أين اختفى أطفال الأحزاب المدللين؟

السبت، 08 أبريل 2017 03:30 م
أين اختفى أطفال الأحزاب المدللين؟
أطفال الأحزاب المدللون
كتب- مصطفى الجمل

بين ليلة وضحاها، هدأ ضجيجهم، واختفى طحينهم، لم يعد لهم نفس الأثر الماضي، خلت مقاعدهم، فبادرت مؤسساتهم بالتبرير، واكتفى البعض الآخر بالصمت الممهد للنسيان، خلال السطور المقبلة، نعرض تفاصيل اختفاء أبرز شباب الأحزاب والحملات السياسية، في ظروف غامضة، بعد أن  كان يطلق عليهم من زملائهم والمتابعين لأحزابهم «الأطفال المدللين». 
 
نادر بكار
 
نادر بكار
ظهر في بيئة نادراً، ما تصعد الشباب، ولا توكل لهم ولاية الأمر، ألا أنه  كان نادراً في اسمه وظروف تصعيده، ظهر نادر بكار عقب ثورة يناير متحدثاً باسم حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السفية بالاسكندرية، وسط اتهامات من أعضاء الدعوة السلفية له بأنه دخيل عليهم، هبط عليهم كالباراشوت، إلا أنه لم يعبأ بذلك، فظل يتدرج في المناصب حتى وصل لمنصب مساعد رئيس الحزب. 
 
كان لـ«بكار» دور كبير في انقسام حزب النور، وانشقاق عماد عبد الغفور أول رئيس له بمجموعة من مؤسسي الحزب، حاولوا فيما بعد تأسيس حزب الوطن السلفي، لكونه كان ينقل كل كبيرة وصغيرة عن الحزب لكبيرهم ياسر برهامي، بعد  الإنشقاق الذى حدث في الحزب وجد نفسه بدعم الأب الروحي له، ياسر برهامي متصدراً للصفوف، لم يخسر «برهامي» رهانه على الفتى الذي أبلى بلاءاً حسناً، واستغل الفرصة  وصعد مساعدا لرئيس حزب النور، ليتحكم فيما بعد في كل أمور الحزب. 
 
الشاب السلفي الحاصل على بكالريوس التجارة بدرجة مقبول، بعد ثورة 30 يونيو بعامين، أطل على الجميع بلحية  مهذبة، لا تنم عن مظهر سلفي معلناً من الولايات المتحدة الأمريكية، في مفاجأة مدوية حصوله على منحة للدراسة بجامعة «هارفارد» الأمريكية، ليختفي بعدها الفتى السلفي المدلل في ظروف لم يكشف تفاصيلها حتى الآن، أي من أعضاء الدعوة ولا الحزب السلفي.
 
بدران
 
محمد بدران
كان سهماً صاعداً، لا أحد يقدر على توقيفه، ولا كبح جماح طموحه، لم يتخط الـخامسة والعشرين، واستطاع مرافقة كبار رجال الدولة، حتى وصل إلى الاقتران بالرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه لقناة السويس الجديدة، تنبأ له الكل بأن يقلد منصباَ وزارياً خلال سنوات قليلة، إلا أن الرياح أتت بما لم تشته السفن، واختفى أول رئيس حزب شاب في مصر، في ظروف مشابهة لظروف اختفاء «بكار»، فبعد أن أعلن  الحزب عن خروج «بدران» لتلقي منحة  دراسية بالخارج، قد تمنعه عن ممارسة مهامه بالحزب، لمدة شهور قليلة، سيعود بعدها إلى أرض الوطن، مرت شهور على الشهور، ولم يعد الفتى، ولم تستقم أمور الحزب، الذي عانى منذ فترة من انشقاقات عدة، أثؤت على مسيرته السياسية، حتى أعلن «بدران»، في سبتمبر من العام الماضي، استقالته من رئاسة الحزب، لينهي  مشواره السياسي القصير. 
 
حسام مؤنس
 
حسام مؤنس
بزغ نجمه، مع أول انتخابات رئاسية عقب ثورة يناير، ظل مرافقاً للمرشح المحسوب على تكتل الثورة حمدين صباحي، حتى عرف حسام مؤنس،  باسم «فتى حمدين المدلل»، صغر سنه، لباقته، إلمامه بأمور السياسة وما يدور في فلك الرأي العام، حجز له مكانة مميزة، بين أبناء جيله. 
 
بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأولى والثانية، التي شارك فيها «صباحي»، خفت نجم «مؤنس»، وقبع بعيداً عن الأضواء، التي كانت مسلطة عليه بفعل وجوده أحد المسئولين عن حملة مرشح رئاسي بارز، وطارت كل التلميحات التي كانت تربط بينه في رحلة صعوده السياسية السريعة، وأبيه الروحي حمدين صباحي، ليكتفي «مؤنس» بكتابة بعض المقالات، بمواقع اخبارية، غير واسعة الانتشار. 
 
نبوي
 
محمد نبوي
لم يكن له نصيب سالفي الذكر من الانتشار السياسي، فأعلى منصب وصل له هو منصب ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻹﻋﻼﻣﻰ ﺑاﺳﻢ ﺣﺮﻛﺔ «ﺗﻤﺮﺩ»، التي كانت أحد أسباب الثورة على نظام الاخوان، بعد الثورة وانقسام «تمرد»، فضل محمد نبوي أن يظل مرافقاً لمؤسسة تمرد السابق وعضو مجلس النواب الحالي، محمود بدر، عله أن يجد ضالته التي يسعى إليها، منذ تأسيس الحملة، فحاول أن يدخل مجلس النواب عن طريق المقاعد الفردية، إلأ أنه وجد الطريق مسدوداً أمامه، بترشح أباطرة للانتخابات في نفس دائرته شبين الكوم، بمحافظة المنوفية. 
 
بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، التي لم ينجح فيها من أعضاء تمرد، سوى عضو واحد، اختفى «نبوي» عن الساحة السياسية، شأنه في ذلك شأن باقي أعضاء «تمرد». 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق