحث قسم أول وجندي من قوات الأمن، كما استهدفت 2 من الخفراء النظاميين، وتم ضبط عدد من العناصر الأجنبية في القرية يقومون بتوريد الأسلحة النارية ويساعدون على إثارة الشغب والفوضى في القرية.

قرية البصارطة تعد الأكثر إحداثا للعنف بدمياط حاليا، والتي تحولت لوكر إرهابي وإجرامي ما بين مسجل جنائي، وعنصر تكفيري، وانتشار لبيع الهيروين في وضح النهار.

حيث تصنف تلك القرية بأخطر البؤر الملتهبة بالمحافظة بعد قرى الخياطة، ودقهلة، بمركز الزرقا، وتم السيطرة عليها بعد ثورة 30 يونيو، ونجحت الأجهزة الأمنية بدمياط في السيطرة عليها أمنيا إلا أن قرية البصارطة ما زالت صداعا في رأس مديرية أمن دمياط نظرا لطبيعتها الجغرافية لكونها تقع بين مدخلين على الطريق الدولي الساحلي، بالإضافة إلى حدودها مع قرى مجاوره مثل عزب النهضه وولاد حمام والتي يصعب  علي القوات دخول تلك القرية بسهولة لان يحدها اراضي زراعية بمساحات كبيرة والتي تعد كاشفة لقوات الامن لدي محاولتهم أقتحام تلك القرية حيث يبلغ تعداد سكانها نحو 60 ألف نسمة وتشتهر بالزراعة والنجارة وخاصة دهانات الموبيليا.

و تحولت قرية البصارطة بمركز دمياط إلى مادة إعلامية وخاصة بعد جرائم عناصر الإرهابية الأخيرة حيث أصبحت بؤرة للجماعة الإرهابية بعد فض اعتصام رابعة العدوية.

واشتهرت البصارطة، خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، بأنها كانت تحت سيطرة الحزب الوطني، وكان منها العديد من القيادات الحزبية ومنها البرلماني أحمد عيسى في فترة حكم الاتحاد الاشتراكي ثم أعضاء مجلس محلي محافظة دمياط وهم عبده سحلول، وبركات الفيومي، وربيع شوشة، وعثمان شبارة، وخلال السنوات الماضية، تحولت قرية البصارطة وخاصة جنوبها والمناطق التي تقع على أطراف بحيرة المنزلة بالقرب من مركز شباب الحرية إلى وكر للجماعة الإرهابية.

وانتشر فكر الإخوان بالبصارطة عن طريق «حمدي. ع»، الذي كان يعمل مدرس وهو أول من جاء بالفكر الإخواني إلى القرية وكان صديق للدكتور عبده البردويلي، القيادي الإخواني، وأمين عام حزب الحرية والعدالة المنحل، والدكتور أحمد البيلي، مسؤول المكتب الإداري للجماعة، ومحافظ الغربية السابق، حيث كان يجمع شباب القرية حوله وخاصة طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية وكان ينظم لهم رحلات أسبوعية لينقل لهم فكر الجماعة.

وبعد فض اعتصام رابعة، بدأت الجماعة الإرهابية، بإنشاء منصة تسمى منصة رابعة، ويشغلون مقاطع بعنوان ليالي رابعة ويتم عرض أشهر الخطباء على منصة رابعة عن طريق جهاز الداتا شو بحضور قيادات الجماعة من القرية ومن المحافظة بل شوهدت وجوه لأول مرة وكأنها من خارج المحافظة وهو ما تسبب في وقوع العديد من الاشتباكات بسبب رفض الأهالي هذه التجمعات.

وينسب للمعزول «مرسي»، بأنه أول من أدخل لتلك القرية الأسلحة، التي كانت بعيدة عن أي أعمال عنف بعكس القرى المجاورة مثل عزب النهضة، أو قرى مركز فارسكور، التي تشتهر بالعنف، وتجارة السلاح، ولكن في فترة تولي مرسي وعقب فض رابعة، انتشرت الأسلحة بشكل واضح بالقرية وكانت تأتي عبر بحيرة المنزلة والطريق الساحلي الدولي وسيطرة الجماعة على بعض المؤسسات هناك خاصة المعاهد الأزهرية والدينية، نظراً لكون قيادات الجماعة كانوا يعملون بالتدريس بتلك المعاهد، ولكن تم تحجيمهم عقب 30 يونيو إلا أنه ما زالت هناك بعض القيادات بمدرستي البصارطة رقم 2 الابتدائية والبصارطة الإعدادية يحاولون استقطاب الطلاب للفكر الإخواني، وتجري الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية الآن، تطهير تلك البؤرة الإرهابية التي اختلط بها الإجرام الجنائي على الإرهاب الإخواني ليدفع أهالي تلك القرية البسطاء الثمن وهذا ما تحاول وزارة الداخلية المتمثلة في قطاعات الأمن العام، والأمن الوطني، والأمن المركزي، في السيطرة عليها، وإنهاء أسطورة التكفريين بتلك القرية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق