كابتن غزالي.. حكايات شاعر الفدائيين (بروفايل)

الأحد، 02 أبريل 2017 08:22 م
كابتن غزالي.. حكايات شاعر الفدائيين (بروفايل)
كابتن غزالي مع محرر «صوت الأمة»
كتب - محمد أبو ليلة

في صباح اليوم الأحد توفى الشاعر السويسي، محمد غزالى الشهير بـ«الكابتن غزالي»، عن عمر يناهز 88 عاما داخل منزله بمحافظة السويس بعد صراع مع المرض.
 
غزالي بما شكله من وجدان الفدائيين والشعب  المصري وقتها، هو واحد من هؤلاء الأبطال الذين أسسوا فرقة ولاد الأرض التي بدأت أنشطتها الفعلية بعد ساعات من نكسة يونيو عام 1967، كانت مهمتها إلقاء الأغاني الثورية والحماسية للجنود والمقاتلين على الجبهة.
 
«غني يا سمسمية لرصاص البندقية»، «عضم ولادنا نلمه نلمه ونزرع منه مدافع.. وندافع ونجيب  النصر هدية لمصر»، «إحنا لها احنا لها الحرب احنا أدها»، كان غزالي، يكتب هذه الكلمات وفرقته ولاد الأرض يغنوها على الجبهة قل أي عملية فدائية في عمثق سيناء كان جنود الجيش المصري والفدائيين يستمعون لأغاني غزالي وولاد الأرض.
 
فطوال أحداث المعارك  والمقاومة الشعبية في السويس كانت ألة السمسمية تلعب دوراً كبير في تأجيج مشاعر المقاومة والحماس وكان «غزالي»، ورفاقه يكتبون الكلمات ويغنوها على ألحان السمسمية، فقد استطاعت السمسمية وأغاني غزالي ورفاقه أن يهزموا أدوات الحرب الإعلامية والنفسية التي كان يسخدمها العدوان الإسرائيلي أنذاك.
 
تلك الكلمات التي كانت أقوى من الرصاص ومن أحدث الأسلحة الإسرائيلية التي استخدمتها إسرائيل وقتها في عدوانها على مصر.
 
ويعتبرغزالي، واحد من أبطال كتابي كل رجال  السويس الذي يرصد أسرار وبطولات الفدائيين في فترة حرب الاستنزاف وأكتوبر، فكلمات أغاني غزالي وصلت لما ياقرب الـ 800 أغنية وطنية طالما كانت تُشعل حماس أبطال السويس من الفدائيين وجنودنا على الجبهة.
 
قبل ثلاث سنوات جلس كابتن غزالي على كرسيه الخشبي في مكتبته الصغيرة المتواجدة بأحد أحياء السويس القديمة، وسط عدد كبير من الكتب وشهادات التقدير كان يحكي عن ذكرياته وبطولاته مع المقاومة الشعبية التي بدأها منذ عام 1951 وقت الاحتلال الإنجليزي في مصر. 
 
«بدأنا ببطانية مفروشة، على الأرض وأقمنا مسرح لنا ننشد من فوقه الأغاني الحماسية لجنودنا على الجبهة، الأغاني وقتها كانت منشورات سياسية، تجذب الناس».
 
وبمجرد سؤاله عن ذكرياته في حرب السويس يوم 24 أكتوبر، لم يقل شيئ سوى هذه الأبيات التي ألفها تخليدا لشهدا السويس في ذلك اليوم «خلديهم يا بلدنا لما نصرك يبقى عيد، علي محرم بن قلبك مصطفى وأخوه سعيد، خلديهم يابلدنا وقيدي منهم نور صباحك.. خلدوكي هما قبلا لأجل ما تعودي لصباحك.. إبراهيم سليمان وأشرف.. أحمد أبو هاشم في أشرف ملحمة والمولى حافظ.. ندهتك فايز يا حافظ.. والسويس أدان ومدني».
 
قبل وفاته كان حزين على ما ألت إليه الأوضاع الأن فلم يتم تكريم أحد من هؤلاء الفدائيين والأبطال الذي ضحوا بدمائهم من أجل رفعة الوطن، هؤلاء الأبطال لم يأخذوا التكريم الحقيقي من الدولة، أنا مش عايز تكريم لأن فيه ناس أحسن مني ضحوا، عبد العاطي صائد الدبابات مات وهو عنده فشل كلوي والدولة لم تقم بتكريمه، عبد المنعم قناوي عنده سكر وغضروف وده بطل أدنا مليون مرة اللي عمله مااتعملش قبل.
 
14731149_1658201327804048_2468519030908866611_n
 
 
خلال افتتاح قناة السويس الجديدة منذ عامين كان المطرب محمد منير يستعد لأغنية وطنية يُقدمها لمصر في تلك الاحتفالية، ولم يجد منير أفضل من أغنية"فات الكتير يابلدنا.. مبقاش إلا القليل"، والتي ألفها الكابتن غزالي وغنتها فرقته ولاد الأرض لسنوات طويلة وقت حرب الاستزاف وكانت هذه الأغنية تحديداً دافعاُ معنوياً لجنود وضباط الجيش في انتصارات عام 1973.
 
لم يفكر "غزالي" كثيراً في أن منير أخذ أغنيته وغناها هو، في احتفالية قناة السويس الجديدة، على الرغم من أن ما قام به منير من الممكن أن يستحوذ على تاريخ هذه الأغنية وتُسب له بدلاً من أبطالها الحقيقيين، "هو كلمني بالتليفون، واستأذن أنه يغنيها، وأن معترضتش، الناس كلها عارفة أن احنا اللي عملنا الأغنية دي، وكانت مهمة وقت الحرب".. كانت هذه هي كلمات الكابتن غزالي تعليقاً على قيام منير بغناء أغنيته الشهيرة ونسبها لنفسه.
 
"غزالي"  كان متذكر جيدا ماذا فلعت الدولة لهم كفدائيين بعد حرب أكتوبر حينما ذهبت إليهم زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد الحرب وأعطت كل واحد منهم شهادة تقدير بـ 10 جنيهات.
 
"السويس  انفردت بانها كانت على خط الجيهة طول الحرب، وقدمت تضحيات مفيش محافظة قدمتها، ومع ذلك  لم نستفد بأي خدمة من الدولة، مقدرناش ننجح في النظافة حتى،"..يقول ذلك، مؤكداً أن الأبطال الذين قموا كل هذه التضحيات لا ينتظرون تكريم من محافظ جديد.
 
"احنا المفروض نكرم المحافظ لأننا ولاد البلد وهو ضيف علينا، المحافظة أرسلت لي كارت دعوة لاحتفالات أكتوبر أكثر من مرة ولم أذهب، مش فاضيلهم، أنا تحت أمر بلدنا وولادنا الصغييرين، أنا بقعد مع الشباب لأن دي قضيتي، أما الحكومة فلا تفيد أحد لو كرمتك يبقى علشان تهينك بعد كده".. هكذا كان يفكر بطل السمسمية والبندقية.
 
Untitled

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة