خبير بالشؤون الإفرقية يضع تصورًا لتفعيل دور مصر في القارة السمراء

الأربعاء، 12 أبريل 2017 05:10 م
خبير بالشؤون الإفرقية يضع تصورًا لتفعيل دور مصر في القارة السمراء
الرئيس السيسى
شيريهان المنيري

أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أيمن شبانة، على ضرورة أن تكون مصر على مقربة من الأحداث الجارية في إفريقيا، حيث التحركات التركية والقطرية وغيرهما من الدول العربية، موضحًا أن تلك التحركات يجب أن تكون بالتنسيق مع مصر ووفق خطة عربية محددة متفق عليها، مُشيرًا إلى أنه لا يعني رغبة في السيطرة على قرارات دول أخرى، ولكنه ينادي بالتنسيق وليس أكثر.

وقال لبوابة «صوت الأمة»: «أصبح كل من يريد أن يضيق الحصار على مصر أو يكايدها يذهب إلى أثيوبيا.. قطر تقوم بدور أكبر من حجمها ووزنها السياسي والإقتصادي، وأيضًا لا يتناسب مع ثقلها السكاني؛ فهى مجرد رأس حربة لقوى إقليمية دولية»، مضيفًا أن «هناك دول عربية أخرى تدعم سد النهضة لمكايدة مصر، وأخرى دون أن تشعر بأن هذا الأمر يمثل عنصرًا للضغط عليها، دون الإنتباه إلى أن ضعف مصر هو ضعف للأمة العربية كلها».

وأشار «شبانة» إلى دراسة سابقة له صادرة عن معهد البحوث والدراسات الإفريقية – جامعة القاهرة؛ بعنوان «الدور المصري في إفريقيا.. الواقع الراهن وآليات التفعيل»، والتي تتضمنت عدد من آليات تفعيل الدور المصري في إفريقيا، تمثلت في، ضرورة تدعيم العلاقات الاقتصادية مع الدول الإفريقية، وخاصة في ظل أن القرار السياسي لأغلب تلك الدول أصبح مرتبطًا بالمعونات الخارجية، والدعم الإقتصادي الذي تتلقاه من هذا الطرف أو ذاك.

أيضًا شدد أستاذ العلوم السياسية على أهمية الإتجاه لتعزيز العلاقات الشعبية المصرية الإفريقية، موضحًا أنها أقوى من العلاقات بين الحكومات الحاكمة، مشيرًا إلى أن ذلك الأمر يتحقق من خلال تبادل زيارات الوفود الشبابية والنسائية، وإنشاء وحدات خاصة بإفريقيا في الأحزاب المصرية ومنظمات المجتمع المدني، وإحياء الترابط بين الطرق الصوفية في مصر وإفريقيا، وتنظيم المعارض الفنية، وإقامة الأسابيع الثقافية المصرية والإفريقية، ومهرجانات الفنون الشعبية والموسيقى الإفريقية.

ولفتت الدراسة إلى أهمية تطوير الرسائل الثقافية والإعلامية الموجهة لإفريقيا، وتفعيل عناصر القوة الناعمة للدولة، موضحًا لبوابة «صوت الأمة»، أنه يجب تطوير الإذاعات الموجهة لتلك الدول الإفريقية، حيث تعمل منذ عام 1953، ومن ثم أصبحت في حاجة ملحة إلى التحديث لتواكب التطورات، وطالب أيضًا أن تكون لمصر قناة فضائية موجهة لإفريقيا باللغات الإفريقية. هذا إلى جانب ضرورة تطوير النظام الذي تتبعه الجامعة المصرية المخصصة لأبناء السودان في القاهرة، قائلًا: «أنا جايبهم يتفاعلوا ويندمجوا مع المجتمع المصري ليكونوا قوة فاعلة لمصر في دولهم، وبالتالي لازم يكون الطالب السوداني جنبه طالب مصري يتفاعل معه، مش تقتصر على السودانيين فقط.. أنا جايبه يتلقى العلم ويندمج مع المصريين، ويتواصل معاهم بعد ميرجع لبلده». كما استنكر في تصريحاته الخاصة لـ«صوت الأمة» عدم وجود جدارية واحدة أو نصب تذكاري في مصر يرمز لإفريقيا.

وأكد «شبانه» خلال دراسته على ضرورة إنشاء هيئة عليا لتنسيق الجهود المصرية في إفريقيا، إلى جانب تفعيل دور مصر في التنظيمات الإقليمية والإفريقية، إلى جانب طرح المبادرات العلمية لدعم التعاون الإفريقي، وتعزيز المواقف الإفريقية في المفاوضات بشأن القضايا الدولية، والحرص على وجود مصريين بين قيادات تلك التنظيمات، وإقامة علاقات متميزة مع الدول الإفريقية المحورية في إطارها.

والجدير بالذكر أن الدراسة ذكرت أن المدركات السلبية المتبادلة بين مصر والدول الإفريقية تعتبر عائقًا حقيقيًا أمام إمكانيات التعاون بينهم، ونادت بضرورة تحسين الصورة الإدراكية المتبادلة، حيث يمثل ذلك البداية الصحيحة أو التمهيد السليم للإنطلاق نحو تأسيس علاقات سياسية واقتصادية وثقافية متنامية بين مصر ودول القارة.

وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثان، بدأ جولة إفريقية الاثنين الماضي، تشمل كل من أثيوبيا وكينيا وجنوب إفريقيا، إلى جانب تحركات سابقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمغرب، وعدد من دول الخليج، تجاه الدول الإفريقية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق