هجمات «بطرسبورج» ليست الأولى.. ننشر الدوافع الإرهابية لضرب روسيا

الثلاثاء، 04 أبريل 2017 03:19 م
هجمات «بطرسبورج» ليست الأولى.. ننشر الدوافع الإرهابية لضرب روسيا
هجمات بطرسبورج
كتب- محمد الشرقاوي

طباع آسيوية ارتسمت على وجه شاب عشريني، أفصحت عنه السلطات الروسية يدعى أكبريون جليلوف، من دولة «كازاخستان»، بعدما التقطته كاميرا مراقبة مترو سان بطرسبرغ، والذي شهد تفجيرًا إرهابيًا أسقط  14 قتيلاً ونحو 45 جريحًا وعلى إثره أوقفت السلطات الروسية محطات المترو لليوم الثاني علي التوالي.
 
موسكو أعلنت حالة الطوارئ ورفعتها إلى القصوى ظهر اليوم بعد اشتباه في «جسم مفخخ» بمدينة «سان بطرسبورج»، وهو ما بات ينذر بعمليات إرهابية متكررة في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية من قبل التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش في بلاد «القوقاز». 
 
بعض المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي نشروا شعارات على مواقع التواصل الاجتماعي «التليجرام» - رصدتها مراكز بحثية - تتضمن شعارات «سوف نحرق روسيا» و«اقتلوهم حيث ثقفتموهم».
 
داعش سبق وهددت روسيًا في إصدار مرئي، توعد فيه موسكو بشن هجمات إرهابية داخل الأراضي الروسية، وقتل كافة الرعايا الروس في أي مكان، ووجه خلاله رسالة إلى الرئيس «فلاديمير بوتين» تقول: «اسمع يا بوتين سوف نأتيكم إلى روسيا ونقتلكم في دياركم ... واليوم جئناكم بالذبح. يا إخواننا انفروا إلى الجهاد في سبيل الله وقاتلوهم واقتلوهم».
 
مركز «المستقبل للدراسات المتقدمة» اعتبر تفجيرات «بطروسبرج» متوقعة في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية، بعد تكرار فيديوهات قيادات وكوادر داعش التي تتوعد روسيا بهجمات إرهابية. 
 
أقرب البقع الداعشية 
تعد بلاد القوقاز أقرب البقع الداعشية إلى روسيا، فقد تمكنت قوات جهاز الأمن الاتحادي الروسية في ديسمبر الماضي، من قتل روستام أسيلديروف قائد إمارة شمال القوقاز «ولاية داعش»، وهو ما زاد من دوافع الثأر لدى التنظيم، في محاولات تمدده في الجمهوريات السوفيتية السابقة لم يتوقف.
 
يُعد المقاتلين الروس ومن الجمهوريات الإسلامية في القوقاز من أكثر العناصر تدريباً وشراسة في ساحة القتال في سوريا، ووفق بيانات مجموعة صوفان جروب وبعض المصادر الرسمية الروسية فإن عدد المقاتلون الروس في سوريا يتجاوز حوالي 2400 مقاتل، بينما يتراوح عدد الناطقين بالروسية ضمن صفوف داعش في سوريا ما يتراوح بين 5000 و7000 مقاتل وفق مصادر متعددة، كما تعد اللغة الروسية اللغة الثالثة في الترتيب لدى داعش بعد العربية والانجليزية، بحسب مركز «المستقبل».
 
وتتمثل أهم الجماعات المتطرفة في القوقاز في كتيبة جولمورود هاليموف في طاجيكستان، وجماعة خاسافيورت، وتنظيم جوهر جوادايف وكتيبة أبو عمر الآذاري، وحركة أوزبكستان الإسلامية وجماعة العصابة الجنوبية في داغستان ومجموعة أوخوفسكا. 
 
الدوافع 
مجموعة من الدوافع تقف وراء تلك الهجمات، حددها الباحث محمد عبد الله يونس، في قراءته «لماذا أصبحت روسيا في صدارة أهداف التنظيمات الإرهابية؟»، أهمها اتجاهات الانتقام والثأر، وتكشف رسوم الجرافيتي باللغة الروسية المنتشرة في مدينة داريا السورية عن سعي المقاتلين الروس لنقل ساحة القتال إلى الداخل الروسي، حيث اعتاد المقاتلين الروس الدواعش رسم عبارات من قبيل «اليوم سوريا وغداً روسيا»، و«أيها الشيشانيون والتتاريون انتفضوا»،  و«بوتين، سوف نصلي في قصرك».
 
يضيف أن التنظيم الإرهابي يستغل حالة الاحتقان لدى بعض الشباب في دول آسيا الوسطى وجمهوريات القوقاز لاستقطابهم لصفوفه، ففي منتصف يوليو 2015 أعلن التنظيم عن إطلاق قناة «فرات ميديا» الناطقة بالروسية على مواقع التواصل مثل فيسبوك وتويتر وتمبلر، وهو ما ارتبط بسعي داعش للضغط على المناطق الحدودية الرخوة لروسيا مع بلاد وسط آسيا. 
 
الباحث أوضح أن الانحياز الروسي لإيران في ظل الضغوط الأمريكية عليها، دافعًا للهجموات، وقال: «يرتبط تصاعد استهداف التنظيمات المتشددة لموسكو بالدعم المباشر من جانب روسيا للمحور الإيراني في الشرق الأوسط وخاصة نظام الأسد في سوريا وحزب الله اللبناني بالإضافة للتحالف الوثيق بين إيران وروسيا الذي تم تتويجه بالسماح لموسكو باستخدام القواعد العسكرية الإيرانية، ففي خضم الاحتقان الطائفي والمذهبي الحاكم للصراعات الأهلية في الإقليم، فإن روسيا أضحت ضمن المعسكر الشيعي وفق القيادات الدينية المتطرفة، وهو ما أدى للتتابع الفتاوى من جانب قيادات التنظيمات الإرهاب بضرورة استهداف روسيا باعتبارها الداعم الأهم للقوى والميليشيات الشيعية في مواجهة الفصائل السنية وفق رؤيتهم».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق