تطبيق قانون الطوارئ على ياسر برهامى وأمثاله

السبت، 15 أبريل 2017 12:35 م
تطبيق قانون الطوارئ على ياسر برهامى وأمثاله

هل الغرض من تطبيق قانون الطوارئ المواجهة الحازمة والقوية للإرهاب بتنظيماته وعناصره وذئابه وكلابه الضالة؟ هل هؤلاء فقط هم الذين يستحقون أن تفرض الدولة حالة الطوارئ؟ أم أن هناك من هم أولى بهذا الاستحقاق؟
 
هذا هو السؤال الذى يشغلنى منذ إعلان الرئيس السيسى الاتجاه إلى إعلان الطوارئ فى البلاد لمدة 3 شهور، فهل مَن فجّر  نفسه بحزام ناسف أو وضع قنبلة فى الكنيسة هو الدافع وراء حالة الطوارئ؟ أم أن القضية أكبر وأشمل؟ إن الطوارئ يجب أن تطبق على من استعمر العقل واحتله وسيطر عليه بالفتاوى المتطرفة والشاذة التى شاعت وانتشرت من طيور الظلام والتكفيريين ومشايخهم طوال السنوات الماضية وساحوا فى الأرض وعاثوا فيها فسادًا فكريًا وبثًا للفتنة الطائفية بفتاوى لم يحاسبهم عليها أحد، وأطلوا على شاشات الفضائيات واعتلوا المنابر الرسمية وغير الرسمية بالدعاء على «اليهود والنصارى» وتكفير المسيحيين، وتحريم أعيادهم٫ بل مجرد تهنئتهم أو إلقاء التحية عليهم، والتقليل من شأن المرآة واعتبارها«حشرة» فى الأرض.
 
من يستحق تطبيق الطوارئ إذن؟ الشاب الذى تم تضليله وحشو عقله بفتاوى الفتنة؟ أم هؤلاء من أمثال ياسر برهامى شيخ السلفية المتخلفة فى مصر والذى تحول الى أخطر أبواق الفتنة الطائفية فى مصر دون ردع أو حساب وحشد وراءه آلاف المغيبين من الجهلاء قام بغسل أدمغتهم بتوظيف الآيات القرآنية الكريمة وفق أغراضه ونواياه الخبيثة؟!
 
هؤلاء  هم من يستحقون مطاردتهم ومحاسبتهم وتطبيق الطوارئ عليهم، هؤلاء الذين أفتوا بتحريم تهنئة المسيحيين فى أعيادهم وعدم التودد إليهم والتجهم فى لقائهم، هؤلاء هم الذين فسروا القرآن الكريم وفق هواهم المضلل بجعل المسيحيين هم «الضالون المغضوب عليهم» فى سورة الفاتحة.
 
تطبيق الطوارئ واجب أولًا على من طالب وأفتى باعتبار المسيحيين كفرة وجب عليهم الذل والمهانة والتضييق عليهم فى الشوارع والطرقات واستباحة أموالهم ومحالهم التجارية وذهبهم. 
 
حاسبوا «عدو المسيحيين فى مصر» شيخ الدعوة السلفية ياسر برهامى الذى يمارس الطائفية بحرية نحسده عليها ضد الأقباط ويحرض على قتلهم وازدرائهم ويحرم رفع الهلال مع الصليب، طبقوا عليه قانون الطوارئ فهو الذى تربى على يديه قادة العنف فى السلفية الجهادية وتخرج من مدرسة الفتنة والتخلف الآلاف والملايين من البسطاء ومن أنصاف المتعلمين والجهلة، طبقوا القانون عليه وعلى العشرات من أمثاله من الذين اعتبرو المسيحيين» كفارًا وأهل ذمة في وطنهم.
 
فرة وعبيد وليس لهم حق الاختيار».
 
تاريخ طويل تاريخ من التكفير بين السلفيين بقيادة برهامى ويعقوب وحسان وغيرهم، وشهدت ساحات المحاكم أكثر من دعوى قضائية، رفعها الأقباط بسبب فتاوى نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامى، التى يصفها الأقباط بأنها تحريض عليهم، حيث رفعت حركة «أقباط متحدون»، دعوى قضائية ضد برهامى فى 2012، كما رفع المحامى القبطى نجيب جبرائيل، على برهامى، دعوى ازدراء أديان، بعد فتواه بعدم جواز تهنئة النصارى.
 
حاسبوا بالطوارئ من وضع أحاديث القتل والترويع المختلف على صحتها فى مناهج التعليم الرسمية وفى كتاب الدين الذى أصدرته الوزارة للطلاب تحت إشراف نخبة من علماء الإزهر أصحاب الآراء الوسطية المستنيرة، أو هكذا نتصور ونظن فيهم ذلك. وهى الأحاديث التى يستخدمها الارهابيون والمتطرفون ويردده أعداء الإسلام مثل الحديث الذى يدرسه طلاب الصف الثانى الثانوى فى كتاب الدين الرسمى الذى أورده البخارى عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أومرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة»..  إلى آخر الحديث المعروف والمتكرر فى عدة مصادر وبصور أخرى.
 
الطوارئ يجب أن تطبق على العقول العنصرية المتواطئة مع أفكار السلفية الارهابية والمعششة داخل مؤسساتنا الدينية والتعليمية والثقافية. 
 
التطبيق على من ترك المساجد فى الماضى سداحا مداحا لغلاة العنف من شيوخ النكد والفتنة والارهاب، وعلى من ترك مناهجنا مسرحا لأحايث الدم والقتل وقطع الرؤس وتمزيق المجتمعات الامنة وترويعها. على من ترك قصور الثقافة حتى تحولت الى خرابات. 
 
ذات يوم قال أحد قادة اسرائيل بعد توقيع اتفاقيات التطبيع مع مصر، أن صراعنا مع المصريين ليس مع السلاح الذى فى أيديهم ولكن مع الأفكار والمعتقدات ضد «إسرائيل» فى عقولهم. وهذا هو التحدى.
 
نجاحنا فى تطبيق الطوارئ هو علاج القضية من الجذور وفى العقول وبارادة سياسية قوية وواضحة وفى المقدمة منهم ياسر برهامى وأمثاله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق