ضد المنطق.. حُب المعرفة

السبت، 08 أبريل 2017 09:13 م
ضد المنطق.. حُب المعرفة
ميران حسين تكتب:

يتميز الإنسان بحُبه الشديد للمعرفه والفضول لها إلا فى مصر ، للأسف عندنا يتميز الإنسان بكرهه الشديد للمعرفة والهروب منها

إمتي وإزاي ده حصل ماعرفش بس المحصلة النهائية إن الشعب بيتعامل مع الثقافة على إنها رجس من عمل الشيطان

حظك السيء والتعس ممكن يخليك تطلع كاتب في مجتمع كاره للقراءة وللكتب، كونه يمسك كتاب ويقرأ دي معاناة رهيبة تتشابه مع معاناة ضربات الترجيح في الكورة.

كلامي مش تعميم لأن لسه فيه قلة منحرفه مهتمه بالقراءة والثقافة والعياذ بالله، كلامي هنا موجه للفئة العظمى في المجتمع اللي بتعتبر القراءة وجع قلب ودماغ.

ما تقولش الشعب ما بقاش عنده وقت للقراءة وإنه غلبان وبيجري على أكل عيشه والله كلنا غلابة وبنجري على أكل عيشنا وبنطفح الدم كمان بس ده مش معناه أننا نبقى جهلة أو مغيبين أو من أصحاب العقول المظلمة.

صدقني اللى عايز يقرأ هيقرأ واللي عايز يفهم هيفهم واللي عايز ينور عواميد إضاءة شواع مخه هيعمل كده، لسه فيه وقت للقراءة وأكبر دليل المواصلات اللي بتاخد نص يومنا مكن نستغلها ونقرأ فيها ده لو فعلاً عايزين.

طبعاً أنت معتبرني ببالغ بس المُصيبة إني مش ببالغ أنا بتكلم عن وقائع وحقائق حصلت معايا شخصياً حظي المهبب خلاني أشوف نوعيات في المجتمع محتاجة قنبلة ذرية تخلص عليهم وعلى الوباء الفكري الموجود في دماغهم.

جرب تقول لحد روح أقرأ وبعدين تعالى ناقشني أو تقوله إجابة سؤالك موجودة في البرنامج الفلاني أو الكتاب العلاني، طبعاً مش هيروح بس هيفضل يسأل ويسأل ويسأل لحد ما يجننك، هو ماتعودش يفكر أو يبحث عن المعلومة هو اتعود تتقاله على الجاهز تطلع صح تطلع غلط مش هتفرق معاه بالنسبة له النتيجة واحدة إنه عمال يلعب لسانه إنما يجرب يلعب عقله ويشغله لا وألف لا دي حاجة ضد كل مبادئه.

كل ده كوم وكونك تتجنن وتقرر تسوق لكتبك ده كوم تاني خالص لأنك هتصطدم بشخصيات هُلامية ما كانتش تخطر على بال إطلاقاً.. هتلاقي اللى عنده استعداد يخرج مع حته طرية (مزة) على حد قوله وتعبيره ويدفع في الخروجة 200 أو300 جنيه إنما يشتري كتاب بـ50 أو 60 جنيها لا طبعاً دي سُبة وعار إنما الخروج  مع المزة حاجة مفيدة ومُبهجة ونتائجها مُبهرة ومش هقدر أقول باقى الآراء اللي سمعتها عن الخروج مع المزة وأهميتها.

وهتلاقي اللي تفكيره كله في المُنكر أي الخمور والخمور هنا بتنقسم لثلاثة أقسام:

القسم الأول الراقية (الغالية)، القسم الثاني اللي بيعمي (الرخيصة) ووسط البلد مليانة من المحلات دي ماشاء الله بتتكعبل فيهم عادي جداً، القسم  الثالث كوكو الضعيف زي مابيقولوا أي البيرة.. وأحب أقولك لو غلطت غلطة عمرك وسألت واحد فيهم إيه فايدة اللي أنت بتشربه ده هتكون إجابته واقعيه جداً هيقولك وإيه فايدة الكتب هي ناقصه هم الواحد عايز ينفض دماغه من كل القرف اللي شايفة في حياته الواحد بيدور على أي حاجة تعدل مزاجه وتسعده مش حاجة تخليه يركز ويفكر (صاحب مبدأ برضه مانقدرش نقول حاجة).

وهتلاقي كمان اللي همه المخدرات ومش هيفرق نوعيتها إيه حدث ولا حرج، حشيش شغال، بانجو مش بطال، ترمادول وهو المطلوب وبيبعزق فلوسه على الحاجات دي عادي جدا إنما يدفعها في كتاب ويقرأ ويشيل العناكب اللي معششة في دماغه لا وألف لا أنت كده واهم وبدأت تخرف وممكن تترجم لو طولت في الكلام أنت عايزهم يفوقوا ويشغلوا مخهم يب عليك كان غيرك أشطر.

وفيه مجموعة تانية على النقيض تماماً ومالهش في كل اللي فات ده خالص طبعاً هتفرح وتقول فُرجت وصلنا للقلة المُنحرفة المثقفة اللي غاويه قراءة

ههههههه غلبان وعبيط أحب أقولك دول بقى ألعن وأضل سبيل دول ماشين بمبدأ محاكم التفتيش والكهنوت الديني كلمة حراااااااااااااااام لبانة في بوقهم 24 ساعة لو حاولت تناقشهم وتعرف ده حرام ليه مش هتلاقي غير إجابات مقولبة من عينة الموسيقي حرام، الرسم حرام، التمثيل حرام وعيشتك المهببة كلها حرام في حرام وعلشان كده هتدخل النار.

بالنسبالهم مش مهم تكون بتعمل حاجات كويسة ترضي بيها ربنا طالما أنت مش ماشي على أفكارهم وأهوائهم  فربنا هيولع فيك وفي اللي جابوك وعمرك ما هتدخل الجنه ولا هتشم ريحتها، العالم دي جوه عقل كل واحد  فيهم كائن داعشي صغير متربع ومستقر في دماغهم ده لو كان فيه دماغ  أصلاً.

في النهاية بتكتشف إن المجتمع مقسوم لقسمين: عالم جهلة ومُغيبة، عالم جهلة ومتعصبة.. وبتوصل إنك تصطدم بالحقيقة المرة دي كونك كاتب وسط مجتمع جاهل مصيبة.. كونك كاتب وسط مجتمع مُغيب كارثة.. كونك كاتب وسط مجتمع جاهل ومُغيب ومُصمم يفضل علي وضعه ده وبيقاوم أي محاولة لشده للنور وجعله إنسان مُثقف ده بقي اللي فعلاً ضد المنطق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق