الرسائل الأمريكية من قصف مطار «الشعيرات» العسكري

الأحد، 09 أبريل 2017 08:00 ص
الرسائل الأمريكية من قصف مطار «الشعيرات» العسكري
قصف مطار «الشعيرات» العسكري
كتب - محمد الشرقاوي

59 صاروخًا من طراز «توماهوك»، استهدفن مطار الشعيرات الجوي جنوب شرق مدينة حمص السورية الجمعة الماضية، كتبت عليهن القيادة الأمريكية رسائل هامة لعدة جهات دولية، الأمر الذي سيكون له تداعيات على نواحي عدة.

«تداعيات الضربات الجوية الأمريكية ضد النظام السوري» عنوان رسالة «تقدير موقف» نشرها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، قال في إن تلك الضربات جاءت على خلفية التلويح الأمريكي في 6 أبريل الجاري بدراسة خيارات عسكرية في سوريا للرد على استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي مؤخرًا في إدلب.

 

لماذا الشعيرات؟

لمطار الشعيرات أهمية عسكرية وإستراتيجية، حددها المركز البحثي، أولًا بأنه أكبر قاعدة جوية سورية في منطقة وسط سوريا، إذ يشكل 25% من القدرة الجوية للجيش النظامي، وفيها اللواء 22 جوي مختلط حيث يحتوي على طائرات الميج والسوخوي – روسية الصنع، ومدرجي إقلاع بطول 3 كم، بالإضافة إلى دفاعات جوية من طراز سام 6.

المطار يعد ثاني أكبر القواعد السورية من حيث الأهمية والحجم، لأنه يحوي 40 حظيرة إسمنتية محصنة تضم 3 أسراب من الطائرات، توفر بدورها الغطاء الجوي للجيش السوري والميليشيات الشيعية التي تواجه الميليشيات المعارضة في ريف حمص وريف حماة وريف حلب الغربي.

ويتمركز بالقرب من قاعدة «الشعيرات» الجوية قوات من الحرس الثوري الإيراني وفصيل النجباء، والتي تعد امتدادًا لمجموعات حزب الله من القلمون حتى ريف حمص.

أسفرت الصورايخ الأمريكية الصنع عن تدمير الحظائر والملاجئ الحصينة للطائرات السورية في القاعدة الجوية، وكذلك مخازن السلاح وأنظمة الدفاع الجوي، وذلك لضرب كل هدف بصورة متكررة بالصواريخ، وهو ما أدى إلى دمار شامل في البنية التحتية والمعدات العسكرية، كذلك خروج القاعدة من الخدمة العسكرية تقريبًا غير أن القيادة العسكرية للجيش السوري أعلنت في بيان لها الجمعة عودة المطار للعمل مرة أخرى.

 

الأهداف الأمريكية

حددت الدراسة الحديثة للمركز تطلعات الإدارة الأمريكية قالت إن هناك مجموعة من الرسائل المتعددة، أولها إقناع النظام السوري بأنه إذا كانت أولوية الإدارة الأمريكية الحالية هي الحرب على الإرهاب وليست إسقاط النظام، فإن ذلك لا يعني التجاوز عن ممارساته التي لا تتوافق مع السياسة الأمريكية.

إضافة إلى تنبيه الرئيس بشار الأسد إلى أن عنف العملية وقوتها التدميرية يمكن تكرارهما عند الضرورة، وأن على النظام السوري أن يُدرك ذلك جيدًا، وتطويع الموقف السياسي للنظام السوري، من خلال إجباره على تقديم تنازلات في العملية السياسية الجارية، سواء في مفاوضات الآستانة أو جنيف.

أيضًا أن تحالف النظام مع روسيا وإيران لن يحول دون قيام الولايات المتحدة بإجراءات منفردة لعقابه، طالما أنه غير جاد في الوصول للحل السياسي، وأن الولايات المتحدة لديها القدرة على إقامة مناطق آمنة في المنطقة التي تم استهدافها، مع فرض حظر جوى مستقبلاً.

من بين الرسائل مخاطبة القطب الروسي بأن استخدامه حق «الفيتو» في مجلس الأمن لحماية بشار الأسد، لن يحول دون عمليات عسكرية مضادة للنظام السوري، وأن الولايات المتحدة لديها القدرة على ممارسة ذلك بصورة منفردة.

من بينها أيضًا محاولة استعادة حجم وطبيعة العلاقات مع أنقرة للتأثير على التقارب التركي - الروسي، حيث إن تدمير القاعدة الجوية السورية يعني إتاحة مجالات حركة أوسع للتنظيمات العسكرية ذات الصلة بتركيا خاصةً «أحرار الشام» و«نور الدين الزنكي».

وانتهت الدراسة إلى أنه من المرجح عدم تصاعد العمليات العسكرية في سوريا خلال المرحلة المقبلة، وأنه من المرجح أيضًا تصاعد نشاط الفصائل العسكرية في كل من ريف حمص وريف حماة خلال المرحلة المقبلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة