المخدرات والحشيش وراء العنف في مصر.. وخبراء: ممنهج وليس حالات فردية

الثلاثاء، 04 أبريل 2017 05:11 م
المخدرات والحشيش وراء العنف في مصر.. وخبراء: ممنهج وليس حالات فردية
حشيش - أرشيفية
كتبت- ريهام عاطف

بشاعة الجريمة وتطورها فى المجتمع المصري بات يهدد الجميع، بعد أن وصل الأمر إلى حد اغتصاب الأطفال والعجائز، لتطالعنا الصحف ومواقع السوشيال ميديا يوميا بتلك الجرائم البشعة بشكل يومي.
 
يقول الدكتور جمال عطية  أستاذ الطب النفسي، إن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تدهور الحالة النفسية واللجوء للعنف، دون التفكير في عواقبه، من أهمها تردي الحالة الاقتصادية، والدولة هي المسئول الأول عن انتشار العنف في ظل انتشار البطالة التي تؤدي في حالات كثيرة للاكتئاب ورفض الواقع واللجوء إلى وسائل أخرى تعويضية عن الفشل كالضرب والإهانه واستخدام  العنف مع الأسرة والمحيطين.
 
وأضاف عطية، أن ما ساعد في ذلك، عدم وجود قوانين رادعة وطريقة جيدة للتعامل مع المواطنين، فالتعامل الأمني مع المجرمين أو حتى معتادي الإجرام  يساعد على مزيد من العنف فلا يتم العمل على علاج المشكلة من جذورها ولكن يتم الأخذ بالقشور فقط-على حد وصفه.
 
واوضح أستاذ الطب النفسي، أن انتشار المخدرات وتوفر الحشيش والترامادول بشكل كبير والذي يحتوي على مادة «ري أبنول» التي تفقد المتعاطي قدرته في  السيطرة على نفسه و عدم الشعور بخطورة أفعاله من أهم أسباب ظاهرة التحرش والاغتصاب.
 
وأوضح عطية، أن التغلب على هذه الظاهرة، يتطلب نشر الثقافة داخل المجتمع بخطورة العنف بالإضافة إلى محاولة الحد من انتشار المخدرات، مع تقديم أعمال درامية تعمل على دعم قيم التسامح والحب.
 
كما أشارت الدكتورة منال علواني أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أن ما نحن فيه الآن نتيجة طبيعية لما مر به المجتمع المصري خلال الثلاث عقود السابقة، فقبل ثورة يناير، كان هناك قانونا لكنه لم يكن رادعا إلا مع الفقراء وقليلي الحيلة- على حد وصفها- في حين أن الأغنياء وأصحاب النفوذ لم يمسهم أي ضرر.
 
وأكدت علواني، أن الحد من ظاهرة العنف، يأتي من خلال تحقيق الدولة للعدالة الاجتماعية والاستقرار الاقتصادي، وتوفير ظروف معيشية مناسبة  وتعليم جيد يرتقي بالطالب حتى لا يكون كالقنبلة الموقوتة، بعدما غرست فيه الأسرة والمدرسة قيما مغالطة.
 
من جانبها قالت الدكتورة صفاء السيد استشاري التربية العلاجية، إنه لابد من استحداث تغييرات جوهرية وجذرية بالتشريعات والقوانين، وغرس الدين الذي أصبح مجرد حصة ليس لها مردود  وتشديد الرقابة على المدارس، وعدم سيطرة الماديات على مقاليد الأسرة دون الاهتمام بالتربية وتدعيم السلوك الإيجابي، حيث إن العنف والكراهية والتعامل بانتقام أصبح منهج يومي.
 
وأضاف استشاري التربية العلاجية، أن العنف الذي تولد في المجتمع بهذه الشراسة ليس «وليد اليوم» ولا يعود لمرض نفسي، إلا في قليل من الحالات، ولكن الحقيقة، أنه انعكاس «للعنف الممنهج»- على حد وصفها- الذي عاش فيه المواطنين خلال السنوات الطويلة الماضية، والحديث عن أنه حالات فردية «كلام فارغ».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق