السيسي في البيت الأبيض.. رحلة «إذابة الجليد» بين القاهرة وواشنطن
السبت، 01 أبريل 2017 10:39 م
الرئيس عبد الفتاح السيسى
رسالة واشنطن: هاني رفعت

يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد قليل، العاصمة الأمريكية واشنطن في أول زيارة رسمية لرئيس مصري إلى البيت الأبيض منذ عام 2010، في خطوة تمثل مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الأمريكية لأهميتها البالغة في عمر العلاقات بين البلدين، بحسب ما قاله سفير القاهرة لدى واشنطن ياسر رضا.
ومن المقرر أن تستغرق الزيارة، خمسة أيام يجرى خلالها مجموعة من اللقاءات المهمة، يستهلها الرئيس السيسى يوم الأحد بعقد لقاء مع رئيس البنك الدولى جيم يونج كين، كما يلتقي وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتياس ونخبة من أعضاء الكونجرس بغرفتيه، وكبار السياسيين والباحثين من كبرى مراكز صنع القرار الأمريكية، ويعقد الرئيس مائدة مستديرة مع رؤساء كبرى الشركات الأمريكية سواء التى تعمل بالفعل فى مصر أو التي توجد نية لاجتذابها للاستثمار فى المشروعات الجديدة ولا سيما القومية الكبرى خلال الفترة المقبلة.
وقال «رضا»، إن أهمية الزيارة تكمن في كونها زيارة رسمية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى من حيث مراسم الاستقبال في البيت الأبيض والمباحثات المطولة التي سيجريها الزعيمان، وستتناول العلاقات المصرية الأمريكية علي جميع المستويات والوضع في الشرق الأوسط.
وحول تصريحات «ترامب»، قبل الانتخابات عن عزمه تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، قال «رضا»: إن هذا الأمر شأن أمريكي وتدخلنا فيه قد يأتي بنتائج سلبية، لكن الرئيس سيشرح للأمريكيين ما تقوم به مصر لمواجهة الفكر المتطرف والتصدي للإرهاب.
ومن المقرر، أن تعقد القمة المصرية الأمريكية يوم الإثنين المقبل، كما أعلن البيت الأبيض، حيث يبحث الرئيسان السيسي وترامب عددا كبيرا من الملفات الثنائية والإقليمية، بما فى ذلك محاربة تنظيم «داعش» ودعم السلام والاستقرار فى المنطقة، بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات وبخاصة الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية.
وتعكس القمة بين «ترامب» و«السيسي» توافقًا في الروئ، في ضوء تقدير الرئيس الأمريكي لرؤية الرئيس المصري وجهوده في محاربة الاٍرهاب ودعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي أعلنه «ترامب» عقب المحادثات التي تمت بينهما.
وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية لمصر، ذكر «رضا»، أن المساعدات العسكرية عادت كما كانت، مشيرًا إلى أن المساعدات الاقتصادية الأمريكية تراجعت منذ سنوات، فيما مصر تأتي إلى أمريكا، هذه المرة وبجعبتها مشاريع طموحة ستطرحها على المستثمرين ورجال الأعمال الأمريكيين.
في غضون ذلك، اعتبر مراقبون أن الزيارة من شأنها إذابة الجليد عن العلاقات الثنائية، الذي وضعه الرئيس السابق باراك أوباما كحجر عثرة بين الولايات المتحدة ومصر، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبدى منذ الوهلة الأولي من إنطلاق حملته، تعويله على القاهرة أن تلعب دورًا محوريًا فى الحلول الجذرية لمشكلات إقليمية، وفي المقدمة منها مكافحة الإرهاب.
ورجح المراقبون أن تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثمارها ليست على القاهرة فقط بل على المنطقة بالكامل، حيث تعيد توازن القوى بعودة القاهرة كـ «رمانة» الميزان، بين القوى المتصارعة.