«أوكا» و«أورتيجا» رائدا فن غير معلوم.. و«رمضان» ضحى بأعماله للالتحاق بالجيش

السبت، 01 أبريل 2017 10:06 ص
«أوكا» و«أورتيجا» رائدا فن غير معلوم.. و«رمضان» ضحى بأعماله للالتحاق بالجيش
أوكا وأورتيجا
كتبت- هناء قنديل

لكل تقدم أساس، وأيضا لكل انهيار بداية، وإذا كان الرقي وارتفاع الذوق العام، مرتبط بما يسمع المواطنون في الشوارع، فإن التردي يرتبط أيضا بأسماء الأغاني ونوعية الألحان التي تقتحم أذن المواطن.

وفي مطلع سبعينيات القرن الماضي تقريبا، انتشرت أغاني الفنان الشعبي الكبير أحمد عدوية، ووجدت هجوما شرسا من كبار الملحنين، والفنانين، يتقدمهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، أما السبب فكان اعتقاد هؤلاء بأن «عدوية» يقدم فنا هابطا، وإلا فما معنى «السح الدح امبو»، و«حلاوتها أم حسن»، و«الحاج كركشندي»!!

وبعد هذا الموقف المتشدد الذي أخذه معظم فناني السبعينيات ضد «عدوية» على الأقل في العلن، شهدت الألفية الجديدة بزوغا لنوع جديد ورديء من الأغاني هو ما يطلق عليه «المهرجانات»، وهي عبارة عن موسيقى صاخبة ذات إيقاع واحد لا يتغير ويتم تركيب كلمات عليها توصف في أفضل أحوالها بأنها سوقية مبتذلة وغير مفهومة.

وكان النجمان «أوكا» و«أورتيجا»، هما رائدا هذا الفن غير معلوم المصدر، حتى صار منتشرا وتفوق عليهما فيه العشرات ممن لا يمكلون أدنى موهبة تجعل لهم علاقة صحية بالموسيقى والألحان، ولأن هبوط الذوق يولد في معظم الأحيان إن لم يكن جميعها من هبوط السلوك العام للشخص، فلم يكن مفاجئا مطلقا اتهام «أوكا»، و«أورتيجا»، بالتزوير للهروب من أداء الخدمة العسكرية، ومنعهما من مغادرة مطار القاهرة الدولي إلى دبي في تصرف سبقهما إليه اثنان من المطربين اللذان لم يشعران بالخجل وهما يشدوان بالأغاني بعد فضح تهربهما من الخدمة الوطنية.

في المقابل، ولكي نعلم أن هذا الجيل يحمل الصفتين، الطيبة، والشريرة، نجد الفنان محمد رمضان، الذي قبل أن تتوقف كل مشاريعه الفنية، التي تدر عليه أرباحا طائلة ولم يتردد في الذهاب لأداء الخدمة العسكرية بل وقبل الانضمام لأحد أصعب الأسلحة في الجيش المصري العريق وهو الصاعقة.

وكم كان «رمضان» محقا عندما روج لأدائه الخدمة العسكرية ببعض الصور التي تبين مدى فخره واعتزازه بجيش بلاده، دون أن يفكر في الخسائر المادية الجسيمة التي ستلحق به.

حقا هو جيل واحد لكن لكل منهم نظرته للحياة، فهذا لا يفكر سوى في المكسب حتى لو على حساب ذوق الناس ولو بالتزوير، وذاك يضع في اعتباره نظرة مجتمعه له وحق من منحوه الشهرة في أن يكون قدوة حسنة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق