الإرهاب لم يُمهل الأحبة.. «سارة» تفقد زوجها في تفجيرات «مارجرجس»

السبت، 15 أبريل 2017 04:58 م
الإرهاب لم يُمهل الأحبة.. «سارة» تفقد زوجها في تفجيرات «مارجرجس»
الشهيد مايكل نبيل راغب
كتب - إسلام ناجى

في السابعة من صباح الأحد الدامي، وصل «مايكل» لكنيسة مارجرجس بشارع علي مبارك القريب من محطة القطار بطنطا، برفقة زوجته الجميلة «سارة» وأبنته الصغيرة «بريسكلا»، بعدما أرتدى ملابس الشماس وحمل بين يديه السعف، وحالما وقعت عينيه على قوات الشرطة التي انتشرت على صفحة الكنيسة جهة الشرق، دعا ربه أن يمر اليوم بسلام، وينتهي القداس دون وقوع أي خسائر، ثم توجه إلى أصدقائه وأقاربه ليبادلهم التهاني، ويوزع عليهم السعف كعادته دائمًا قبل أن يدلف إلى الكنيسة برفقة أميرتيه الحسناوتين.
 
17862505_1837155883210652_8168855705934629011_n (2)
 
في الليلة السابقة، خلال احتفال «مايكل» و«سارة» بعيد ميلاد صغيرتهما «بريسكلا» الثالث، لاحظت الأم نظرات زوجها الطويلة لها وللطفلة، فشكت أن مكروهًا أصابه ويخشى أن يخبرها حتى لا ينتابها القلق، وأزدادت شكوكها عندما أطال «مايكل» إحتضان الصغيرة وأمتلئت عيناه بالدموع، وبعد انتهاء الاحتفال وعودة المدعوون إلى منازلهم، جلست «سارة» إلى جوار زوجها، وباحت له بشكوكها، فابتسم لها بهدوء وضمها إليه، وهو يخبرها بثبات أنه يشعر باقتراب أجله، وجل ما يحزنه هو مفارقتها والصغيرة، فترقرقت الدموع في عينيها، وخبأت رأسها في صدره.
 
10007039_1501425380095630_8258314308956561664_n
 
رغم نشاط «مايكل» وسعادته بالعيد وحماسه لحمل الخوص صباح أحد السعف إلا أن «سارة» أحست بالقلق يستوطن عينيه خاصة وأنه رفض جلوسهما إلى جواره في الكراسي الأولى بالكنيسة، وطلب منهما البقاء في الخلف، وراقبته يبتعد عنهما بهدوء وينضم إلى الشماسين، وحالما بدأ إنشاد الترانيم تتابعت العبرات من عينيه التي لم تتحول عنهما ولو للحظة واحدة، وفور انتهائه وبداية الموعظة، سمعت «سارة» صوت إنفجار كبير وكأنه يوم القيامة، ورأت زوجها الحبيب يرتفع في الهواء قبل أن يسقط على رأسه دون حراك، فحاولت الوصول إليه إلا أنها عجزت عن ذلك بسبب الدخان الكثيف الذي ملئ قاعة الصلاة.
 
10580132_1501425623428939_2278872365447087381_n
 
ارتفعت أصوات الصراخ داخل الكنيسة، وصرخت «بريسكلا» تنادي والدها دون رد، عندما وصلت «سارة» إلى جوقة الشماسين أخيرًا وفي فؤادها شعاع أمل، تتمنى لو تجد «مايكل» على قيد الحياة، لكن ملاك الموت كان قد سبقها إليه وسلبه روحه الطيبة، فجلست إلى جواره تحتضن طفلتها وتعيد على نفسها كلماته التي حدثها بها الليلة الماضية، بينما تطوف عينيها الدامعة بالمكان، لتنظر أثار المذبحة، فالأشلاء مبعثرة على الأرض، والدماء تغرق القاعة حتى أنها وصلت إلى سقف الكنيسة الشاهق، أفاقت «سارة» من تأملاتها على صوت بكاء «بريسكلا»، فنظرت إليها في ألم عندما لاحظت تخضب يديها الصغيرة بدماء والدها.
 
mikel
 
11207377_1595796423991858_6886900426364228571_n
 
 
10352087_1547768085461359_2240558699915099792_n
 
 
983876_706171962888318_3915966082318677116_n
 
 
12901155_1205433619467579_5104973522846145730_o
 
 
 

 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق