مديرة اليونسكو تزور أول موقع مدرج على قائمة التراث العالمي بالإمارات

الأربعاء، 12 أبريل 2017 04:13 م
مديرة اليونسكو تزور أول موقع مدرج على قائمة التراث العالمي بالإمارات
إيرينا بوكوفا تزور أول موقع مدرج على قائمة التراث العالمي بالإمارات
كتب بلال رمضان

قامت إيرينا بوكوفا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، بجولة في مدينة العين، التي تحتضن أول موقع تراثي إماراتي يتم إدراجه على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

ورافق إيرينا بوكوفا، خلال جولتها محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، اليوم، وبدأت الجولة في واحة العين، وشملت زيارات لعدد من المواقع التاريخية والثقافية منها قصر المويجعي وقلعة الجاهلي. وتزامنت زيارة مدير عام منظمة اليونسكو مع انعقاد القمة الثقافية 2017، التي تستضيفها منارة السعديات في المنطقة الثقافية في السعديات بالعاصمة الإماراتية على مدى خمسة أيام.

تقع واحة العين في قلب مدينة العين وتعتبر أكبر واحاتها وأحد أقدم التجمعات البشرية المأهولة في العالم حيث يعود تاريخها إلى 5 آلاف سنة، وما زالت مزارع النخيل فيها خصبة ومثمرة.

وترسم هذه المواقع الأثرية صورة واضحة للتحول الثقافي عند الانتقال من المجتمعات المرتحلة إلى المجتمعات المستقرة حول الواحات، وتعتبر هذه الجولة عنصراً محورياً في التجربة المتكاملة في واحة العين.

وتضمنت الجولة منطقة الواحة المصغرة، وهي تجربة تفاعلية تحاكي الواحة الحقيقية تمكن الزائر من اكتشاف شبكة نظام الفلج التي تنقل المياه إلى مزارع النخيل من الجبال القريبة، وجولة على طول الممرات المائية المتدفقة إلى مزارع النخيل، وصولاً إلى حديقة الواحة للتعرف على نموذج الزراعة ثلاثية الدورات التي ساهمت في تحقيق الاكتفاء الذاتي لسكان العين قديماً وخلق مناخ بيئي تنفرد به الواحة.

وتضمنت الزيارة أيضًا المركز البيئي، الذي يروي قصة نشأة الواحة وأهميتها بالنسبة لأبناء العين وأبوظبي. ويعكس التصميم المبتكر لـلمركز عناصر الواحة المستوحاة من سعف النخيل المتشابك، بالإضافة إلى استخدام مواد منسجمة مع بيئة الواحة.

وقدم محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، شرحًا توضيحيًا لـ«بوكوفا» عن «نقطة النجفة» والمناظر الطبيعية لمدينة العين من خلالها، والتي تعكس أصالة العين وتميزها وبيئتها الصحراوية الفريدة، وتجربة العديد من العناصر التراثية الأخرى التي تجسد تقاليد الحياة اليومية في الواحة، ومنها حوض «الشريعة» الذي يعد مكوناً هاماً من نظام الفلج استخدمه الأجداد في الماضي لري عطشهم وظمأ حيواناتهم. ولعبت «الشريعة» دوراً اجتماعياً هاماً باعتبارها فضاء للحوار والترفيه والاستخدامات اليومية.

وخلال الجولة، قال محمد خليفة المبارك: تعتبر العين ومواقعها التاريخية مثالاً يحتذى به كأحد المواقع الثقافية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ودليلاً على التزامنا وجهودنا المستمرة لصون تلك المواقع التي لا تقدر بثمن والتي تجسد الغنى الثقافي لتاريخ دولة الإمارات. وقد ركزنا جهودنا لضمان وضع أطر عمل ملموسة لحماية التراث الثقافي لصالح أجيال المستقبل.

وتم إدراج مواقع العين التاريخية على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو عام 2011، وهي مدافن جبل حفيت التي تمثل العصر البرونزي، والتجمعات البشرية الأثرية في منطقة هيلي، وآثار ما قبل التاريخ في بدع بنت سعود، وست واحات من بينها واحة العين. وتقف العين شاهداً على تفرد المنطقة الثقافي ومشهدها الطبيعي الذي يجمع بين الصحاري والجبال والواحات، وتكتسب أهميتها من موقعها الضارب في التاريخ على طرق التجارة التاريخية والتبادل الثقافي لشبه الجزيرة العربية، وكذلك قدرة سكانها التاريخيين على تحدي كل عوامل الطبيعة الصعبة، وبناء مجتمعاتهم والاستمرار بها منذ حقبة العصر الحجري الحديث وحتى يومنا هذا.

مديرة اليونسكو: ملتزمون بالعمل عن قرب مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لتوطيد علاقتنا

بدورها قالت إيرينا بوكوفا، المدير العام لمنظمة اليونسكو: إن المواقع التراثية والثقافية في مدينة العين تشهد على الغنى الثقافي والحضاري لدولة الإمارات. ونحن في اليونسكو ملتزمون بالعمل عن قرب مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لتوطيد علاقتنا الوثيقة من أجل إرساء قيم الهوية الثقافية والتاريخية، وضمان تضافر المجتمع الدولي لصونها. ويسعدني هنا أن أثني على جهود الجهات الثقافية التي تعمل على ترسيخ قواعد لرؤية ثقافية قوية قادرة على إنجاز النمو المستدام وتمكين السلام. ويتوجب أن يستمر عملنا معاً، لنثبت عمق هذا الإرث وما يحمله من قيم للأجيال القادمة، وبهذا سنتمكن من تعزيز قدرتنا على دحر الكراهية والتطرف ومواجهة كل من يستغل عوامل الجهل لتدمير التاريخ وتهديد الثقافة.

وتزامنت زيارة مدير عام منظمة اليونسكو مع انعقاد القمة الثقافية 2017 التي تستضيفها أبوظبي، وشهدت حضور أكثر من 300 شخصية من القيادات الثقافية والإبداعية من القطاعات الحكومية والفنية والتراثية والتعليمية والإعلامية والعلمية والتقنية والعمل الخيري، لمناقشة مجالات العمل الثقافي المشترك، وسبل إنشاء علاقات تعاونية راسخة لمواجهة التحديات الحالية على المستوى الاجتماعي والثقافي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق