بعد وفاة والدتهما.. «جمال» يقتل شقيقه «عمر» لخلافات على شقة العائلة

في إحدى الشقق البسيطة بمحافظة المنيا نشأ «عمر» و«جمال» قريبين من بعضهما البعض، يساند كل منهما الآخر ويدعمه حتى حصل عمر على بكالوريوس التجارة وأخذ يبحث عن عمل، ولما اسودت به الدنيا وعجز عن إيجاد وظيفة الأحلام، قرر الانتقال للغردقة ليعمل مع عدد من أصدقائه، فاجتهد في وظيفته لعشرة أعوام كاملة دون أن يكل أو يمل، لسد حاجة أسرته من المال وتوفير مصاريف زواجه وإثبات ذاته..  حتى جاء اليوم المشئوم ولقيت والدته مصرعها في حادث سيارة أثناء سفرها لزيارته في فصل الصيف.

أنقلبت حياة عمر رأسًا على عقب، فأدمن المُخدرات وأخذ يعاقر الخمور ليل نهار، وترك عمله ليقضي وقته مع فتيات الليل في الحانات.. فحاول «جمال» أن يثنيه عن طريق الدمار الذي أختاره لنفسه، فلم يستمع عمر لنصح شقيقه وازداد طغيانًا وانحرافًا، وقرر ترك الغردقة والعودة لمنزل طفولته خاصة بعد أن أنفق كل ما لديه على سهراته المشبوهة، فاصطحب معه «أم نورا» التي سبق وتعرف عليها خلال عمله ونشأت بينهما علاقة صداقة تطورت بعد ذلك.

سمع جمال صوت طرقات على باب الشقة فتوجه ليتحقق من هوية الطارق ليجد أخيه الصغير ومعه حقائبه وسيدة غريبة فساورته الشكوك نحوها، ورفض دخولها المنزل وهم أن يطردها إلا أن عمر دافع عن صديقته وأصر على بقائها معه في شقة والديه وسب شقيقه بأبشع الألفاظ، فثار الأخير لتصرفات أخيه، ونشبت بينهما مشادة كلامية ولكن سرعان ما هدأ عندما أقسم له شقيقه أنه متزوج من «أم نورا»، وأنه لا يقبل العلاقات المحرمة، فوافق على إقامتها معهم بعدما وعده عمر بإطلاعه على عقد الزواج.

عندما طالت فترة بقاء الغريبة دون أي دليل على صدق ذلك الزواج، ولاحظ جمال، تهرب أخيه في كل مرة يطلب منه العقد الرسمي أو العرفي الذي يؤكد صدق ما يدعيه، اضطر أن يُشرك أهله في الأمر ليتوصلوا جميعًا لحل في هذه المعضلة، فعقدت العائلة مجلس عرفي للبت في أمر الزواج الوهمي وتلك الغريبة وإقامتها بشقتهم دون صفة رسمية، وأقر المجلس بطرد «أم نورا»، بما يتفق مع شرع الله، ولكن عمر لم يأهبه للقرار، وأصر على بقاء صديقته في الشقة.

نشبت مشادة كلامية بين الأخين تطورت إلى مشاجرة بالأيدى، فأشتد غضب عمر وطالب ببيع الشقة وتوزيع قيمتها بالتساوي بينهما، ويسير كل منهما في طريقه، لكن مالك العقار لم يقبل هذا الحل، وقرر طردهم جميعا من الشقة وإغلاقها، لأنها إيجار قديم مفتوح بقيمة 100 جنيه في الشهر وليست تمليك، فلم يذعن جمال لقرار المالك، وعاد للشقة ليجد شقيقه قد استولى عليها، فتشاجرا وتناول عمر عبوة بيروسول كانت على إحدى الطاولات أمامه وشرع فى رش محتواها في وجه أخيه الكبير.

أسرع جمال متجهًا للمطبخ، وأمسك بسكين وإنهال علي أخيه بعدة طعنات، فسقط  على إثرها عمر أرضًا غارقًا في دمائه، بينما وقف الجاني مذهولا من فعلته للحظات قبل أن يطلق لساقيه العنان ويفر هاربًا تاركًا شقيقه قتيلا على باب الشقة، فتلقى قسم الشرطة بلاغا من أهالي المنطقة يفيد بمقتل «عمر.م» 39 عاما، على يد شقيقه «جمال.م» 44 عاما، استورجي، وبتقنين الإجراءات وعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة، نجحت القوات الأمنية في إلقاء القبض على المتهم.