مؤسس المركز الدولي للتحطيب يكشف أزماته بعد تسجيله بقوائم اليونسكو

انتقل التحطيب من المحلية إلى العالمية ليجوب جميع دول العالم سواء للجاليات أو المهرجانات ليتحول الفن القتالي من مجرد الدفاع عن النفس إلى حالة تعايش على أنغام المزمار وسط لفيف من أهالي البلدة.

ومؤخرًا، نجحت في وزارة الثقافة، في إدارة ملف التحطيب ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، في منظمة اليونسكو، لنكشف عن أهم التفاصيل والمشكلات التي تواجه التحطيب.

رياضة وليس فن

يقول صبري محمود، مؤسس المركز الدولي للتحطيب، في سوهاج، لـ«صوت الأمة»: إن التحطيب مر بالعديد من المراحل، وهو ما كشفت عنه النقوش الفرعونية على جدران المعابد، التي تم اكتشافها منذ أكثر من 5000 سنة، سواء في آثار الجيزة، أو مقابر بني حسن، وتونه الجبل بالمنيا، وفي أثار أبو صير البدرشين.

كما يشير «محمود» إلى أنه من الأخطاء الشائعة وصف التحطيب بأنه رقصة، لأنه يعد في الأساس أقدم فن قتالي للدفاع عن النفس في التاريخ، كما أن العصا المستخدمة تعد هي الأخرى أقدم وسيلة دفاع عرفها الإنسان.

العصا

ويروي «محمود» قصة العصا، التي تستخدم في التحطيب فقد كانت في البداية تصنع من أعواد البردي، التي أضاف لها الفراعنة مادة لاصقة لتمنحها الصلابة ثم تطورت العصا لتصبح أكثر غلظة وقوة وهي «الشوم»، والتي كان يستخدمها الفتوة، اما حاليًا فيصنع العصا من الخيزران، وهي مرنة للدفاع عن النفس دون أن تصيب ويجب ألا يقل طولها عن متر ونصف ويمكن أن يزيد قليلاً.

ويضيف «صبري»: التحطيب ينقسم لثلاث أشكال تختلف في الشكل الاستعراضي، ولكن لها نفس القواعد والأصول الثابتة، فالأول يكون فن قتالي تكون العصا فيه غليظة والحركات تلقائية، والثاني فيكون رياضي وتصنع فيه العصا من الخيزران الخفيف، أما في الفلكلور الشعبي، والذي ابتدعه محمود رضا، وفرقته فتكون العصا قصيرة وخفيفة، وفي كل منهما تكون الحركات استعراضية ومتفق عليها، ويبدأ بالسلام بين الطرفيين فالتحطيب يحتاج إلى مهارة شديدة وتناغم بين الجسم والعقل والقلب والروح أيضًا ليستطيع الإنسان التحكم في كل الحركات ويأتي بها بالشكل المطلوب.

نجوم التحطيب

ومثلما لكل رياضة وفن نجومه فالتحطيب أيضا له نجومه ومن أشهرهم العمدة معتمد والحاج الضبع نيدة والحاج عبد الغني أبو رية والحاج زايد والحاج حربي أبو الحمد.

أزمات التحطيب

ويقول «محمود» من أهم المشكلات التي تواجهنا هي عدم الوعي بأهمية التحطيب كتراث يمكن أن يحقق الكثير فمؤخرًا تقدمنا بطلب لوزارة الثقافة والسياحة من أجل عمل مهرجان عالمي على نفقتنا الشخصية، وكان ردهم «لازم تخاطبنا جهة رسمية ومحدش رد على طلبنا حتى اللحظة».

ويرى «محمود» أن التحطيب معرض لأزمة الاندثار، الذي تسبب فيه الزحف العمراني وجعله محصورًا في الصعيد فقط، وعدم انتشاره إلا في فترة وجيزة، وهي التي اتخذ منها الفتوة في الأحياء الشعبية طريقة لفرض سيطرته.

كما يعد أيضًا الانحصار من أهم المشكلات، فلم يعد هناك من يعلم الأجيال فن التحطيب خاصة وأن ممارسي فن التحطيب أصبحوا كبارًا في السن، لذلك كان لابد من إيجاد وسيلة لنشر ثقافة التحطيب وقيمه وأخلاقياته وتمثيل مصر في المهرجانات والمحافل العالمية، ليصبح أحد أهم مصادر الدخل القومي عندما يتم نشر الوعي به وتدريب الأجانب عليه وهو ما حدث مؤخرًا عندما تم تدريب وفد من أمريكا.

نقابة المحطبيين

ويرى «محمود» أنه من الغريب أن هذا الفن ليس له كيان ولا مرجع سوى لجنة التحكيم التي تتكون من ثلاثة من شيوخ التحطيب للحكم والفصل بين اللاعبين في حال الخلاف ولذلك نحاول في المركز البدء في وضع مؤلف يجمع قواعد التحطيب وأصوله بحيث يكون مرجع عند الخلاف لكن واجهتنا صعوبات كبيرة أهمها أن اللعبة متجددة ومتطورة وكل يوم فيها جديد وهو ما يتطلب منا الإضافة بشكل مستمر في هذا المرجع أو الكيان كما نعمل على إنشاء اتحاد عالمي للتحطيب، وإقامة بطولات محلية وعالمية للتحطيب إنشاء نقابة للمحطبين تجمع كل من أفنوا حياتهم في الحفاظ علي هذا التراث العريق وهم أصحاب الفضل الأول في الحفاظ عليه ووجوده على أرض الواقع بكل قواعده وأصوله حتى الآن، ولتحقيق ذلك يجب أن تخصص كل محافظة قطعة أرض مناسبة للتدريب الدائم والمستمر وإقامة البطولات وما إلى ذلك مما يؤهلنا لتسجيل التحطيب في موسوعة جينيس لانفرادنا بيه على مستوي العالم فضلاً عن كونه مصري الأصل المشاركة في المحافل الدولية بالتحطيب وتمثيل مصر في الخارج وتشجيع السياحة.