في 7 أسباب لماذا الأجواء في مصر قاتلة

الجمعة، 31 مارس 2017 10:40 ص
في 7 أسباب لماذا الأجواء في مصر قاتلة
هبة العدوي تكتب

لا يخفي علي أحد أن الأجواء في مصر قد باتت مسمومة 
في العمل..  
يتصارعون من أجل لقمة العيش وكأنها لقمة واحدة إما أن تسقط في فم أحدهم أو في فم الآخر..
في الزواج..
يتصارعون من أجل أن يفرض احدهم سيطرته الكاملة على الآخر..
 
في المدارس..
تنتشر ثقافة اللي يضربك إضربه..
 
حتي الأمهات لو لم يكن عاملات.. 
أصبح نفس الأجواء تصيبهن.. فبات الصوت عاليا في أطفالهم.. ولا أثر للتربية وتهذيب السلوك.. فلكي يصل الهدف من التربية تحتاج كل أم للهدوء وإلتقاط الأنفاس ..
 
وأين التعقل ومطالب الأولاد تزداد.. والطاقة تقل ومن ثم القدرة على القيام بالتكليفات؟
 
كل مؤسسات مصرنا قد أصابتها السموم إلا ما رحم ربي، فبات العمل فيها مؤلم إلى الدرجة التي تُردِي العاملين فيها مرضي.. أو في أفضل الأحوال يصيروا كالإنسان الآلي.. الإبتسامة مُصطنعة.. لا تخرج من القلب.. النفوس مشتعلة تتمني لو أخذت تصرخ عاليا من شدة الغضب..
 
فاللهث إذن والقلق والخوف والتصنُّع قد حلوا محل الحياة الطبيعية للإنسان الطبيعي.. ثم النوم المتقطع إذا لم تصاحبه مهدئات.. والخروجة السريعة وأنظمة (سد الخانة) في الحياة الإجتماعية ثم النوم المتقطع إذا لم  
والعبارة على ألسنة الجميع:
 
(تعبنا)-
أما عن حالة (التوهان) التي تصيب الشخص فهي حادة.. ففي الغالب هو يعلم  ما يجب عليه أن يفعله لكي يُحسِّن من حالته النفسية والمزاجية..  
لكن:
- (مافيش وقت).. تلك الإجابة الأشهر أيضا.. والتي تتبعها إستمرار حالة الاستنزاف الروحي والنفسي الهستيري.. 
 
هل هو إنتحار جماعي للمجتمع؟؟
قف لحظة لتتسائل.. قبل أن تسقط بأحد السايكو سوماتيك ديسأوردرز.. 
تقول الإحصائيات أن أغلب الأمراض الآن راجعة لكم الضغوط والتوتر النفسي.. والتي تعتبر السبب المباشر لأمراض عضوية مثل إرتفاع ضغط الدم، السكر، السرطان والتحول السريع للخلايا، السمنة، القلب..إلخ
 
هل تعلم مدي تأثير توترك النفسي عليك ؟ 
إحساسك المستمر بالقلق والخوف.. نومك القليل المتقطع.. إحساس الخنقة رغم إن حولك ناس كثيرة.. 
طبيعي إنك تتوتر لفترة قصيرة زي إمتحان بتمر بيه أو موقف صعب.. لكن مش طبيعي إطلاقا إن التوتر يبقي حالتك المستمرة.. 
والنتيجة تغير حقيقي في تركيب المخ شيئا فشيئا.. وزيادة عدد ونشاط الموصلات العصبية في منطقة الأميجدالا (المكان المسؤول عن شعورنا بالخوف) .. فتلاقي نفسك خايف ومش عارف خايف ليه  
 
كمان بيزيد إفراز هرمون الكورتيزول.. ومختصرا زيادة نسبته في الجسم هي المسؤول الأول عن الأعراض الآتية:
 
فقدان الذاكرة.. ضعف القدرة على التعلم.. فقدان التحكم في التوتر نفسه.. حتى حجم المخ بيصغر اللي بيؤدي بالتالي لضعف القدرة علي التركيز وضعف القدرة علي إتخاذ القرارات الصائبة.. ضعف القدرة على التفاعل مع المجتمع..  
 
طيب ماذا لو استمر الإنسان في نفس القدر من التوتر؟ 
حيوصل لإكتئاب مرضي.. أو ألزاهيمر.. والأكثر قسوة إن ممكن يحصل تغيير في التركيب الجيني فيورث للأجيال القادمة توتره النفسي ومعاه كل سبق.. 
 
يبقى المناخ اللي إحنا عايشينه في مصر يعتبر إنتحار جماعي ولا لأ؟
ماهي السموم الثقافية التي أودت بنا لهذه الحالة؟
 
1-سم ثقافة الخوف:
الخوف من (التيرن أوفر).. من زميلك اللي حيزنبقك عند المدير.. الخوف من (الداون سايزينج ) في الشركات.. الخوف على مستقبل الولاد..
الخوف من كذا أو الخوف على كذا، دايما بيلجمك عن الحياة بكل معانيها الجميلة.. بقدرتك على التغييروالإرتقاء والتطوير من ذاتك.. بيخليك دايما خايف تخرج بره دائرة أمانك..
 
والأكثر خطرا لو إستمر خوفك ده!!
إنك تتسجن جوه (نفسك).. فمتفكرش غير فيها.. وإن جالك الطوفان تحط أبنك تحت رجليك زي المثل الفاشل الشهير ما بيدعي.. 
ابنك اللي حتحطه تحت رجليك ممكن يكون على فكرة مستقبلك وعمرك كله اللي الخوف سرقه منك!!   
 
2- سم ثقافة الإستسهال: 
إفتح التليفزيون من سنين حتلاقي (ديل أو نو ديل).. بضربة حظ حتكسب ملايين.. إسحب بالفيزا كارد فلوس في ثواني.. وإبقى سدد بعدين..
 
إعلام وبرامج وحياة إيقاعها سريع جدا (بتبرمجك) على إن (هوووب طق طق حتبقي فووق لو بس فتحت مخك وصحصحت للون.. كما يقول محمد صبحي في علي بيه مظهر).. ولا عزاء لما عليه الحياة من حقيقة البذل والسعي الحثيث في سبيل الوصول للأهداف وتحقيق الأحلام..
 
والثقافة ديه هي السبب المباشر في إحباط العديد من الشباب.. 
لآن المسافة بين أحلامهم المادية وقدرتهم على تحقيقها منطقيا.. مختلفة عن نفس المسافة في عقولهم اللي إتبرمجوا عليها يوم ورا يوم في حياتهم.. 
والأكثر صعوبة إنك في عالم بيطلب منك دايما مزيدا من البذل في تطوير نفسك وتطوير اللي حواليك في شركتك أو في أسرتك.. 
والتطوير محتاج سعي وإصرار وفشل فتقييم فتعديل فتطوير وهكذا.. في دائرة لا تنتهي طالما كنت حيا.. 
 
3- سم ثقافة مافيش فايدة :
الاستاذ (مافيش فايدة) ده ماركة مصرية مسجلة.. للآسف بقي عامل زي الوباء المنتشر.. 
وتسمع منه جمل زي.. (أنا ترس في عجلة).. (أنا حمار في ساقية).. (أنا تور بتحلبوه).. جمل تدل على منتهي يأسه من الحياة.. ومع اليأس بتيجي ثقافة الشماعات.. لآن ضروري يبقي فيه غيره مسؤول عن إحساسه باليأس ده 
 
4- سم ثقافة الشماعات:
الأستاذ  (أنا عندي مشكلة، يالا هاتلي أي شماعة أعلق عليها مشاكلي)  
شماعة البلد واللي بيحصل فيها.. عيلتي اللي موقفتش جنبي.. جوزي اللي مبهدلني.. مراتي النكدية.. ولادي المتعبين.. إلخ 
ويظل الأستاذ صاحب (تعليق الشماعات) في (اللوم) على كل الاشياء المحيطة به.. إلا.. (نفسه).. إلا قدرته هوعلي  التغيير.. إلا كونه إنسان مبدع خلقه الله في أحسن تقويم ليغير فيتغير..
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
إن الله لا يغير ما بقوم .. حتي يغيروا ما بأنفسهم 
 صدق الله العظيم 
 
الغريب بقي إن الاستاذ شماعات هو أكتر واحد تسمعه بيشتكي وعمرك ما تسمع منه الحمد لله
 
5- سم ثقافة (حناخد زمننا وزمن غيرنا) .. (ثقافة الركود) : 
كل الحياة  تتطور يوميا.. خلايا جسدك تتم تغييرها بأكملها في خلال 5 سنوات ماعدا خلايا العقل والقلب.. لانك أنت المسؤول عن تجديدهم بنفسك أيها الإنسان.. عن تطوير عقليتك وتعلم الجديد.. وتزكية قلبك للخلق الحميد.. 
والبديل الوحيد إن تعاكس انت كل الحياة.. فتصير كالمستنقع.. مياهٍ راكدة.. وهل نتنظر من المياه الراكدة سوي عفنٍ!؟
 
6- سم ثقافة (قولي حيكسبني إيه؟):
والثقافة ديه مشكلتها إنها خلقت فكر مابيبص إلا تحت رجليه للمكسب القصير.. الذي يعود على (الأنا خاصته) بالنفع وفقط.. 
ثقافة أنانية.. لا تعي لمعاني العطاء والإيثار والآخر شيئا.. والنتيجة تفكك مجتمعي كلما حلّ هذا الشخص الأناني.. فهو كزوج أو زوجة لا يقدرون العطاء ويعتبرونه حق من حقوقهم المكتسبة من شريكهم في الحياة..  وفي العمل لا يفكر إلا في نفسه.. وستجده دوما في الثقافة المدمرة الأخيرة.. مصلحجي.. 
 
7- سم ثقافة المصلحجية: 
الناس النفعية وبس.. الناس اللي منطقهم ميكافيللي (غايتهم تبررلهم أي وسيلة مهما كانت رديئة)
وطبعا لما تتعارض مصلحتهم مع المباديء العامة الأخلاقية.. بيغلبوا مصالحهم.. ويدوسوا على المباديء..  
فنلاقي في الشغل فلان بيزنبق فلان.. بالرغم إنه بره الشغل صاحبه جدا.. طيب إزاي العميل المزدوج ده عايش في الحياة طبيعي؟؟ 
بره مصلحته حبيبك.. تتعارض مصلحته مع مصلحتك تلاقيه ألد أعداءك..  بقينا شبه غابة.. حتي الغابة أفضل بكتير.. لآن الغابة لها قانون ونظام مريح.. 
فمثلا الغزالة عارفة إن الأسد هو عدوها.. لما تشوفه بتجري بأقصي سرعتها.. اللي ربنا خلقها لها كوسيلة للدفاع عن نفسها..
لكن إحنا يا بني الإنسان إزاي حينفع نكمل كده ؟ 
 
إستنوني في طرح حلول في مقالاتي الجاية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق