من الجنائية إلى الإرهابية.. الجيش المصري يقضي على أسطورة جبل الحلال

الأحد، 02 أبريل 2017 06:55 م
من الجنائية إلى الإرهابية.. الجيش المصري يقضي على أسطورة جبل الحلال
جبل الحلال
كتبت- دينا الحسيني

سيطرت قوات الجيش الثالث، على جبل الحلال، وقامت بتطهير الكهوف والمغارات، وقضت على العديد من التكفيريين، وألقت القبض على عدد منهم وتم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات.
 
الحلال7 copy
 
وامتدادا لجهود القوات المسلحة، في تطهير سيناء من العناصر التكفيرية والإجرامية، يقف أبطال ومقاتلو الجيش الثالث الميداني، حائطًا قويًا صامدًا لدحر الإرهاب، محققين العديد من الانجازات والنجاحات المتلاحقة خلال العمليات الأمنية الشاملة بمناطق مكافحة النشاط الإرهابي، بـ«الخرم والعنقابية وجبل الحلال» بوسط سيناء، والتي تتميز بالطبيعة الجبلية والمساحات الشاسعة والتضاريس الوعرة، التي تتخذها العناصر التكفيرية، كملجأ حصين يفرون إليه. 
ومن بين تلك المناطق، وأكثرها خطورة منطقة «جبل الحلال»، التي استطاع أبطال ومقاتلو الجيش الثالث الميداني، تحطيم أسطورته الإجرامية وفرض السيطرة الكاملة عليه، وتطهيره من الإرهاب في ملحمة بطولية جديدة.
 
جبل الحلال2 copy
 
ويقول اللواء نصر سالم، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، إن جبل الحلال، كان يسيطر علية مجموعة من العناصر الجنائية الخارجين عن القانون، من تجار المخدرات بشمال ووسط سيناء، والذين كانوا يتخذوا من الجبل مأوى للإتفاق على صفقاتهم المشبوهة في الاتجار بالمواد المخدرة، وزراعة نبات البانجو المخدر، وتخزين المواد المخدرة بعيدًا عن مطاردة ضباط مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، إلا إنه بعد تصاعد العمليات الإرهابية في 2011، وما تلاها من أحداث بعد عزل «مرسي» سيطرت العناصر الإرهابية، على الجبل وقامت بطرد العناصر الجنائية، الذين هابوهم وتركوا لهم الجبل، وهذه العناصر الإجرامية، أول المتضررين من وجود تلك العناصر الإرهابية بالجبل.
 
وترجم أبطال ومقاتلو الجيش، الخبرات المكتسبة ضمن المنظومة المتكاملة للقوات المسلحة في التخطيط والتدريب وتطوير القدرة القتالية، وامتلاك نظم التسليح الحديثة، للوصول إلى اعلي معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي، وتنفيذ المهام المكلفين بها، لحماية ركائز الأمن القومي المصري، والمعاونة في تأمين الجبهة الداخلية، وحماية المنشآت الحيوية، والأهداف الاقتصادية في المحافظات، التي تدخل في نطاق مسئوليته وتقديم الدعم والمعاونة وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين.
 
وشملت عملية تطهير «جبل الحلال»، إحباط جميع محاولات الهروب أو الدخول إلى الجبل خلال مدة الحصار واقتحام الجبل، واستطاع جنودنا تمشيط كل الوديان والمسارب والقمم الجبلية، وتنفيذ المهام المخطط لها بكل احترافية وكفاءة في القضاء على كافة البؤر التكفيرية داخل جبل الحلال، وقتل عدد من المسلحين المتحصنين بالجبل خلال الاشتباكات.
 
جبل الحلال22 copy
 
فجبل الحلال، مكون من سلسلة هضاب تقع بشمال سيناء ويبعد نحو 60 كيلو مترًا عن جنوب العريش، وسمي كذلك لأن كلمة «الحلال»، تعني «الغنم»، لدى بدو سيناء وهو يعد أحد أشهر مراعيهم ويمتد الجبل لحوالي 60 كيلو مترًا من الشرق إلى الغرب، ويرتفع نحو 1700 متر فوق مستوى سطح البحر، وتتكون أجزاء من الجبل من صخور نارية وجيرية ورخام، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ففي وديان تلك الجبال تنمو أشجار الزيتون وأعشاب أخرى مفيدة، ويمتلئ الجبل الذي يشكل امتدادًا لكهوف ومدقات أخرى فوق قمم جبل «الحسنة وجبل القسيمة وصدر الحيطان والجفجافة وجبل الجدي» بمغارات وكهوف وشقوق يصل عمقها أحيانًا إلى 300 مترًا، وبه فحم اكتشفه درويش الفار في عهد «جمال عبد الناصر» ويقع إلى شماله بنحو 8 كيلومترات، سد الروافعة ويعيش في الجبل قبيلتين من أهالي وسط سيناء هما «الترابين والتياهة».
 
جبل الحلال6 copy
 
وبدأت شهرة الجبل في أكتوبر 2004، بعد تفجيرات طابا والتي استهدفت فندق «هيلتون طابا»، ووقعت هناك اشتباكات بين الشرطة وجماعات متورطة في التفجيرات، وظل الجبل محاصرًا عدّة أشهر من قِبل قوات الشرطة في عملية تطهير ومسح شامل للعناصر الإرهابية.
 
وتكررت الأحداث عام 2005 بعد تفجيرات شرم الشيخ، التي استهدفت منتجع سياحي بجنوب شبه جزيرة سيناء، واتهمت نفس العناصر والجماعات في تلك العملية، وقيل أنهم لجأوا إلى جبل «الحلال»، للفرار من الشرطة.
 
جبل الحلال4 copy
 
وبعد الهجوم على الجنود المصريين في رفح في رمضان 2012، والذي راح ضحيته 16 ضابطًا ومجندًا تضاربت الأقوال عن هوية منفذي تلك العملية، إلا أّنها سببت رد فعل قوي من الجانب المصري، تمثل في عملية عسكرية هي الأكبر منذ استرجاع سيناء وهي العملية «نسر».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق