إهدار 300 مليون جنيه في مطار النزهة بعد رفض الأمن تشغيله لأسباب أمنية

من يتحمل فاتورة إهدار 300 مليون جنيه في بناء مطار النزهة المعطل حتى الآن؟ سؤال يتردد بقوة داخل أروقة وزارة الطيران، بعد إن تم إيقاف مشروع استكمال بناء مطار النزهة أثناء تولي حسام كمال وزارة الطيران، في حين وقف شريف فتحي موقف المتفرج  من أزمة المطار مكتفيا بالتعليق في إحدى زياراته للمطار أثناء تجديده قائلا: «هو مين اللي بنى المطار ده هنا» دون أن يتخذ قرارا بإيقاف استكمال عملية التجديد.

البداية كانت عندما صمم وزير الطيران السابق حسام كمال إقامة مطار في هذه المنطقة، إلا أن بعض الفنيين أشاروا عليه بعدم جدوى إقامة المطار في المنطقة لقربه من مطار برج العرب والذي يشهد توسعة كبيرة ليستوعب أكثر من 4 ملايين راكب، وبالتالي لن تكون هناك جدوي فنية من إنشائه؛ لأن هناك اشتراطات في بناء المطارات؛ أولها ألا يكون هناك مطار مجاور لها، حيث يتم قياس حركة الطيران والركاب إلا أنه صمم على بنائه في هذا المكان، وبدأت بالفعل عمليات البناء إلى أن انتهى منه بعد أن كلّف الدولة 300 مليون جنيه

وعقب اقتراب ميعاد افتتاحه تم الكشف عن بعض العيوب الفنية في المطار، علاوة على رغبة حسام كمال في توسعة الممر مع محاولة إصلاح هذه العيوب الفنية التي قام بإصلاحها إلا أنهم اكتشفوا أن زحفا عمرانيا حدث على المطار، حيث تم بناء العديد من المباني التي تمنع إقامته، علاوة على ظهور مشكلة أخرى تمثلت في أن الأمن اعترض على إقامة المطار في هذه المنطقة بدعوى أن إقامة المطار بهذه السعة وفي هذا المكان سيؤدي إلى زحام مروري، وبالتالي ضرورة إلغاء مكان المطار، كما أبدى الأمن ملاحظاته ورفعها في تقرير فني لوزير الطيران ولرئيس الوزراء يطلب فيه إلغاء وجود هذا المطار، وهو ما يعني إهدار 300 مليون جنيه التي تم إنفاقها على هذا المطار.

الغريب في الأمر هو موقف وزير الطيران شريف فتحي، حيث أعلن رفضه للتقرير الأمني بداعي أن هناك أزمة وراء هذا المطار ولابد من افتتاحه وتشغيله، حيث قام بإرسال وفد من الشركة القابضة لاستلام المطار من شركة المقاولات، وفوجئ الوفد بتقرير آخر يؤكد استحالة تشغيل المطار بشكل نهائي وهو ما دفعه إلى الدخول في مفاوضات مع الجهات الأمنية بغرض الحصول على موافقتهم على تشغيل المطار مرة أخرى خوفًا من التعرض للمساءلة القانونية ليظل الوضع مجمدًا حتى الآن.

 كان رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية قد أكد أنه ستتم إعادة افتتاح مطار النزهة بالإسكندرية في النصف الأول من 2017، وذلك بعد تجديده بالكامل وزيادة المساحة والطاقة الاستيعابية للمطار، وتزويده بأحدث الأنظمة الخاصة بنظام الإجراءات والأنظمة الأمنية الحديثة وصالات للمستقبلين والمودعين، وجميع الخدمات من أسواق حرة ومطاعم وكافيتريات لخدمة أهالي الإسكندرية والمحافظات المجاورة في محاولة لتخفيف الضغط على مطار برج العرب.

 جدير بالذكر أن مطار النزهة هو مطار دولي يبعد عن وسط مدينة الإسكندرية حوالي 6 كم في الاتجاه الجنوبي الشرقي ويمثل المطار أهمية كبيرة للإسكندرية باعتبارها ثاني أكبر مدينة في مصر بعد العاصمة القاهرة وتبلغ مساحة أرض المطار حوالي 650 فدان، ويتكون المطار من مبنى للركاب يحتوي على صالتين واحدة للسفر والثانية للوصول تضمان مكاتب شركات الطيران العاملة في المطار والعديد من الخدمات الأخرى، ويضم المطار صالة للشحن الجوي ومبنى للسوق الحرة، ويضم أيضًا نادي الإسكندرية للطيران الشراعي.