«مصر» وحقيقة الموقف «القطري»

الأربعاء، 12 أبريل 2017 04:51 م
«مصر» وحقيقة الموقف «القطري»
صبرى الديب يكتب

لسيت هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها في هذا الموضوع، ولن تكون الأخيرة، طالما أن هناك كشف للحقائق، تجاه كل ما ينشر أو يذاع عن الاتهامات التي توجه للنظام الحاكم في قطر، برعاية ودعم كل عمليات الإرهاب في مصر.
 
فعلى الرغم من وجود دلائل تؤكد اتخاذ النظام القطري موقف عدائى واضح من مصر، إلا أنني لا أدرى ماذا يمنع الحكومة المصرية حتى الآن، من اتخاذ موقف واضح ومعلن من تلك التصرفات الاستفزازية، وإعلان الدلائل وبراهين تؤكد ذلك، والاستمرار على ذات الموقف الباهت الذي لا يرتقي إلى مواقف الدول القوية ذات السيادة، التي تستطيع الرد على من يعتدي أو يتدخل في شئونها الداخلية، وترك الأمر لإدارة وسائل الإعلام، وتطاول المشككين. 
 
ولاسيما وأن التقصير في كشف المواقف والمؤامرات القطرية طوال الفترة الماضية، قد قلب الصورة أمام العالم الخارجي، وتحولت الدولة المصرية في أنظار العالم الخارجي إلى "كاذبة" وتصف النظام القطري بما ليس فيها، وهو ما حدث بالتحديد في الانحياز الخليجي الواضح للموقف القطري، من خلال بيان أصدرته الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي منذ عدة أشهر، استنكر فيه وبشدة الاتهامات الذي وجهها مندوب مصر في الجامعة العربية لقطر برعاية الإرهاب، ووصف الاتهام بأنها عارية تماما من الصحة.
 
ولعل الغريب في أمر الموقف المصري، أنه منذ أن بدأت الشرارة الأولى لثورة الـ 30 من يونيه، والإعلام المصري لم يتوقف يوما عن لعن قطر، والدور القطري الداعم للإرهاب، وعن مؤامرة قطرية لزعزعة الاستقرار وتهديد أمن البلاد داخليا وخارجيا، بدليل توجيه أجهزة الإعلام المصرية اتهاما مباشرا للدولة القطرية ولـ"قناة الجزيرة" ببث وقائع تفجيرات خطيرة وقعت في سيناء، وراح ضحيتها العشرات من الشهداء، على الهواء مباشرة.
 
وتكرر الموقف عندما نشرت أجهزة الإعلام المصرية، نقلا عن مصدر أمني بوزارة الداخلية "أن قناة الجزيرة القطرية بثت خبر انفجار عبوة ناسفة أمام الشهر العقاري خلف محكمة مصر الجديدة قبل وقوعه بدقيقتين" وحتى بعد الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة، والذي يحرض بشكل واضح وصريح على القوات المسلحة، لم يخرج مسئول مصري رسمي واحد للتعليق، وترك الأمر كاملا لهجوم وسائل الإعلام، دون أن يخرج مسئول رسمي أيضا ليؤكد أو ينفي حقيقة تلك المؤامرات التي ترتقي إلى درجة العداء.
 
المؤكد أن قطر دولة متأمرة وراعية للإرهاب، وتكن كل الكره والعداء لمصر، إلا أن الصمت غير المبرر، وترك الأمر للإعلام، يضع كثيرا من علامات الاستفهام داخليا، وينعكس بشكل سلبي على صورة مصر خارجيا.
 
أرجو أن يخرج مسئول واحد، ويعلن على الملأ دلائل وبراهين المؤامرة القطرية، والموقف الرسمي المصري من تلك الدولة، وكشف الأمر أمام العالم، وأوض الصورة للمتشككين، وعدم ترك الأمر بهذا الغموض، ولاسيما وأن العلاقات بين الدول لا تصف سوى بأنها "صديقة" ونحتفظ معها بعلاقات طبيعية، أو "معادية" لأسباب معلنة، وفي الحالة الأخيرة لابد ألا تتسم المواقف بالميوعة والتواري وراء الإعلام، خاصة إذا ما كان الأمر يتعلق بالأمن القومي للبلاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة