آخرها «خان شيخون».. من يدعم الحملات الإعلامية ضد النظام السوري؟

الأربعاء، 05 أبريل 2017 05:45 م
آخرها «خان شيخون».. من يدعم الحملات الإعلامية ضد النظام السوري؟
احداث خان شيخون
كتبت - شيريهان المنيري

يبدو أن الأزمة السورية كلما اقتربت من الحل، تظهر أيادي خفية تُعيدها عدة خطوات للوراء؛ فبعد أن اتفق الزعماء العرب في القمة العربية الـ 28، التي تم عقدها الأربعاء الماضي في الأردن، على التسوية السياسية والحل السلمي في سوريا، اشتعلت الساحة العربية ولاسيما العالمية غاضبة، مما تم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء، من مقاطع فيديو لمشاهد مؤلمة بمحافظة إدلب بسوريا جراء هجومًا بالأسلحة الكيميائية، بحسب ما تم تداوله.

وتحت عنوان «خان شيخون» و«مجزرة خان شيخون»، انطلقت حملة هجومية شرسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص «تويتر»، مُنددة بالحادث الذي تم في تلك المنطقة السورية، وما أسفر عنه من سقوط ضحايا وخاصة من الأطفال، ما دفع المغردين إلى انتقاد النظام السوري، والرئيس بشار الأسد، ووصفه بأنه مجرم حرب، وأنه المسؤول الأول عن تلك المجرزة.

وتُعد تلك الحملة الإعلامية الشرسة، التي تستخدم «السوشيال ميديا» سبيلًا رئيسيًا لها، ليست الأولى من نوعها، فعلى مدار العامين الماضيين، شهدنا 3 حملات مُشابهة، بدأت في سبتمبر من عام 2015، بأشهرها حيث صورة الطفل السوري الغريق إيلان، والتي هزت المشاعر الإنسانية حول العالم أجمع.

وفي يناير من عام 2016 انطلقت حملات تحت عناوين #حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعا، و#مضايا_تموت_جوعا، و#مضايا، وبعنوان #حلب_تحترق، انطلقت حملة في نفس السياق في إبريل من العام ذاته، تناولت التغريدات من خلاله انتقاد «الأسد» ونظامه، واتهامه بالقيام بما وصفه المغردون بالمجازر في حق الشعب السوري.

ونلاحظ أن العامل المشترك في الحملات الـ4 هى الصور ومقاطع الفيديوهات التي تتناول الأطفال في مضمونها بشكل أساسي، فهي تكون أكثر تأثيرًا في الرأى العام، وتحريك اتجاهاته، لما يصُب في صالح وجهة نظر مُحددة.

كما أن الصور والمقاطع التي تداولها المغردون والنشطاء، أصبحت هي المصدر الأساسي الذي تستمد منه المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء للخبر، فإعلاميًا انتشار المواد العلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يكون مثل النار في الهشيم، وخاصة عندما يمس المشاعر الإنسانية، وأيضًا عندما تحركة حملات إعلامية مُنظمة، ولكن يصعب تحديد مدى مصداقيته، طالما كان من حسابات غير معلومة أو موثقة.

تغريدة تم تداولها على نطاق واسع على موقع «تويتر»، منذ أمس الثلاثاء، شككت في قيام النظام السوري بذلك الهجوم، حيث غرد حساب يُدعى فراس كرم، والذي عرفه المغردون الخليجيون بأنه مراسل ينتمي للمعارضة السورية المسلحة، قائلًا: «غدًا انطلاق حملة إعلامية لتغطية كافة الغارات الجوية على ريف حماة واستخدام الكلور السام بحق المدنيين»، وسخر المغردون من تلك التغريدة، حيث جاءت في فجر يوم هجوم «خان شيخون»، مُتهمين الجماعات المسلحة بالقيام بها، وأن الدليل هو أن الموالين لهم عرفوا بموعد الهجوم قبل حدوثه.

وحاول «كرم» توضيح موقفه بأنها مصادفة تزامنت مع الهجوم الجديد، في حين أنه كان يتحدث عن هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية وقع في ريف حماة بالفعل، ولكن لم يتقبل المتابعون ذلك الأمر، واصفين إياه بالكذب والتضليل.

وأشار عدد من المغردين الإماراتيين إلى تعجبهم من موقف «دعاة الفتنة» حول هجوم «خان شيخون»، وقال الكاتب الإماراتي، علي الحمادي، عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: «بالأمس تهللون فرحًا بسقوط الضحايا في روسيا، واليوم تبكون، لسقوط الضحايا في سوريا، ألم نحذركم من الشماتة»، مُضيفًا: «الإمتناع عن الدعوة للثورات أنفع من التباكي على ضحاياها».

وقال الداعية، وسيم يوسف: «هل يملك دعاة التحريض الذين رجعوا لبلادهم حياء الآن، وهم يشاهدون نتائج تحريضهم.. لا أدري هل هم جبناء عن الذهاب أم أنه النفاق؟!»، متابعا: «كان دعاة الزور يغردون بأمنية شراء مزرعة في سوريا أثناء الخريف العربي، فهل سيغردوا الآن أم يجاهدوا أم يتباكوا، لك الله يا سوريا».

كانت المعارضة السورية أعلنت أمس الثلاثاء، أن ضحايا هجوم «خان شيخون» في محافظة إدلب، وصل إلى 80 قتيلًا و200 جريحًا، بحسب «سبوتنيك» الروسية، كما اتهمت المعارضة السورية، الجيش السوري بإستخدام الأسلحة الكيماوية وقتل المدنيين من خلال ضربة جوية. فيما أوضح عضو سابق في لجنة الأمم المتحدة بشأن الأسلحة البيولوجية والكيميائية، الخبير العسكري، إيغور نيكولين، أن الأسلحة الكيماوية التي كانت لدى «الأسد»، تم تدميرها منذ عام 2014.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة