حادثة المعيز

الإثنين، 03 أبريل 2017 04:35 م
حادثة المعيز
صورة أرشيفية
كتبت- أخصائية كمبيوتر

كعادتها دائما لا تكف مصرنا الحبيبة عن إدهاشنا، فقد احتلت مواقع التواصل الاجتماعى فى الأسبوع الماضى قصة اشتهرت بعنوان «اللى عنده معزة».. وفيها تقوم إحدى الأمهات على جروب مدرسة ابنتها بإبداء تذمرها واستيائها من محاولة أحد الأولاد ـ البويز ـ كما قالت حرفيا ـ بمحاولة تقبيل ابنته. 
 
الأم وكما هو واضح من طريقة حديثها لا تجيد اللغة الإنجليزية وكما علمنا أيضا فهى منتقبة وزوجها ملتحٍ، نموذج واضح لصعود طبقة معينة واحتلالها مكانة فى المجتمع كانت تحتلها فى السابق طبقة أخرى، وكما يحدثنا الدكتور جلال أمين دائما عن الحراك الاجتماعى فى مصر فى الخمسين عاما الأخيرة، تُبرز المكالمة وبوضوح هذا الحراك الاجتماعى، فالمدارس الدولية الإنجليزية منها والأمريكية والتى تشتهر بمصاريفها الباهظة قد أصبح من بين طلابها فتيان وفتيات ينتمون للطبقة العليا الجديدة والتى ترى فى الاختلاط آفة يجب تجنبها فالأم تستنكر وبشدة الاختلاط.
 
على الناحية الأخرى يرد والد الطفل بأن ولده حر فى تصرفاته –دعنى ألفت نظرك عزيزى القارئ أننا نتحدث عن أطفال فى الصف الأول الابتدائى - يرى والد الطفل أن ولده حر يُقبل من يشاء وأن «اللى عنده معزة يربطها» كما قال نصا بعاميته اللطيفة، تلك العبارة المُبهرة والساخرة فى آن واحد حيث شبه الأنثى ـ أى أنثى ـ بمعزة وكرجل شرقى يطلب من والديها تأديب ابنتهم ويلوم طفلة عمرها لا يتجاوز السابعة بل ويتهمها بالخلاعة والفجور، أكرر مرة أخرى أن بلدنا لا تكف عن إدهاشنا، هذه المكالمة أو الحوار، مثل صغير يوضح حقيقة واحدة واضحة وجلية وهى أننا إذا كنا فعلا ننشد التغيير والتقدم فنحن لا نحتاج إلى مشاريع عملاقة تُحيى فينا روح الأمل والعمل، ما نحتاجه فعلا ثورة كثورة يناير ولكنها ثورة للعقول، ثورة على المفاهيم، كل المفاهيم. 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق